غزة / رام الله / سما / حكمت يوسف / أعلن الرئيس محمود عباس استعداده للتوجه إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة، مطالباً باتخاذ الإجراءات العملية والترتيبات الخاصة بهذه الزيارة بالاتفاق بين جميع فصائل العمل الوطني في قطاع غزة. وأكد الرئيس على أن مبادرته هذه تستهدف اللقاء مع إسماعيل هنية وجميع القوى في القطاع، من أجل إنجاز اتفاق على تشكيل حكومة شخصيات وطنية محايدة، يكون في مقدمة مهامها الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني خلال ستة أشهر، تحت إشراف دولي وعربي كامل. وأشار الرئيس إلى أنه مستعد حالياً لتأجيل تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من أجل نجاح مبادرته. ورحبت كلا من حكومة غزة وحركة حماس اليوم الأربعاء باستجابة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمبادرة رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنيه. وقال الناطق باسم حكومة غزة طاهر النونو ان الحكومة ترحب باستجابة (ابو مازن) لمبادرة هنيه مؤكد ان حكومته سوف تدرس الترتيبات اللازمة لزيارة الرئيس عباس لقطاع غزة. وأوضح أن "البوصلة واضحة وجادة في تبني مطالب الجلوس للحوار المسؤول وصولا إلى المصالحة وإنهاء الانقسام". هذا وعقد هنيه اجتماعا عاجلا مع مستشاريه واعضاء التشريعي وقادة الفصائل الفلسطينية لمناقشة آليات استقبال الرئيس عباس بغزة. وبدورها رحبت حماس باستجابة الرئيس لمبادرة هنيه داعية الحكومة بغزة الي متابعة الترتيبات اللازمة لوصول الرئيس عباس لقطاع غزة. هذا وجدد الرئيس عباس رفضه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة دون الوحدة مع قطاع غزة.وأكد الرئيس عباس خلال كلمته في إجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح ظهر اليوم الأربعاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أنه لن يقبل باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بمعزل عن قطاع غزة التي تسيطر عليه حركة حماس، مشيراً إلى أن وحدة الوطن بالنسبة للسلطة الفلسطينية أهم من قيام الدولة الفلسطينية. وقول الرئيس عباس :" إنني على استعداد للذهاب لغزة غدا من أجل انهاء الإنقسام وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة للتحضير فورا لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال ستة أشهر تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكارتر , كما أننى على استعداد تأجيل الحكومة إذا وصلنا لاتفاق مع حماس ". وأضاف :" الوحدة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار اريد تسليم الأمانة وأنا مطمئن البال , فانني لن أرشح نفسي للإنتخابات", معلنا في الوقت ذاته عن مباردة جديدة لانهاء الانقسام . وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة إنهاء الإنقسام الفلسطيني الحاصل، داعياً في الوقت ذاته حركة "حماس" لإنجاح جهد المصالحة الوطنية لإنجاز ملف الإنتخابات، قائلاً:" لن تكون هناك انتخابات فلسطينية دون الوحدة الوطنية بين غزة والضفة", مضيفا:"الإقسام هاجس لابد من علاجه , فلا توجد دولة ولا سلطة بدون الوحدة , فنحن نؤيد كافة المساعي العربية والغير عربية من أجل انهاء الانقسام". كما ودعا الرئيس عباس هنية لاجراء الترتيبات المناسبة من أجل زيارته إلى غزة مع كافة الفصائل, قائلا:" ادعو هنية للخروج معهم لاستقبالي على معبر بيت حانون خلال الأيام القليلة القادمة ", مطالبا حركة حماس بعدم اضاعة تلك الفرصة التاريخية لإنهاء الانقسام . وتطرق الرئيس أبو مازن خلال كلمته إلى حملة قناة الجزيرة القطرية على السلطة الفلسطينية، وقال:" ما نشرته قناة الجزيرة ليس سراً ومعظم القادة العرب يملكون تلك الوثائق"، معرباً عن استغرابه من توقيت وفبركة ما تم نشره. وأكد الرئيس أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي متوقفة بفعل عمليات الاستيطان الإسرائيلية المستمرة على الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن موقف السلطة واضح في هذا الشأن وهو" لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان", قائلا:" نحن لسنا دولة بل نعيش على المساعدات". وتابع الرئيس عباس :" مصممون على استمرار الدعم المقدم لغزة فهو ليس دعم بل حق , نحن نقدم خدمة للشعب الفلسطيني في غزة ". الفصائل ترحب ورحَّب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، بالأجواء الإيجابية التي عكستها دعوة رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية بالأمس واستجابة الرئيس محمود عباس لها اليوم.