خبر : الخيالي/بقلم: ياعيل باز ميلاميد/معاريف 21/3/2011

الإثنين 21 مارس 2011 11:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الخيالي/بقلم: ياعيل باز ميلاميد/معاريف  21/3/2011



 انتظروا لو سمحتم بعض الشيء، وسترون كم خير سيكون هنا. جنة عدن حقيقية. وهذا ما سيحصل في المدى الزمني القريب: مدينتان جديدتان ستقومان في العربا. ليس واحدة، بل اثنتان. ستقام سكة حديد للقطارات بين الوسط وايلات، ستربط آسيا باوروبا بحيث ان اسرائيل ستصبح محور الحركة العالمي المركزي. سيتوقف تيار المتسللين من حدودنا الجنوبية. لا ان يقل بل يتوقف. وهذا ليس بعد كل شيء. نحن سنوقف الارهاب ومرة اخرى لن تكون اسرائيل خاضعة لتهديداته، والعالم الواسع، ذاك الكائن متعدد الارجل والوحشي، سيعترف اخيرا بصحة موقف اسرائيل المطلقة، وسيعود الى موقفه العاطف الذي كان لنا من جهته قبل سنتين فقط. نحن سنبعث اليهم بالصور الفظيعة للاطفال وابويهم بعد القتل الشنيع في ايتمار، وسيفهمون مع من نتعامل وسيعودون الينا. والاهم، كل هذا سيحصل دون أن تغير اسرائيل سياستها حتى ولا بمليمتر واحد، والا ماذا نكون فعلنا؟ نحن سنواصل بناء المنازل الجديدة في المستوطنات القائمة بل ربما نقيم مستوطنات جديدة ولكن العالم سيكون معنا.  في حدود الخط الاخضر ايضا سيكون ازدهار لم نشهد له مثيل. فبعد كل شيء فان مدينتين جديدتين وقطار يقرب كل النقب، العربا وايلات الى الوسط هو حل مناسب للمحيط المهمل، المظلوم، بدون اماكن عمل، ذي المستقبل الكبير مع القليل جدا من الامل. لا تقلقوا. بيبي سيدبر الامر. رئيس الوزراء الذي اوقع على اسرائيل عزلتها الفظيعة في العالم، في أنه لم يتخذ حتى ولا قرار واحد ذا اهمية في المجال السياسي، مثلما في المجال الداخلي ايضا والذي يعقد كل يوم مؤتمرا صحفيا جديدا وينثر الوعود التي ليس له أي امكانية على الايفاء بها، هو الرجل الغريب جدا الذي يقف خلف الترهات عديمة الاساس التي عرضناها هنا.  لو كان يوجد الان في ذروة حملة انتخابية، لقلنا حسنا. ولكن لا. هذا سلوك. هذا طريقه لتجاوز كل المشاكل التي تعترض طريقه. وبدلا من حلها، او على الاقل محاولة حلها، يتزين جيدا، يصفف شعره، يقف امام الميكروفونات ويلقي الى الفضاء بكلمات بعضها على حدود السخرية واخرى مجردة. وكلما كانت الكلمات التي يستخدمها أعلى كلما وجدتنا نغرق اعمق.  المحيط من الشمال ومن الجنوب يصرخ للنجدة. يتحدثون هناك عن انهيار ما هو موجود، وهو يتحدث عن بناء مدن جديدة. لا توجد أي بنى تحتية للعربا ليس فقط لمدينتين بل ولا حتى لقرية صغيرة، وهو يطلب منا، نحن المواطنين، ان نكف عن الانشغال بالترهات وان نفكر بالامور العظيمة. فلماذا بحق الجحيم لا يمكننا ان نرى ما يراه هو، نحن ذوي النظر القصير. لو كان يقف على رأس منظومة الاعلام الاسرائيلية لعلنا كنا سنغفر له عدم الفعل المطلق الذي يترافق مع فائض لا يطاق من الاقوال. ولكنه رئيس وزراء. يفترض به أن يكف عن ان يكون خياليا لا صلاح له وان يبدأ بالقيام بالافعال. فهل يعتقد هو حقا بان العالم سيغير موقفه تجاه اسرائيل في أعقاب العرض المرتب لكميات السلاح الذي امسك بها على السفينة؟ هذا لن يحصل. العالم سيغير نهجه تجاه اسرائيل فقط اذا ما قام رئيس وزرائها بخطوة سياسية تؤدي الى استئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية. فقط اذا ما أعطى املا بتسوية ما. وبدلا من ذلك، فانه يذر الرماد في عيون الجمهور الاسرائيلي. إذ ان هذا ما هو مهم بالنسبة له. دول العالم هي على أي حال لاسامية، وفضلا عن ذلك فليست هي التي ستنتخبه بعد سنتين لولاية اخرى.  هكذا تتعرض اسرائيل للاهانة المرة تلو الاخرى، ولا تفهم لماذا يعتبرنا احد هنا باننا الضحية. نحن الضعفاء، الذين نحتاج الى الحماية والعطف. دولة اسرائيل التي تكاد تكون في كل المقاييس دولة قوية ومزدهرة، تبعث الى محطات التلفزيون في العالم بصورة عائلة انذال لم يخلقهم الشيطان قتلوها، وصور اخرى لاسلحة مرتبة جيدا عثر عليها على سفينة تنقلها الى غزة. لحظنا الشديد ينشغل العالم في هذه اللحظة بالكارثة في اليابان وليس لديه الوقت لان يبث صورا عن اسرائيل المسكينة والدامية. لعلهم يجدون وقتا لبث صور القطار الذي سيربط بين آسيا واوروبا، حين يمر عن مدينتين جديدتين.