خبر : استراتيجية فلسطينية طريقة بن غوريون/بقلم: غادي طؤوب/يديعوت 7/3/2011

الإثنين 07 مارس 2011 11:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
استراتيجية فلسطينية طريقة بن غوريون/بقلم: غادي طؤوب/يديعوت 7/3/2011



ذات مرة سخرنا بنتنياهو على أن "السلام من تحت" هو مجرد استم مستعار لرفضه التنازل للفلسطينيين. وها هم الفلسطينيون في الضفة، بروح سلام فياض، تبنوا هذه السياسة بحرارة. فهم انتقلوا، ان شئتم، من طريقة بيغن الى طريقة بن غوريون. ليس الارهاب. بل بناء اقتصاد ومؤسسات. ذات مرة قلنا عنهم انهم يقومون بايماءات فارغة لمكافحة الارهاب، اما عمليا فهم يديرون سياسة البوابة المستديرة: يعتقلون المشبوهين بالارهاب في النهار، ويفرجون عنهم مع حلول الظلام. وها هم الان في الجيش الاسرائيلي يتحدثون عن بوابة مستديرة معاكسة: السلطة تعتقل المطلوبين. بعضهم تضطر الى الافراج عنهم، لان السلطات القضائية التي يبنونها خاضعة للرقابة الدولية، والمساعدات الخارجية التي يتلقونها منوطة بهذه الرقابة. وعندها فانهم يطلقون سراحهم في النهار، ولكن مع هبوط الظلام يسارعون الى اعتقالهم من جديد. ذات مرة اعتقدنا بان التنسيق الامني يصمد بصعوبة على مستوى الميدان. وها هو الان يجري بشكل مرتب مع القيادة الاعلى للجيش الاسرائيلي. هذا لا يعني أنهم وقعوا في حب اسرائيل، بل انه لا يعني انهم سلموا بالضرورة بحق وجودها كوطن قومي للشعب اليهودي. ولكنهم تعلموا عدة امور هامة. اولا، فهموا ما لم نفهمه نحن: بان الساحة الاهم اليوم هي ساحة العلاقات العامة. الحرب هي على الشرعية، والارهاب مس بالدعم الدولي لتطلعاتهم الوطنية وزاد العطف لاسرائيل. وقف الارهاب تبين كالاداة الاكثر نجاعة ضد اسرائيل. شرعية مجرد وجود اسرائيل موضع شك طالما تقيم نظام احتلال. كل ما كان ينبغي هو التوقف عن قتل مدنيين يهود، والزمن سيقوم بالعمل نيابة عنهم.ثانيا، رجال فتح نظروا الى غزة برعب، رأوا كيف يطلق رجال حماس النار على أرجل اخوانهم او يلقونهم من على أسطح المباني، وهم يخافون حماس اكثر مما يخافونا. علينا يمكنهم بالحد الاقصى ان يطلقوا الصواريخ. اما هم بالمقابل، فسيذبحون. لهذا التغيير الاستراتيجي يوجد ايضا وجه اقتصادي. التعاون مع اسرائيل ووقف الارهاب يسمحان للاقتصاد بان ينمو بوتيرة مثيرة للانطباع. بدون ارهاب يوجد حواجز اقل وتوجد مساعدات أجنبية أكثر. التحسن الاقتصادي يضعف تعلق الضعفاء بالمؤسسات الخيرية لحماس ويساعد السلطة على كسب شرعية داخلية. طالما يوجد خبز، لن يكون ميدان تحرير.هل كل هذا يعني أن وجهتهم نحو السلام والتقسيم؟ ليس مؤكدا. يحتمل ان تكون سياسة نتنياهو بالذاته مريحة لهم. "السلام من تحت" دون "السلام من فوق". اذا لم تكن وجهتهم نحو تقسيم البلاد فان حكومة اسرائيل الحالية هي الشريك الكامل بالنسبة لهم. إذ ها هم يبنون قوتهم، يعززون حكمهم، يثبتون اقتصادهم ويجترفون مكاسب سياسية في شكل شرعية، في الوقت الذي تتحول فيه اسرائيل الى المنبوذة في العالم.وفضلا عن ذلك، اذا كانوا لا يزالون يحلمون بفلسطين الكاملة، فان المستوطنين وحكومة اليمين تساعد فقط هذا الحلم على التجسد. فماذا يهم الفلسطينيون ان في اسرائيل يسمون حلمهم "بلاد اسرائيل الكاملة"، بدلا من "بلاد فلسطين الكاملة"؟ فهذه في النهاية هي ذات البلاد وذات السكان. تحت الاسمين سنصل الى ذات الدولة، مع أغلبية عربية.من هنا يتعين على اسرائيل أن تفكر جيدا اذا كانت كل هذه التطورات الايجابية تعمل في صالحها على المدى البعيد. اذا وجدت اسرائيل السبيل الى تقسيم البلاد، مع او بدون تقسيم، فان الاستقرار النسبي في الضفة سيعمل في صالحنا. اما، من جهة اخرى اذا ما واصلت اسرائيل التملص من هذا الحسم المصيري، فان "السلام من تحت" سيتبين كـ "حرب من تحت". حرب بالتأكيد من شأنها ان تنجح.