النجاح الميداني لا يُلغي فرضية دخول "إسرائيل" في حرب استنزاف اقتصاديةفي ضوء المواجهة العسكرية الأخيرة مع حماس في قطاع غزة، اتضح حجم المهام الملقاة على عاتق منظومة "القبة الحديدية" في التصدي للصواريخ الفلسطينية، حيث من المتوقع أن تلتئم اللجنة الوزارية لشؤون التزود بالوسائل القتالية الحديثة برئاسة رئيس الحكومة العبرية، بنيامين نتنياهو، في غضون الـ24 ساعة القادمة للمصادقة على طلب وزير الدفاع، ايهود باراك، بتزويد الجيش الصهيوني بـ4 بطاريات أخرى من المنظومة في ضوء ما وصف بأنه "النجاح العملياتي الكبير" الذي حققته هذه المنظومة نهاية الأسبوع في اعتراض 8 صواريخ "غراد" أطلقتها حماس، مع الإشارة إلى أن كلفة التزود بـ4 بطاريات أخرى من المنظومة تقدر بـ220 مليون دولار، وعدت أمريكا بتحملها، وقد اتفقت وزارة الدفاع مع شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية على إنتاجها.ثناءات رسمية على أداء المنظومة العملاني:· الناطق الجديد بلسان الجيش الصهيوني، يوآف مردخاي: أكّد بأن تشغيل هذه المنظومة تكلّل بالنجاح حتى الآن، ملمحاً إلى أن هناك احتمالاً بأن يشهد تشغيلها إخفاقات، ومبيناً بأن الجيش يدرس هذه المنظومة من خلال تشغيلها عملياً.· رئيس الوزراء الصهيوني، بنايمين نتنياهو: أثنى على ما وصفه بـ"الأداء العملاني" الذي حققته المنظومة في اعتراض قذائف صاروخية أطلقت باتجاه الأراضي الصهيونية من قطاع غزة، مؤكداً أن "إسرائيل" حققت انجازاً باهراً ولافتاً في هذا المجال الدفاعي، تدوّي أصداؤه في العالم أجمع. واستطرد بالقول بأنه ورغم مغزى نجاح المنظومة، إلا أنها تُشكّل رداًّ جزئياً، موضحاً بأن هناك حاجةً إلى إعطاء رد هجومي ضد حماس، وليس دفاعياً فقط.· وزير الدفاع الصهيوني، ايهود باراك: أشاد بما وصفها "الإنجازات الرائعة" التي حققتها المنظومة، مؤكداً أن النقاش حول التزود بها قد حُسِم, واعتبر باراك أن المنظومة ستُتيح لـ"إسرائيل" مجالاً أكبر للمناورة على الساحتين العسكرية والسياسية، لافتاً إلى أن نجاح المنظومة "نجاح غير عادي" للصناعات العسكرية الصهيونية، ونظام الدفاع الجوي، وأنه متأكد بأن إنجازاتها ستضع حداً للجدل حول الحاجة لنظام اعتراضي متعدد الطبقات. · محافل عسكرية صهيونية: وصفت المنظومة بأنها "الهجوم الحديدي"، الأمر الذي خلق أجواء من الارتياح في وزارة الدفاع، كونها أثبتت قدرتها على تغيير قواعد اللعبة في الصراع بين "إسرائيل" وحماس و"حزب الله". وأوضحت بأن إنجاز المنظومة الجديدة مهم، كونه يُعبر عن قدرات تقنية صهيونية من الطراز الأول، ويبرهن سلاح الجو مرة أخرى على قدراته التنظيمية باستيعاب المنظومة، وجعلها عملياتية، وفي كونها تعتبر عاملاً نفسياً حيوياً للإسرائيليين الذين يهددهم السلاح "المائل المسار"، ما يعني أن تتابع النجاح سيُسهم في شعورهم، بأمنه ومنعته، وقدرته على مجابهة الصعوبة.