حجاي هداس هو ضباط بولندي وسيؤدي باخلاص كامل كل مهمة يكلف بها. وهو ليس الرجل الذي يلقي بالمفاتيح، يتذمر ويعتزل باطلاق التصريحات ومظاهر الغضب. مع ذلك، فان الصورة النقية التي تفهم من بيان ديوان رئيس الوزراء عن المبررات وعن التوقيت لاعتزاله، بعد أن قضى أقل من سنتين في منصب الوسيط الاسرائيلي في صفقة شليت، لا يروي كل الحقيقة. صحيح، عقيلة هداس تخرج لسنة اجازة الى خارج البلاد، وهذا بالفعل "السبب الشخصي" لطلبه انهاء مهام منصبه. ولكن مشكوك فيه جدا أن يكون هذا هو السبب الاساس. السبب الاساس هو انه في واقع الامر لم يحصل أي شيء جوهري في المفاوضات لاعادة جلعاد شليت. ومنذ فترة يسمع محيط هداس المهني تلميحات بعدم الرضى والاحباط من أن جلعاد ليس في الطريق الى الديار. القيادة السياسية لحماس كانت مستعدة لعقد الصفقة حسب العرض الاسرائيلي الاخير. من عارض الحل الوسط الاسرائيلي كانت القيادة العسكري في حماس، ولكن رئيس الوزراء يتردد ولا يقرر. من جهة يرفض اتخاذ القرار لتحقيق الصفقة، ومن جهة اخرى يرفض اتخاذ القرار بمسارات عمل اخرى. بحيث أن الوضع من شأنه أن يبقى عالقا لاجيال وهذا أغلب الظن هو السبب المركزي لقرار هداس الخروج في سنة اجازة عقيلته والا يبقى عالقا في منصب الوسيط دون جدوى. وأمس في الخامسة بعد الظهر أبلغ السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، اللواء يوحنان لوكر بانهاء مهام منصبه. وفي المساء وصل هذا الى مسمع نتنياهو واتفق على صياغة محترمة لا تخلف أي ضرر. بقدر ما هو معروف، ليس لرئيس الوزراء مرشح للحلول محل هداس. في الماضي، قبل تعيينه، عرض المنصب على الوزير دان مريدور والعقيد احتياط ليئور لوتن، الذي نسق موضوع الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي. كما أن لوتن كان المرشح مؤخرا لمنصب الناطق العسكري تحت رئيس الاركان المرشح يوآف غالنت. ومن المعقول الافتراض بان حجاي هداس سيبقى في منصبه الى أن يوجد له بديل. وقد أعلن عن نيته الاعتزال للوسيط الالماني ايضا، والذي يوجد في المنطقة كما أبلغ بذلك عائلة شليت. والان ينبغي أن نرى اذا كان رئيس الوزراء سيتخذ القرار على الاقل في موضوع الشخص الذي سيحل محل هداس.