لندن اظهر استطلاع اجرته مؤسسة (اي اس ام) للاستطلاعات لصالح 3 مراكز بحثية في لندن واكستر والدوحة ان هناك نوعا من التحول النسبي في مواقف الاوربيين تجاه اشكالية الصراع العربي الاسرائيلي. واشار الاستطلاع الذي شارك فيه اكثر من 7 الاف شخص من بريطانيا والمانيا وهولندا وايطاليا واسبانيا الى تحول في رؤية اسرائيل كدولة ديمقراطية الى دولة لا تحترم حقوق الاقليات الدينية فيها. ودعت نسبة لا يمكن تجاوز اهميتها الى اشراك حماس في المفاوضات (45 بالمئة من المشاركين). واظهر الاستطلاع تزايدا في الوعي الاوروبي بمجريات الاحداث في المنطقة العربية خاصة فلسطين مقارنة مع استطلاع اجرته جامعة غلاسكو عام 2004 واظهر ان هناك مشكلة معرفة وفهم لدى الاوروبيين العاديين عن اسرائيل، فهم لا يعرفون الا القليل عن النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني: وكشف الاستطلاع عن ان نسبة 9 بالمئة فقط من الطلاب البريطانيين يعرفون ان الاسرائيليين محتلون غير شرعيين لاراضي الفلسطينيين، واكثر من هذا عبرت نسبة 11 بالمئة من المشاركين عن اعتقادها ان الفلسطينيين هم من احتلوا الاراضي. وازاء هذا الموقف، جاء في الاستطلاع الجديد ان اقلية من المشاركين لا تزال ترى واجبا على حكومات بلادهم لدعم اسرائيل حيث قالت نسبة (10 بالمئة) انه يجب على دولهم الاستمرار في دعم اسرائيل فيما ترى اكثر من نسبة 39 بالمئة ان على دولهم الامتناع عن دعم اسرائيل. ويعتقد ان هذا ان التحول في مواقف واراء الاوروبيين يعود للتحسن الواضح في فهم الاوروبيين لجذور الصراع، فقد اظهرت نسبة 49 بالمئة من المشاركين قدرة على معرفة من هو المعتدي والمعتدى عليه، وحددوا اسرائيل باعتبارها القوة المحتلة. لكن الاستطلاع سجل نسبة 22 بالمئة قالت انها لا تزال جاهلة بجذور الصراع. وقد يكون هذا الجهل مرتبط بالاعلام وطريقة التغطية المتحيزة، وغير الدقيقة. او بالدور الاسرائيلي الدعائي. ويمكن ربط التحولات في الموقف الاوروبي بالممارسات الاسرائيلية: الاستيطان وحرب غزة 2009 وهجومها على قافلة الحرية وخرقها للقوانين الدولية وما الى ذلك حيث انعكست الممارسات هذه على اراء المشاركين فقد اعتبرت نسبة 53 بالمئة الحصار على غزة بانه غير قانوني مقابل نسبة 16 في المئة من المشاركين رأت انه مبرر. وعن ضحايا النزاع قالت نسبة 31 بالمئة ان الفلسطينيين هم ضحايا النزاع، فيما قالت نسبة 6 بالمئة ان الاسرائيليين هم الضحايا. وعن الطابع الديمقراطي للدولة، حيث عادة ما تقدم اسرائيل نفسها على انها دولة ديمقراطية في بحر من العداء العربي. فقد اظهر الاستطلاع ان هناك نسبة 34 بالمئة لم تعد مستعدة لتقبل زعم اسرائيل بانها دولة ديمقراطية. وقالت نسبة 65 بالمئة ان اسرائيل لا تعامل الجماعات الدينية فيها بمساواة، مقابل نسبة 13 بالمئة قالت انها متسامحة. وعن الموقف من حماس عبرت نسبة 45 بالمئة عن تأييدها اشراك الحركة في المفاوضات، مع ان الاتحاد الاوروبي اصدر عام 2003 قرارا بوضع حركة حماس على قائمة المنظمات المؤيدة للارهاب واستبعادها من اية مفاوضات، فيما رفضت نسبة 25 بالمئة وقالت انه يجب استبعادها. وتتفق اراء الاستطلاع في هذا مع استطلاع بين اليهود البريطانيين اجراه المعهد اليهودي للسياسات ووجد ان نسبة 52 بالمئة من المشاركين تؤيد المفاوضات مع حماس من اجل تحقيق السلام. وعن موقف الاوروبيين من تغيير القوانين التي تلاحق مجرمي الحرب وتعديلها بشكل يسمح لهم بالمرور او زيارة الدول الاوروبية، عارضت نسبة 58 بالمئة اي تعديل، فيما دعمت نسبة 7 بالمئة من المشاركين البريطانيين التعديلات التي عبرت حكومة ديفيد كاميرون الحالية عن التزامها بتعديلها. يذكر ان الاستطلاع اجري في الفترة ما بين 19 -25 كانون الثاني ـ 2011، واشتمل الاستطلاع على عدد من القضايا: طبيعة الصراع، وضع القدس، شرعية الاحتلال، ودور اللوبي المؤيد لاسرائيل وذلك المؤيد لفلسطين في تشكيل المواقف والموقف من حماس. واجري لصالح كل مركز الجزيرة للدراسات والابحاث (الدوحة) ومركز مراقبة الشرق الاوسط (لندن) ومركز ابحاث المسلمين الاوروبيين (اكستر).