*بدون مقدمات وقد استقروا في ساحة الكتيبة حتى اللحظة في غزة الأبية ومازالوا يتدفقون من كل حدب وصوب من قلب قطاعنا المحاصر - جموع الشباب و الشابات تساندهم نساء فلسطينيات و يساندهم رجال فلسطينيون كما شاهدت أطفالا أيضا أتوا لإنهاء الانقسام،بل و شهدت متضامنين أجانب يفترشون أرض ساحة الكتيبة –كتيبة الوحدة والحرية. *عندما تتواجد بينهم ترى الإصرار في عيونهم والفرحة في نبرة أصواتهم واليقين في قلوبهم أنهم سيحققون الهدف بإنهاء الانقسام الأليم. *تجمعات شبابية شابات وشباب فلسطينيون حتى النخاع تحلق أعلام فلسطين الحبيبة بين أياديهم شامخة حرة موحدة. *يتحدثون عن أنفسهم بكل بساطة ووضوح وتلقائية-يهتفون بعلو أصواتهم –في أذني صراخهم المتعطش للوحدة الوطنية يجعل أصواتهم بلسما شافيا لقلبي وقلوب كل من اعتصره الألم و الأسى بسبب انقسامنا المحزن والذي قهرنا ولازال سنون ليست بالقليلة. *موحدون في أعلامهم –موحدون في هتافاتهم-يقولون:شعبي قرر لا استسلام لا احتلال لا انقسام. مش حننام مش حننام مش حنسلم إلا ننهي الانقسام-برا الشارع جوا الدار وحدتنا هي القرار. سمع صوتك كل الناس وحدتنا هي الاساس-كل الضفة والقطاع وحدة وحدة بالاجماع. كلمة واحدة مش تنتين - شعب واحد مش شعبين - دم واحد مش دمين. ياللا نقاوم ياللا نقاوم على وحدتنا ما بنساوم. أنتقل لتجمع آخر يهتفون و هم يسيرون حاملين أيضا العلم الفلسطيني فقط قائلين: لا أصفر و لا أخضر فلسطين هي الاكبر -نموت و تحيا فلسطين -وحدة وحدة وطنية غزة و ضفة غربية. الشعب يريد انهاء الانقسام -بالروح بالدم نفديك يا فلسطين. لا فتح و لا حماس وحدتنا هي الأساس -مش حنسكت مش حنطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي. يا اسرائيل يا اسرائيل عن وحدتنا ما في بديل. *تحدثت معهم استمعت اليهم دهشت لجرأتهم ولشجاعتهم ولوضوحهم و لتحديدهم لأهدافهم المختصرة و الواضحة والصريحة،والتي تتمحور حول انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية التي تعطي الفرصة للكل الفلسطيني للانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية والعملية .يتحدثون أيضا عن تضخم مشكلة البطالة –يؤكدون أن جماهير مختلفة أتت لتساندهم من مختلف مدن القطاع. *مطلبهم الرئيسي فك الانقسام بين فتح وحماس حتى تتحقق وحدة الوطن ويؤكدون أنهم يريدون رئيسا واحد -منظمة واحدة- قرار واحد-وأنهم أي -الشباب- موجودين ليرفعوا صوتهم عاليا أنه يجب انتهاء الانقسام. *لمست بينهم إصرارا للبقاء ،روحهم تأبى التحرك حتى تتحقق مطالبهم. *يجزمون أن تحركاتهم سلمية سلمية- يهتفون قائلين: شباب مش احزاب-الوحدة هي البديل الله اكبر. الشعب يريد انهاء الانقسام طول بطول وعرض بعرض -وحدتنا بتهز الارض. عرض بعرض و طول بطول –حق الوحدة ما بيزول. *ثم يتغنون بكلمات الشاعر الكبير إدريس العلاري مما نقش في وجداننا دهرا مارسيل خليفة: نزلنا عل شوارع رفعنا الرايات غنينا لبلادي أحلى الاغنيات أغاني للحرية للوحدة الوطنية . *تجمع آخر يهتفون هتافات وحدوية بامتياز: وحدة وحدة ياللا انهونا والله والله دوختونا-يا عباس ويا هنية بدنا وحدة وطنية. *ثم يقررون ترديد أغنية تجمع الكل الفلسطيني فيغنون أغنية فلسطينيين: فلسطينيين بدنا نحمي هالبلاد اليوم اليوم اليوم عيدك يا بلدي عييد، نفرح ونقابل بعضنا و علمنا فوق الراس -كل الناس هلوا افراح افراح عيدك يا فلسطين،ويؤكدون من جديد هدفهم الموحد فيعاودون الهتاف من 15 آذار قررنا لا انقسام،يعودون للغناء لفلسطيننا: بكتب اسمك يا بلادي عل شمس اللي ما بتغيب لا مالي و