خبر : اوروبا وليبيا:آثار سياسية مستقبلية/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم 23/3/2011

الأربعاء 23 مارس 2011 11:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اوروبا وليبيا:آثار سياسية مستقبلية/بقلم: يوسي بيلين/اسرائيل اليوم 23/3/2011



 ظاهرا، ما حصل في باريس يوم السبت في قصر الاليزيه لا يتعلق بنا. زعماء من 22 دولة جلسوا حول طاولة في منزل الرئيس الفرنسي، وقرروا كيف يطبقون قرار مجلس الامن بشأن حظر الطيران في سماء ليبيا. ولكن يحتمل جدا بان ما حصل هناك كان ذا آثار بعيدة المدى على اسرائيل وعلى سياسة حكومتها. حقيقة أن هذه القمة عقدت في باريس هي، ربما، كل القصة على ساق واحدة. اولا، زعماء الدول الاوروبية الكبرى قرروا بانهم غير مستعدين لمواصلة تعطيل انفسهم وانتظار تلقي الاجماع من 27 عضو في الاتحاد الاوروبي. وهم يعرفون بان هذا الاجماع هو دوما، حتى بعد أن اقر دستور لشبونة، هو القاسم المشترك الاصغر . القاسم المشترك الاصغر هو، دائما تقريبا، تفضيل "اقعد ولا تفعل شيئا" على "انهض وافعل". حقيقة ان القمة عقدت في باريس وليس في بروكسل، وان الزعيمين المثيرين للشفقة للاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي، والبارونة كاترين اشتون اضطرا الى تكبد العناء حتى مدينة الاضواء، تعني ان ساركوزي، كمرون وماركيل غير مستعدين لان يكونوا أسرى في يد أغلبية غير ذات صلة او في يد الحذر الدبلوماسي الخالد، الذي يشل اوروبا منذ سنوات طويلة.  ثانيا، حقيقة أن القمة لم تعقد في جادة بنسلفانيا 1600، وان الرئيس اوباما كان في ذاك الوقت في بروكسل، تعني ان الادارة الامريكية الحالية ليست مهووسة بالرغبة في قيادة العالم. وهي مستعدة لان تسمح لاوروبا بان تقول كلمتها، وليس فقط كاستكمال زائد مسلم به لكلمة الولايات المتحدة.  معنى هذه الامور من ناحيتنا هو أن الولايات المتحدة كفيلة بان تتخلى ايضا عن توجيه الدفة الشرق اوسطية. طلبها لثلاثة اشهر اخرى من تجميد البناء الجزئي في المستوطنات رد بالسلب من جانب حكومة اسرائيل. ومنذ أكثر من سنتين لا توجد أي مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، باستثناء بضع جولات مكوكية عديمة المعنى لجورج ميتشل. ويبدو أن ليس لاوباما مصلحة في الدخول في مواجهة متواصلة مع نتنياهو. اما الفراغ الناشيء عن سحب يد الولايات المتحدة من محاولة حل النزاع في منطقتنا، مستعدة، كما يخيل، اوروبا لان تملأه.  لاوروبا يوجد مذهب مرتب بالنسبة للحل. منذ سنوات وهي تدعو الطرفين الى وضع حد للنزاع من خلال اقامة دولتين على اساس حدود 67، مع تعديلات متبادلة، تقسيم القدس الشرقية، ترتيبات امنية تستجيب لاحتياجات الطرفين وحل انساني لمشكلة اللاجئين.  الحل الاوروبي الذي يعبر عن موقف معظم دول العالم من حل النزاع، ينسجم والمبادرة العربية، ومقاييس الرئيس كلينتون ومبادرة جنيف، ولكن لا ريب انه لا ينسجم ومفهوم حكومة نتنياهو. هذه الحكومة التي "انتصرت" على ادارة اوباما ودفعتها اغلب الظن لان ترفع ايديها في مجال النزاع الشرق اوسطي، من شأنها أن تجد نفسها أمام اوروبا التي تبتعد عنها أكثر فأكثر. وعليه، فيحتمل أن يكون من الافضل للحكومة ان تعود مرة اخرى الى ثلاثة اشهر التجميد اياها، والتي لم تمس بصفتها هذه الرؤيا الصهيونية العزيزة، ومحاولة الوصول الى تسوية مع زعامة أكثر راحة.