خبر : بفضل العناد/بقلم: بن – درور يميني/معاريف 3/4/2011

الأحد 03 أبريل 2011 01:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
بفضل العناد/بقلم: بن – درور يميني/معاريف  3/4/2011



المقال الذي كتبه غولدستون في أعقاب تقرير الامم المتحدة عن الحملة في غزة هو انتصار هائل لاسرائيل. معظم الادعاءات الاسرائيلية تبينت محقة. غير أنه يجب أن يضاف امران: هذا حصل لان هذه المرة، لغرض التغيير، عناد اسرائيل بالذات على التحقيقات – نعم، تحقيقات ذاتية – أدى الى الانعطافة التي يمكن وصفها كانعطافة دراماتيكية. ثانيا، تراجع غولدستون عن معظم ادعاءاته لا يقلل بملمتر واحد من ذنبه الشخصي كاحد ذرى عار خطاب الحقوق الدولي. لنبدأ بالتحقيقات: النائب العسكري العام، أفيحاي مندلبليت اتهم مرات عديدة بالنبش الزائد. كل شكوى فحصت. مقاتلون كثيرون نغص عيشهم. شعروا أنهم يصارعون في ظروف غير قابلة للشرح، فيما تمررهم عصبة رجال القانون من النيابة العامة في درب آلام آخر. صعب بعض الشيء نسيان رفاق اولئك الجنود من جفعاتي الذين حوكموا ووصلوا الى قاعة المداولات وهم يرتدون قمصانا كتب عليها "نحن ضحايا غولدستون". وكأن النائب العسكري العام هو الخادم المطيع للقاضي. والان يتبين بان الحقيقة معاكسة. التحقيقات المثيرة للاعصاب بعض الشيء بالذات، عرضا وطولا، أدت الى كشف الحقيقة. وعندما وقفت النيابة العامة العسكرية خلف جزء كبير من الاجوبة للامم المتحدة – فقد أثبتت الدقة نفسها. الاجوبة كانت جدية ومسنودة. كما كانت هناك خروقات لا يزال بعضها يجري التحقيق فيه. ولكن دحضت الادعاءات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. غولدستون يقول الان: لو كنت أعرف، لكان التقرير الذي نشرته مختلفا. إذن لماذا رفضت اسرائيل التعاون منذ البداية؟ لانه في تلك الظروف، وبتشكيلة اللجنة – ما كان لشيء ان يجدي. بل ربما العكس. التفسيرات التي كانت تردها لجنة غولدستون ما كان يمكن لها أن تقبل لاحقا. وذلك لان لجنة غولدستون كانت مناهضة لاسرائيل منذ البداية. هكذا في كتاب تعيينها، وهكذا في تركيبتها. في التقرير يوجد مثلا تطرق للقوانين الاسرائيلية الاساس التي يزعم انها تميز ضد العرب. ما صلة ذلك؟ يمكن الاعتماد على غولدستون. فقد اراد تشويها للصورة واستخدم كل الوسائل التي يخلقه. غير أن هذا ليس كل شيء. في التقرير الاصلي لا توجد ولا كلمة واحدة عن ميثاق حماس، الذي هو الامر الاكثر قربا من الايديولوجيا النازية. ولا كلمة. وها هو، في المقال الجديد يروي غولدستون بان حماس تريد ابادة اسرائيل. عفوا؟ هذه المعلومة كانت مكشوفة ومعروفة حتى في زمن كتابة التقرير. فلماذا لم تظهر هناك؟ وهل يمكن شرح الرد الاسرائيلي دون الفهم بان الحديث يدور عن كيان شرير يعلن عن ابادة اسرائيل؟ فعلى اقل من ذلك بكثير يقصف الغرب ليبيا. هكذا بحيث انه جميل ان تذكر غولدستون الان الخطوط الرئيسة. من ناحيتنا، هذا متأخر بعض الشيء. محظور أن تكون لنا أوهام. فالضرر وقع. تقريبا مثل قصة محمد الدرة. الثواني القليلة التي ظهر فيها الطفل وابوه ينحشران امام النار الحية لجنود اسرائيليين وحشيين اشعلت ليس فقط اضطرابات عرب اسرائيل بل وايضا موجة دولية من الشر. عندما تبين بان هذا كان تضليلا واسعا – كان الاوان قد فات. هكذا ايضا تقرير غولدستون. فالضرر اثقل من ان يحتمل. غولدستون هو المساهمة الاهم في حملة التشهير بحق اسرائيل في السنوات الاخيرة. وتوبته لن تعفيه من هذا اللقب. كان بوسع غولدستون أن يواصل ذات الخط. يتجاهل النتائج الواضحة التي تثبت أنه اخطأ. هذا بالضبط ما يفعله منذ انتخب لرئاسة اللجنة. وها هو، شيء ما تغير. بتأخير سنوات نشر مقالا دراماتيكيا جدا. مقال ما كان بوسع دولة اسرائيل حتى أن تحلم به. هكذا رغم وصمة العار التي الصقها باسرائيل، ثمة مجال ما بقدر من الرأفة. من يعترف ويغادر يُرحم.