لا معنى للشروع في عد تنازل لايام حكومة نتنياهو. فكل من يتنبأ بأفعال ليبرمان، يفعل ذلك على مسؤوليته. فالرجل غير متوقع. ولا يمكن متابعة اعتباراته. وبالتأكيد ليس قبل ان يستغل حتى النهاية ما يسمح له به القانون، الا وهو حق الاستماع. لا داعٍ لان نتشوش: الجرائم التي بسببها يتم النظر في تقديم ليبرمان الى المحكمة بسببها هي جرائم خطيرة. الغش وخرق الثقة، تلقي شيء بالغش في ظروف مشددة، تبييض الاموال والتحرش بشاهد، ليست جرائم يمكن الاستخفاف بها. وبالتأكيد ليس لمن يشغل منصب رئيس حزب كبير ووزير خارجية في حكومة اسرائيل. ولكن بعد هذا القدر الكبير من السنين، التي تجر فيها قضية وراءها قضية اخرى، لتحقيقات لا نهاية لها، جر أرجل وتلبث لا يطاق من جانب النيابة العامة – فان الجملة التي رفعت أمس من جانب وزارة العدل تعتبر أقل خطوة مما كان متوقعا. هكذا هو الحال حين تبنى توقعات، وهذا ما فعلوه هنا على نحو كبير. في ظل غياب جريمة الرشوة التي كانت جوهر الامر، فان كل القصة تبدو كشيء يمكن لليبرمان ان ينجو منه، وان حكومة نتنياهو ستصمد وان الساحة السياسية ستهضم الامر. ناهيك عن مصوتي ليبرمان، الذين تبين الاستطلاعات بان دعمهم له يتصاعد فقط. ليبرمان هو سياسي ذكي وبارد الاعصاب. خلافا لنتنياهو الذي يقرر حسب آخر من يتحدث له، فان ليبرمان ينصت للجميع ويقرر بنفسه. امكانية واحدة هي أن يطلب ليبرمان الحصول على بضعة اشهر طيبة كي يدرس المادة وعندها، قبل أو فور الاستماع، يسقط الحكومة ويقود الدولة نحو انتخابات جديدة. في الوقت الذي تجري فيه حملة الانتخابات لن ترفع ضده لائحة اتهام، وحسب الاستطلاعات فمن المتوقع أن يحصل على عدد كبير من المقاعد وهكذا يصل الى المحكمة فيما هو على رأس حزب كبير (وهو يأمل حتى ان يفعل ذلك كرئيس وزراء). امكانية اخرى هي ان يتبنى حالة تساحي هنغبي. في هذه الحالة، ستكون مصلحته ان ينهي بأسرع وقت ممكن الاجراء القضائي. يسرع في الاستماع، واذا تقرر رفع لائحة اتهام فسيطلب محاكمة سريعة او صفقة يدان بها بالعار ولكن ليس بالسجن او بالسجن مع وقف التنفيذ. ومثل هنغبي سيستقيل من الكنيست، ولكن في الانتخابات التالية يكون بوسعه أن يتنافس برئاسة اسرائيل بيتنا. وهكذا يصل مرة اخرى الى الكنيست التالية وربما الى الحكومة، فيما أن كل شيء بات وراءه. وفي كل الاحوال، اذا قرر ليبرمان مع ذلك اسقاط حكومة نتنياهو، فالسبب سيكون سياسيا. وسيكون هذا بعد أن يصورها كمن هجرت طريقه وخيبت أمل معسكر اليمين.