وقال د. الهندي تصريحات خاصة لوكالة (سما) :" نأمل أن تتوج هذه المبادرات الإيجابية قريباً بعقد حوار وطني جدي وشامل، يجري خلاله التوافق على برنامج فلسطيني جامع يحمي الثوابت ويصون الحقوق في هذه المرحلة التاريخية الحساسة". وشدد القيادي البارز في الجهاد، على أن الجماهير الفلسطينية وخصوصاً في غزة والضفة المحتلة تتطلع لحوار مسؤول وجاد يلبي طموحاتها ويضمن استقلالها وتحررها من دنس الاحتلال الذي قدمت في مواجهته تضحياتٍ جسام لا تقدر بثمن. كما رحبت حركة المقاومة الشعبية بزيارة الرئيس عباس لغزة في الأيام القادمة تلبية لدعوة هنيه لإنهاء كافة القضايا العالقة بين فتح وحماس وانهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.وأكدت في بيان وصل (سما) نسخه عنه إن للزيارة مدلول كبير لوقف حالة التجاذب السياسي في الساحة الفلسطينية,وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني, مشددة على أن الساحة الفلسطينية تسع كافة الأطراف والألوان السياسية العاملة في الميدان, ووجود إجماع وطني كبير لإنهاء حالة الانقسام. وثمنت جهود الحكومة الفلسطينية الدئوبة لتهيئة الأجواء نحو تحقيق مصالحة وطنية على أساس الحفاظ على الثوابت ومنجزات الشعب الفلسطيني وإنهاء الفساد والحفاظ على المقاومة وبناء منظمة التحرير الفلسطيني. وطالبت الحركة كافة مكونات الشعب الفلسطيني إلى إعطاء الفرصة مجددا إلى حركتي حماس وفتح لإنهاء كافة العقبات التي تقف في وجه المصالحة وإعادة اللحمة للبيت الفلسطيني. كما رحبت لجان المقاومة الشعبية بمبادرة هنيه ورد الرئيس الفلسطيني عليها داعيه الي تهيئة الاجواء للحوار الداخلي. ورحبت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمبادرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي أطلقها خلال انعقاد المجلس الوطني، وإعلانه الاستعداد للذهاب إلى قطاع غزة لإنهاء الانقسام. وثمنت الجبهة في بيان وصل (سما) نسخة عنه الأربعاء، دعوة عباس لرئيس الوزراء بغزة إسماعيل هنية لإجراء ترتيبات زيارته إلى القطاع واستقباله في معبر بيت حانون بالتنسيق مع فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية، خلال الأيام القليلة القادمة. وقال الناطق الرسمي للجبهة عوني أبو غوش: إن "ما أعلنه الرئيس دليلاً على الجدية الحقيقية والانتماء الوطني للمشروع الوطني الفلسطيني، ورداً على كافة المزايدات وخطوة فعلية نحو إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية". وأوضح أن الدعوة بمثابة استجابة للتحركات الشبابية التي انطلقت الثلاثاء لإنهاء الانقسام، وحرصًا من الرئيس على الوحدة الوطنية لمواجهة مخططات الاحتلال .على حد قوله وقال أن ذلك لا يمثل بالمطلق مناورة سياسية أو شعارات إعلامية، وإنما رغبة حقيقة لدى القيادة الفلسطينية على إنهاء حالة الانقسام. ودعا حركة حماس إلى الاستجابة لمبادرة الرئيس ولتحركات الرأي العام الفلسطيني، والعمل معاً من أجل فلسطين وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني والقضية وقال الشخصيات المستقلة انها ستجري اتصالات عاجلة مع الجميع لتحضير زيارة الرئيس عباس للقطاع. ورحبت عضو المجلس التشريعي النائب راوية الشوا بالزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " لقطاع غزة.معتبرة هذه الخطوة بالضرورية التي انتظرها الشعب الفلسطيني منذ زمن لكسر الحصار وإعادة اللحمة لشقي الوطن . وأكدت الشوا ان زيارة الرئيس وترحيب قيادة حماس بتلبية دعوتها سوف تشكل لحظة تاريخية لإنقاذ هيبة الشعب والقضية الفلسطينية علي حد سوء وإعادتها إلي المجتمع الدولي. من منظور يختلف اختلافا تاريخيا ويؤكد أن القيادة السياسية قد أدركت أخيرا وبعد الزلازل الشعبية التي تجتاح البلاد العربية، مطالبةً بالوقوف عند مسؤوليتاها والاستجابة لمطالب كل الشعب وهو الوحدة وإنهاء الانقسام . وتابعت الشوا بقولها ان هذه الزيارة سوف تقطع خط الرجعة علي إسرائيل في تنفيذ خططها وتفتيت القضية الفلسطينية العادلة بتثبيت الوقائع علي الأرض مثل الاجتزاء والاستيلاء والمصادرة للحق الفلسطيني بشكل منهجي . وأضافت الشوا ان هذه الخطوة تعيد الثقة للمواطن وتؤكد انه لازال هناك قيادة تتحمل الهم الفردي لكل فلسطيني وفلسطينية برغم انتمائهم السياسي وان فلسطين هي لنا وبنا كما دعت الحكومة بغزة برئاسة هنية لتغليب مصلحة الوطن ، على كل مصلحة أخرى و الاستجابة لمبادرة السيد الرئيس التاريخية ، واتخاذ خطوات عملية وجادة على هذا الصعيد .