العالم يتغير. سيكون في الدول العربية حكام يضطرون الى التعبير عن ارادة الشعب حتى فيما يتعلق بالصراع العربي – الاسرائيلي. واوروبا أشد عصبية مما كانت دائما. فاذا كانت النرويج ترسل طائرات لقصف دولة عربية، فما الذي يخططون لفعله بنا؟ توميء بريطانيا والمانيا وفرنسا الى أنها قد ضاقت ذرعا بنا شيئا ما. لم يعد من الممكن الاعتماد على اوباما حقا. الاستراتيجية هي تسكين ثورة العالم. ليشغلوا انفسهم بليبيا واليابان والبورصات. إن تكتيك رئيس الحكومة هو نثر تلميحات الى خطبة ممكنة، وإنكار التلميحات، وتسريب تفاصيل عن خطط يتم وزنها والتنكر للنشرات. لكن اذا لم تكن الخطبة المتحدث عنها التي نُسيت شيئا ما في اثناء ذلك لن تعبر عن تغيير حقيقي فان المتاعب ستبدأ فقط. مع العالم ومع الفلسطينيين.* * * من تجربتي في حلقة دراسية لنساء اسرائيليات وفلسطينيات تمت في روما استطيع ان أشهد بأن الرسالة المركزية التي أرادتها الفلسطينيات كانت بسيطة: لا تفعلوا شيئا. لا تبادروا ولا تساعدوا ولا تعملوا. لكن لا تشوشوا. لماذا؟ قد استوعبن ما لم نفهمه حتى الآن. إن استراتيجيتهم هي بناء الاقتصاد ومؤسسات الدولة الفلسطينية بحسب خطة فياض، والتكتيك هو حصر العناية في ساحة العلاقات العامة والاعلام الاجتماعي. ولما كانت مسيرة السلام تعاني علاقات عامة سيئة عند الجانبين فان الفلسطينيين سيذيعون الرسالة "الساخنة" في الاسابيع الاخيرة في اوروبا والولايات المتحدة، والرسالة هي "الطموح الى الديمقراطية". الحديث في واقع الامر عن انشاء مؤسسات الدولة مع تجنيد دول العالم للاعتراف بدولة محمولة على رياح التغيير في الشرق الاوسط، وكل ذلك الى جانب عرض اسرائيل في العالم باعتبارها محتلة تنقض حقوق الانسان، وسيفضون الى نشاط متشعب في الشبكات الاجتماعية بديلا عن الكفاح العنيف.* * * أشركتنا الفلسطينيات في الخواطر وطريقة العمل بانفتاح كبير. "على الفلسطينيين أن يبادروا وأن يكونوا أذكياء"، قُلن. "الحرب التي قمنا بها بوسائل ارهابية أضرت بنا. لم نحظ بالشرعية بسبب الكفاح المسلح. الآن يقوم فوق اسرائيل خطر على الشرعية لانها دولة محتلة لهذا فان تكتيك بيبي هو أفضل تكتيك لنا. لا تفعلوا شيئا وهكذا لن تشوشوا ايضا. هذا يحدث وحده". واذا لم نكن نريد أن يحدث هذا وحده فيحسن ان نجعل الاشياء تحدث بأنفسنا. اذا تجرأ نتنياهو فقط على المضي حقا الى اتفاق الدولتين فستنتصر اسرائيل. ومن اجل هذا يُحتاج الى حسم لا الى اعلان فقط.