إنحلت مجموعة الخنافس عندما كنت في الخامسة من عمري وأوضح لي أخي الكبير السبب: كان ذلك بسبب يوكو أونو. فقد أصرت زوجة جون لينون المتسلطة على الانضمام الى الفرقة ولم يوافق الشباب الآخرون فانفصل "الرائعون الاربعة" الى الأبد. كانت تلك هي الرواية الشعبية لوصف الكارثة، واستوعبت الرسالة الخفية وهي انه مع كل زوجين مشهورين، يهتم الرجل بالنجاح والمنزلة وتتحمل المرأة ذنب الاخفاقات. هذا النموذج راسخ في ثقافتنا من قصة آدم وحواء. فقد اعتدنا الايمان بأن نساء القادة ونجوم الروك يركبن فوق ظهورهم ويستمتعن بلا جهد بفخامة الشأن والقوة والسيارات الفارهة وأجنحة الفنادق، لكنهن غير راضيات أبدا ومتطلبات دائما أو يحاولن تدبير حياة أزواجهن المهنية وأن يقررن بدلا منهم في الامور المهمة. يتم تصوير الزوج الشهير في صورة ضحية اخطأ في اختيار زوجته ويدفع عن اختياره بالطرد من الجنة. لمع نجم بولا بن غوريون في فولكلور أوائل ايام الدولة لكن لا أحد اتهمها بسقوط زوجها عن كرسي الحكم. دخلت صورة "الزوجة المذنبة" السياسة الاسرائيلية في 1977 مع قضية حساب الدولارات لاسحق وليئا رابين. منذ ذلك الحين لمع نجم نساء المسؤولين الكبار في أعمدة الاخبار السيئة. فقد تم وصف شولاميت شمير بأنها متسلطة تتدخل في سلطة الاذاعة والمجلس من اجل كبار السن. واتهموا سونيا بيرس بأنها لا تؤيد بقدر كاف حياة شمعون المهنية وهو الخاسر الدائم. أما رونيت اشكنازي فقد راسلت في الرسائل النصية القصيرة الوغد بوعز هرباز مزور "وثيقة غالنت". أما نيلي فرئيل – براك وزوجة المستشار القانوني للحكومة، يهودا فنشتاين، فشغلتا خدما اجانب مخالفتين القانون وكأن زوجيهما لم يلحظا من يتجول عندهما في البيت. عند اهود اولمرت وحده كانت المرأة – المذنبة هي مديرة الديوان شولا زاكن لا زوجته عليزه. ومع ذلك كله بقي النموذج متشابها. لكن جميع هذه الامثلة من ليئا رابين حتى زوجة فينشتاين تصبح أقزاما بجانب سارة نتنياهو. فمنذ اليوم الذي تولى فيه بيبي السلطة في الولاية الاولى، أدت سارة في الوعي العام دور الأنا الأعلى السيء لزوجها. صُور بنيامين نتنياهو في صورة خطيب موهوب، حتى لو كان مبالغا شيئا ما، وبأنه سياسي ضعيف يحاول إرضاء الجميع، أما "السيدة" فصُورت في صورة متسلطة مستعملة للقوة مُنكلة بالعاملين مُملية للتعيينات مُدللة لنفسها في فنادق فخمة، تشتهي الهدايا والتشريفات، وأشد من كل ذلك انها تفرض على زوجها عقيدته اليمينية. كان بيبي بحسب الحكاية الشعبية يُعين ناسا ذوي أهلية بل يخرج من المناطق لولا تأثيرها السيء. "ماذا تفعل به" يفرقع المشاهدون بألسنتهم في البيت. إن سارة نتنياهو على حق في زعمها انهم يبحثون عنها للمس بزوجها. هذا هو ثمن الزواج من زعيم مختلف فيه يحجم عن المسؤولية والقرارات الصعبة. هو الذي رتب الرحلات المدللة للمحاضرة في الخارج، ويوجه غضب الجمهور عليها. وهو الذي يخطيء في اختيار المساعدين والمرؤوسين لكنهم يتهمونها. ليست المشكلة في الجاكيت الذي لبسته من اجل المقابلة النفاقية في القناة الثانية أو في تسريحة شعرها، بل في مجرد ظهورها الجماهيري: لقد تحملت سارة المسؤولية في المثول أمام الشاشة. فبدل أن يظهر رئيس الحكومة ويدافع عن احتفالات الغسل بالبخار والطائرات الخاصة، يجري توجيهات في "أحاديث مغلقة"، وتُرمى هي التي لا تجربة لها مع وسائل الاعلام الى الحلبة ليستمتع الجمهور. ليس هذا عدلا. بيبي هو المسؤول أمام الجمهور لا سارة، ويجب أن يُطلب تقديم حساب منه لا منها. لكن ماذا نفعل، لقد اعتدنا أن تكون الزوجة مذنبة والزوج ضحية. أليس من اجل هذا نُقضت فرقة الخنافس.