لا ولادي عن حبك ما في حبيب. *عاودت التجوال بينهم متنسمة نسيم الوحدة الوطنية التي اشتقت لها منذ زمن بل منذ سنين فاستوقفني تجمع شابات يافعات ونساء رائعات يلتففن حول بعضهن والكثيرات منهن يلتفحن الكوفية الفلسطينية بالعلم الفلسطيني يحملن زميلتهن ويهتفن من أعماق قلوبهن بانسيابية وانسجام تام ويرفعن جميعهن العلم الفلسطيني –فقط- محلقا شامخا في سماء فلسطين: الشعب يريد انهاء الانقسام-ولا اصفر ولا اخضر فلسطين هي الاكبر. نموت و تحيا فلسطين-وحدة وحدة وطنية-غزة و ضفة غربية.ثم يعودون للشعار الرئيس المتفقين عليه جميعا: الشعب يريد انهاء الانقسام. *يحملون لافتات بالعربية والانجليزية مرسوم عليها بجوار الشعارات علم فلسطين الرابح الأكبر في هذا اليوم الوحدوي العظيم. Free Gaza-End this Stupid and crazy Division- we had Enough *بكل جرأة وشجاعة يعلو صوت تلك الفتاة وزميلتها فيتسابقن في إعلاء الصوت خفاقا في سماء كتيبة الوحدة الوطنية: وحدة وحدة وطنية غزة وضفة غربية. علو الراية فوق فوق عن غزتنا فكوا الطوق. و تتعالى الزغاريد الفلسطينية مع هتافات أجمل و أروع: لا بنزيد ولا بنعيد عن الوحدة ما بنحيد. ثورة ثورة سلمية وحدة وحدة وطنية. كله يسمع كله يقول بدنا وحدة على طول. فلتسقط كل الاحزاب فلتسقط كل الرايات إلا راية فلسطين. يا لاجئ يا بن الشتات حق العودة ما بينفات. يا اسرائيل يا اسرائيل عن وحدتنا ما فيه بديل. ويعودون دوما للشعار الأبرز: الشعب يريد إنهاء الانقسام. **مشهد أو بالأحرى مشاهد من ميدان كتيبة الوحدة الوطنية حاولت أن أرسمها على عجالة بشكل أو بآخر وإن كان المشهد عن قرب لا يمكن أن يوصف إلا بأن تكون في قلب هذا الحدث الذي أراه يرسم فلسطين جديدة قادمة لا محالة،عنوانها التوحد،قلبها الكل الفلسطيني ،فلسطين التي لا تعترف إلا بالألوان الأربعة مجتمعة لتشكل هذا العلم الذي يحمله اليوم شبابنا و شاباتنا بكل اصرار وبلا خوف وكلهم يقين أنهم سيحققون الذي فشل الجميع عن تحقيقه و سيزفون إلى هذا الشعب المكلوم أجمل وأروع خبر بتحقيق الوحدة الوطنية و ذهاب الانقسام بلا عودة إلى مهب الريح،تلك الريح ريح الفرقة والشؤم التي عصفت بنا فعملت على إيذائنا كل يوم أكثر. **أملي أن تستوعب أحزابنا وتنظيماتنا وحركاتنا الفلسطينية أحلام هؤلاء الشباب –أن يقتربون منهم أكثر –أن يتفهمونهم أكثر دون تشكيك في نواياهم التي لمست صدقها وأنا أتشرف في التجوال بينهم في ساحة الوحدة و الحرية التي رأيتها اليوم في ناظري بؤرة الانطلاق إلى توحيد وطننا وتحرير قدسنا. **رجائي ألا يعمل أحد أيا كان في هذا الكل الفلسطيني على وأد حلم الشباب وإحباط محاولتهم الشريفة البسيطة البعيدة عن أي تحزب كان –رجائي أن أرى الفرحة مرتسمة في وجوههم وعلى مسامعهم و مسامعنا أن ننعم بنسيم الوحدة حتى نتنسم يوما ما نسيم الحرية والعودة و الاستقلال –داعية الله عز علاه ألا يخيب رجاءنا فليس لنا إلا السيرفي دربهم ومساندتهم ودوما في قلوبنا وقلوبهم الدعاء والإيمان والإصرار بتحقيق الهدف وأنهم حتما سينهون الانقسام. **كم هي رائعة الموسيقى التصويرية التي تحيط بي الآن وأنا أخط هذا المقال المتواضع-هواؤك يا وطني ذراته تهتف بل تتغنى بأنها ستنهي هذا الانقسام- اليقين يتسرب إلي –الفرحة والشعور بالنصر والفخر يكتنفني-للأسف عاجزة عن التعبير بانتظام عن ما يجول في نفسي و خاطري في هذه اللحظات الصادقة التي كادت ان تمحى من ذاكرتنا ومخيلتنا وعمرنا –هم سائرون نحو تحقيق الهدف-هم مصدر إلهام لكل فلسطيني للتوحد ولكسر حاجز الصمت .الشعب يريد إنهاء الانقسام.