خبر : أمواج ارتدادية من مصر وصلت الى حماس ايضا/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس 20/3/2011

الأحد 20 مارس 2011 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
أمواج ارتدادية من مصر وصلت الى حماس ايضا/بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/هآرتس  20/3/2011



وقع هجوم بقذائف الرجم من القطاع أمس صباحا – وقد وقع نحو من 50 قذيفة رجم في غضون دقائق على بلدات غلاف غزة – هذه أوسع عملية لحماس منذ انتهت عملية "الرصاص المصبوب" في كانون الثاني 2009. كانت المنظمة في الحقيقة مشاركة في عدد من حوادث اخرى مع الجيش الاسرائيلي مدى تلك المدة، لكنها كانت في الأكثر وقائع في نطاق أضيق، وامتنعت حماس ايضا على نحو عام من تحمل مسؤولية رسمية عن الهجمات. أمس أعلنت حماس على رؤوس الأشهاد بأن رجالها يقفون من وراء الاطلاق وأعطت تعليلا لذلك هو ان اسرائيل بحسب رأيها هي المسؤولة عن زيادة حدة جولة العنف الحالية. ففي يوم الاربعاء صباحا هاجم سلاح الجو معسكر تدريب لحماس فوق أنقاض مستوطنة نتساريم. قُتل بالهجوم الاسرائيلي الذي كان ردا على سقوط قذيفة قسام قرب سدروت قبل ذلك ببضع ساعات، نشيطان من المنظمة. يزعمون في حماس، وبقدر ما من الصدق، ان اسرائيل هي التي تجاوزت هنا قواعد اللعب غير المكتوبة بين الجانبين. فقد أطلق صاروخ القسام ذاك فصيلة فلسطينية صغيرة. كان الرد المعمول به في مثل هذه الحالات في الماضي "الهجوم على عقارات" أو قصف مكاتب فارغة لحماس أو نفق تهريب من غير إحداث خسائر بالأرواح. كما كانت الحال في جولات عنف سابقة، يبدو انه يوجد أكثر من المشترك في تقديرات الطرفين مما هما مستعدان للاعتراف به بصوت جهير. ضاعفت حماس اطلاق النار أمس لتقدير بارد وهذا ما فعلته اسرائيل ايضا بقصفها المعسكر في نتساريم. الزعم الاسرائيلي الرسمي هو أن قصف المعسكر الآهل لم يتجاوز المقبول تجاوزا مفرطا وأنه كان يجب تذكير حماس بمسؤوليتها عن ضبط الفصائل الصغيرة. وفي واقع الامر ليس من الممتنع ان يكون القصف قد عبّر عن الجو العام في ساحات اخرى، بعد مقتل أبناء عائلة بوغل في ايتمار واحتجاز السفينة التي حملت ارسالية الصواريخ من ايران الى القطاع قبل ذلك بيوم. برغم التصعيد (الذي اشتمل ايضا على اطلاق صاروخ مضاد للدبابات "فاغوت" من القطاع على سيارة عسكرية في ليلة الجمعة)، يبدو الآن ان اسرائيل وحماس ما تزالان غير معنيتين في مواجهة واسعة. المشكلة كالعادة أنك تعلم من أين تبدأ جولة الضربات لكنك لن تعلم أبدا متى تنتهي. إن تقصير فترات الهدنة بين الجولات – في التصعيد السابق قبل شهر، أطلق الجهاد الاسلامي قذيفة كاتيوشا على بئر السبع – يزيد في خطر فقدان السيطرة الى درجة عملية هجومية أوسع من الجيش الاسرائيلي على غزة خلال هذه السنة. حماس، كما تزعم، تريد في الحاصل ان تحدد من جديد الوضع الراهن على حدود القطاع، غير ان مصادر فلسطينية خصوصا في غزة تشكك في التفسير الذي تقدمه المنظمة. فهي تقول انه كان في القصف المكثف أمس علّة اخرى. فحماس في الايام الاخيرة في ازمة وبين يديها اعلان رسمي من فتح برغبتها في المصالحة والوحدة بين المعسكرين الفلسطينيين. أجج تصريح فتح اختلافا داخليا في حماس. ففي يوم الثلاثاء الاخير دعا رئيس حكومة حماس، اسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى زيارة غزة لمعاودة بحث انشاء حكومة وحدة. أجاب عباس سريعا وأعلن بأنه مستعد للمجيء "غدا". لكن دعوة هنية لعباس لم تكن بعلم أو برأي من كبار حماس في دمشق وناس الذراع العسكرية للمنظمة في القطاع. هذان المعسكران في حماس يرون مجيء عباس المحتمل الى غزة مشكلة تكمن فيها مخاطرة. فالمصالحة الداخلية الفلسطينية قد تفضي الى انتخابات جديدة تشكك في امكانية سيطرة حماس على القطاع. أُجري لقاء صحفي أمس مع موقع انترنت لحماس مع أحد قادة حماس في دمشق وهو محمد نزال الذي زعم أن اعلان الرئيس عباس استعداده للمجيء الى غزة كان "حيلة سياسية". لا شك في أن حماس تجد نفسها في حرج في الاسبوع الاخير ازاء اجراء عباس والمظاهرات في أنحاء المناطق المؤيدة للوحدة والمصالحة. في حين تُمكّن السلطة الفلسطينية في رام الله من اقامة المظاهرات، تكافح حماس في غزة المتظاهرين بل الصحفيين الذين يغطونها اعلاميا. أمس هوجم فريق لوكالة الانباء "رويترز" في غزة على أيدي شرطيي حماس. واحتجاجا على الواقعة أجرى صحفيون في غزة مظاهرة على حكومة حماس. يبدو ان مشايعة الجمهور الفلسطيني لحماس في انخفاض، أصبحوا بعده أكثر جرأة على الخروج المعلن عليها. اذا كان قادة حماس قد قدروا حتى الآن أن الثورة في مصر والأحداث في شوارع العالم العربي ستكون في مصلحة المنظمة فان الامور الآن تبدو أكثر تعقيدا. في نهاية الاسبوع شعروا لاول مرة حتى في دمشق، وهي حصن تأييد حماس، بالأمواج الارتدادية لربيع الشعوب العربي.