· أوساط عسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية: زعمت أن حماس سعت لتحقيق وقف لإطلاق النار بعد أن اتضح لها بشكل مفاجئ أن منظومة "القبة الحديدية" قادرة على تدمير وابل من صواريخ "غراد"، وليس مجرد صاروخ واحد في كل عملية اعتراض، مدعيةً بأنهو حين أسقطت المنظومة 5 صواريخ "غراد" أطلقت على عسقلان، أدركت حماس أنها تدير معركة عسكرية بناءً على "معلومات خاطئة"، ومن الأفضل لها التوقف فوراً. من جهتها، أصدرت الجبهة الداخلية مجدداً تعليماتها الخاصة بإجراءات الحماية الواجب إتباعها لسكان جنوب "إسرائيل"، وأكدّت أن منظومة "القبة الحديدية" لا تُوفر حماية كاملة، ويجب ملازمة الأماكن المحصنة بعد سماع الصفارات، أو دوي الإنفجار بـ10 دقائق.خشية صهيونية من قيام حماس بحرب استنزاف اقتصادية للكيان بسببب تكاليف المنظومة المرتفعة:كشفت محافل عسكرية صهيونية أن كلفة اعتراض منظومة "القبة الحديدية" لـ 8 صواريخ "غراد" خلال اليومين الأخيرين قد بلغت 1.1 مليون دولار، انطلاقاً من أن الكلفة الحقيقية لكل اعتراض تبلغ 40 ألف دولار، معربةً عن خشيتها من أن تُواظب حماس على إطلاق بضع عشرات الصواريخ يومياً لإدخال "إسرائيل" في "حرب استنزاف اقتصادية" وإنهاهك ميزانيتها الدفاعية. وأوضحت المحافل أن ما يُبرر التخوف من قيام حماس بذلك هو أن ثمن تشغيل المنظومة، يعتبر باهظاً بالمقارنة مع ثمن صواريخ "القسام" أو صواريخ "غراد". في المقابل، رأت المحافل أن نجاح المنظومة يمكن أن يؤدي إلى التوصية بشراء المنظومة من جانب بعض الدول التي تتعرض لتهديد الصواريخ، مما يمكنه أن يزيد حجم إنتاج الصواريخ والمنظومات المرافقة، فيخفض ثمنها، وحسب المصادرقد يؤدي هذا النجاح إلى بيع هذه المنظومة لعشرة جيوش في العالم، بينها الجيش الأمريكي والهندي والسنغافوري. وفي السياق نفسه، فقد لبى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" طلب الرئيس الصهيوني، شيمعون بيريس، لمنح الجيش الصهيوني 250 مليون دولار لتصنيع منظومتين أخريين من "القبة"، والتي سيستغرق بناؤهما 20 شهراً، وستكون لحماية مدن "إسرائيلية" محيطة بقطاع غزة من الصواريخ الفلسطينية.القبة الحديدية ليست سوى "قضية سياسية:في المقابل، يرى رئيس برنامج أبحاث الجبهة المدنية في معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني، العميد احتياط مائير ألران، أن سلسلة إنجازات "القبة" ثمنهاعالٍ جداً ، موضحاً بأنه ومن أجل إنتاج المظلة الضرورية لحماية تجمعات السكان والبنى التحتية الوطنية والعسكرية الحيوية مع الموازنة بينها، فسيُحتاج إلى 18 بطارية، وربما أكثر، لأن كلفة شرائها، واستعمالها باهظة جداً.واعتبر ألران أن "القبة الحديدية" قد أصبحت منذ زمن قضية سياسية، علاوة على أن وزير الدفاع يجهد في تضخيم إسهامها قياساً بمقولات منضبطة لكبار المسؤولين في الجيش، وسيصعب على الحكومة أن تصمد أمام الضغوط المتوقعة، وستجد نفسها منجرة إلى توسيع الاستثمارات في المنظومة على نحو بطيء جداً، وربما متأخر جداً. القناة السابعة للمستوطنينعن العبرية، ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية