غزة / رام الله / اثارت الدعوة التي اصدرها امس رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية للرئيس عباس لزيارة غزة والبدء في مفاوضات لانهاء الانقسام فورا والمبادرة التي اطلقها الرئيس اليوم والتي ابدى فيها استعداده للقيام بلك الزيارة ارتياحا كبيرا في الشارع الفلسطيني رغم المرارة الشديدة التي صاحبت الـ 15 من اذار وما صاحبها من اعتداءات على مواطنين ابرياء شاركوا في مسيرات انهاء الانقسام . ورغم الشعور بالصدمة وعدم التصديق لتسلسل الاحداث وبالذات في ساحة الكتيبة الا ان الرغبة العارمة لدى المواطنين لانهاء الانقسام باتت اقوى مما تعرضوا له وتشير بوضوح الى رغبة كبيرة لانهاء هذه العبثية التي انتجت انقساما غير مبرر وغير مفهوم. يقول المواطن سعيد ابو كمال 62 عاما من نابلس "الشعب لم يعد يحتمل هذا الانقسام ولا يعقل ان يستمر هذا الكابوس المفزع والذي يتنافي مع كل منطق ديني او اخلاقي او سياسي ويسمح لاسرائيل بالاستفراد بغزة والضفة". ويضيف " يجب على سلطتي فتح وحماس ان تدركا ان اي اعتداء على مواطن فلسطيني في غزة والضفة يصب في مصلحة الاحتلال وحرف حقيقي لبوصلة الوجود الفلسطيني لصالح مغتصبين لا يزالون ينتهكون ارضنا واعراضنا يوميا" مبينا" اسرائيل لا يهمها ما نحن فيه والا كيف يفسر لي اصحاب القرار بغززة والضفة استشهاد اثنين من كتائب القسام اليوم بينما كنا ليلة امس نقمع شعبنا.هنا وهناك . انها قمة العبثية والعار الذي يجب ان يتوقف". وتعتبر السيدة رئيسة ابو حسين 45 عاما من رام الله ان "السيد اسماعيل هنية كان صادقا في دعوته للرئيس عباس وان استجابة الرئيس للمبادرة تاتي في وقتها كي ينزل الطرفان عن شجرة المكابرة والتمسك بمواقف ندفع نحن الذين انتخبناهم ثمنا باهظا يوميا لها". وتضيف "ارجو الا يتراجع الطرفان عن اللقاء والا تكون مواقفهما للاستهلاك الاعلامي والا نعود لدوامة تبادل الشتم والسب عبر وسائل الاعلام بينما اسرائيل تقتلنا في غزة وتصادر ارضنا في الضفة وتهود قدسنا". ويقول محمود 29 عاما "كنت بالامس في ساحة الكتيبة وتعرضت للضرب والشتم ولكني مستعد ان انسى كل ذلك اذا كانت نتيجة ما تعرضت له هو ان نعود موحدين كما خلقنا الله" موضحا" لا اخفيك اني اؤيد فتح ولكن اخي الكبير يؤيد حماس وانا اصلي بانتظام ومواظب على صلاة الفجر ولا اعتقد اننا كفلسطينيين نتقاتل على شئ حقيقي بل على فتات قدمته لنا اسرائيل فيما ارضنا تضيع ومعاناتنا تزداد في الضفة وغزة". ويؤكد عبد الحميد يوسف من مدينة غزة ان "لا رجعة لحركة الشباب المطالب بانهاء الانقسام فالناس هم اساس التغيير ومستعدون لان نكون شهداء من اجل التغيير واعادة اللحمة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني في مواجهة المحتل بكافة السبل". وطالب يوسف "رئيس الوزراء اسماعيل هنية والرئيس عباس بتحريم اهانة وضرب الفلسطينيين او اعتقالهم تحت اي مسبب كان " موضحا "كيف لنا ان نطالب الدول العربية باحترامنا وتسهيل حياتنا ونحن نقدم اسوأ مثل عن انفسنا في وسائل الاعلام. وتابع "المصيبة اننا جميعا تحت الاحتلال والحصار والحواجز ومصادرة الارض والهوية وحرام ما يحدث ..انه تضييع للجهد وترسيخ للكره والانقسام الذي يجب ان ينتهي دون عودة".