خبر : ضعف الاسد/بقلم: ايلي أبيدار/معاريف 31/3/2011

الخميس 31 مارس 2011 11:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ضعف الاسد/بقلم: ايلي أبيدار/معاريف  31/3/2011



في يوم الثلاثاء عندما تبين ان المظاهرات في سوريا ترفض ان تخمد، أقال الرئيس بشار الاسد حكومته، في محاولة اخرى لتخفيف الضغط الجماهيري. أمس خطب الاسد في الأمة، خطبة اختار فيها الحل السهل المتوقع وهو اتهام اسرائيل والغرب بالاضطرابات وامتنع عن اعلان اصلاحات. لكن غضب الشعب السوري ليس موجها على جماعة وزراء فاشلة أو حكومات غربية بل على الاسد نفسه وسياسته، وعلى الضعف الاقتصادي لسوريا، وعدم وجود أمل في التغيير، وعلى التوجه الشيعي الذي يقود الرئيس بلده اليه. للمظاهرات في سوريا صبغة طائفية واضحة. بل انه تم الابلاغ في مدينة اللاذقية، حصن الرئيس، عن مصادمات بين معسكرين من السكان: أهل السنة في مقابلة الشيعة والعلويين. الحديث عن تطور ذي أهمية شديدة. إن الطائفة العلوية التي جاء منها الاسد وشركاؤه في قيادة حزب البعث، تشكل مع شركائها الشيعة 13 في المائة فقط من المسلمين في سوريا، بل إن كثيرا من السنيين يرونهم عبدة أوثان بسبب عناصر وثنية في اعتقاداتهم. من اجل هذا توصل حافظ الاسد الى تفاهم مع الامام الشيعي موسى الصدر الذي أعلن في 1973 بأن العلويين شيعة، أما الاسد فكافأه بتأييد سوري للشيعة اللبنانيين. إن الحلف الشيعي – العلوي الذي بدأ عند الاسد الأب باعتباره تلاقي مصالح أصبح تمازجا وطاعة مطلقة في ايام الابن. لم يعمل بشار الاسد في سنوات حكمه الـ 11 ولو مرة واحدة في مجابهة مصالح حزب الله أو إملاءات ايران السياسية. عرف حافظ الاسد الحفاظ على ائتلاف لطيف للطوائف تحت راية "الكرامة السورية"، لكن الاسد الابن تخلى عن المصالح المحلية من اجل مصالح طهران. ولم تُحب الأكثرية السنية، اذا لم نشأ المبالغة، هذا التطور. في توقيت عجيب، نشرت الشهر الماضي مجلة الموضة "فوج" تقريرا صحفيا عن عائلة الاسد تصاحبه صور أرادت أن تصورها باعتبارها عائلة عصرية تُحتذى تكاد تكون غربية. بعد وقت قصير من نشر التقرير خرج مواطنو سوريا الى الشوارع ورفضوا الخضوع حتى عندما قتلت قوات الامن عشرات منهم. يبدو ان فقراء درعا الذين مزقوا صور الرئيس الاسد لا يقرأون "فوج". تقلقهم شؤون اخرى: فمنذ سنين والاقتصاد السوري يتراجع الى الخلف، ويتحدث دبلوماسيون غربيون عن أن أجزاءا كاملة منه كأنما جمدت. "كان يمكن الخروج لزيارة الجبال ولقاء السكان الذين صرّفوا امورهم وفكروا كأنما يعيشون في منتصف النصف الثاني من القرن العشرين"، قال لي سفير بلجيكا في دمشق سابقا. "عندما كنا نريد التنفس والترفيه عن النفس والشعور بالمدنية كنا نسافر الى بيروت". يريد الشعب السوري الانضمام الى القرن الواحد والعشرين. كما هي الحال في دول عربية اخرى، قوة المظاهرات مفاجئة وتشهد على تحطم حاجز الخوف من القيادة. غير أنه من غير مساعدة من الخارج سيصعب على المتظاهرين ترجمة تصميمهم الى انجازات سياسية ومساعدة كهذه لا تُرى في الأفق. فقد أعلنت وزارة الخارجية الامريكية انه لا مكان لتدخل عسكري في سوريا لانه لا يحدث هناك قتل جماعي من النوع الذي كان يوشك أن يحدث في ليبيا. المفارقة انه بخلاف ما يجري في مصر وفي دول اخرى، لا سبب للخوف من تغيير السلطة في سوريا. فهذه هي الدولة العربية الوحيدة التي ليس فيها للاخوان المسلمين موطيء قدم ذو شأن، ويقود المظاهرات سكان فقراء قلقون. وهم تخصيصا يحظون بكتف باردة من الغرب. قضى الاسد الأب على 30 ألفا من أبناء شعبه للحفاظ على سلطته. أهذا ما سيُطلب من الابن ليحظى بانتباه واشنطن؟.