خبر : غزة مطلوب معالجة هولستية/بقلم: ارئيلا رينغل هوفمان/يديعوت 24/3/2011

الخميس 24 مارس 2011 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة مطلوب معالجة هولستية/بقلم: ارئيلا رينغل هوفمان/يديعوت 24/3/2011



عقد عاجل للسباعية في أعقاب نار الصواريخ على جنوب البلاد، بما في ذلك صاروخي غراد على مدينة بئر السبع، أنتج، كما هو دارج في مطارحنا، سلسلة من التصريحات اللازمة بالتأكيد، ولا تزال ممجوجة حتى التعب. ممجوجة لدرجة يخيل أنه فرغ تماما مخزون الكليشيهات ايضا. "لن نحتمل النار"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكأن أحدا يفكر بأنه لعله أفضل خلاف ذلك. "الجيش الاسرائيلي يعمل وسيعمل ضد منظمات الارهاب في غزة وسيحمي بحزم وبتصميم المواطنين"، وعد، وكرر القول الذي علاه الغبار في أنه لا توجد أي دولة مستعدة لان تحتمل نار الصواريخ، وهكذا اسرائيل ايضا.النائب الاول لرئيس الوزراء الوزير سلفان شالوم، اتخذ خطوة واحدة الى الامام وأوضح، بحرية محفوظة لمن لا حاجه له لان يوقع على القرار، بانه اذا ما استمر الوضع فلن يكون مفر من الشروع في حملة عسكرية واسعة، هدفها، هكذا بصياغته، اسقاط حكم حماس في غزة. واذا كانت تبقت علامة استفهام ما معلقة وحائمة فوق رؤوسنا، جاءت رئيسة المعارضة تسيبي لفني ووضعت الامور في نصابها: "عدت وقلت"، شددت امام سكان مدينة بئر السبع، "اني أومن بانه حيال حماس التي تستخدم الارهاب من غزة، يجب انتهاج القوة"، واذا لم يكن هذا بكافٍ، فقد ربطت استخدام القوة باعادة الردع. باستثناء ان الحقيقة ايضا اكثر تعقيدا، اقل وضوحا، والاهم اقل بكثير تفاؤلا من التصريحات. اسرائيل ستتعرض لنار الصواريخ. في الايام القريبة القادمة وفي الاشهر القريبة القادمة، ولشدة الالم فان القول ان هذا سيحصل أيضا في السنوات القريبة القادمة هو أغلب الظن أدق من القول ان اسرائيل لن تتعرض لمثل هذه النار. كما انها لن تنجح في اسقاط حكم حماس. لا بالقوة ولا بمزيد من القوة. هذا لم ينجح في لبنان، وهو لن ينجح في غزة، ولن ينجح في أي مكان آخر رغم شدة ايدينا. وبذلك لا ينتهي الامر. بأسف شديد سيكتب هنا أيضا بان السنوات الاخيرة دحضت نظريات الردع التي طورتها اسرائيل منذ حرب لبنان الثانية وحملة "رصاص مصبوب" وعلى أي حال الدور الذي يؤديه في هذا الشأن الرد العسكري، مهما كان شديدا. الردع يفترض أن يعمل على الدافعية، وسلوك حماس في الجنوب، مثل حزب الله في الشمال، يدل على أن ليس الدافعية هي التي تضررت هناك بل القدرات، وهذا ايضا لزمن قصير فقط. اما الان فليس هذا سوى مسألة وقت وتزامن. في الجنوب وفي الشمال على حد سواء. إذن اسرائيل بالفعل لا يمكنها أن تسلم بالاصابة المتواصلة لمواطنيها. وهي لا يمكنها أن تسلم بنار الصواريخ على سديروت ولا بنار الغراد على بئر السبع. عدم التسليم هذا، على الاقل في المرحلة الاولى، يبدو أنه لن يكون مفرا من ايضاحه الا من خلال الجيش الاسرائيلي. ولكن الحل لا يوجد في الجيوش، ولا في اولئك الذين يندفعون الى الامام أو تلك التي تحوم في الهواء. الحل يوجد، مثلما يطيب للبدائل ان يقولوا، في المعالجة الهولستية. معالجة كل مجال وجودنا. في الحرب العنيدة لبلورة اتفاقات، في الكفاح الذي لا هوادة فيه للوصول الى تسويات، في الاستعداد الحقيقي لدفع الاثمان مقابل السلام – بارد، ساخن أو فاتر.اذا كان هناك درس يمكن أن نتعلمه من العقود الاخيرة بسلوك حكومات اسرائيل فهو ان ليس خط بارليف هو الذي ضمن لنا الهدوء في الجبهة المصرية – رغم الاف اطنان التراب والحجارة التي سكبت هناك وملايين الدولارات التي استثمرت فيه – بل الانسحاب من سيناء. من كل سيناء. وليس غور الاردن يحمي حدودنا الشرقية بل الاتفاق مع الاردن. وأن من يفكر بان الجهد الاساس هو في العثور على مطلقي القسام يضيع وقتا. الجهد الاساس يجب أن يكون على بناء سترة واقية هائلة، متعددة الجوانب، يشارك في بلورتها ويستمتع بثمارها الى جانب القدس، القاهرة وعمان، دمشق ايضا، السلطة الفلسطينية ايضا وبيروت ايضا.  في الدفع الى الامام بعناد تلك المبادرات التي تستغل الرياح الجديدة التي تهب هنا وترى في ما يحصل حولنا فرصة رائعة وليس تهديدا. قد لا يبدو هذا مثيرا لحماسة ما، بل وكيف يقال انهزاميا بعض الشيء في محيط يسجد لقوة الحديد وصلابة الفولاذ، وهذا ايضا لن يحصل غدا، ولن يجلب، برمشة عين، ايام المسيح – ولكن هذه هي الفرصة الحقيقية، وكي تحصل يجب أن نبدأ منذ أمس.