بعد يومين فقط من اعلانه عن انه يبلور خطة سياسية لتحطيم الطريق المسدود في المسيرة السلمية، استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المؤتمر الصحفي مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا كي يهاجم السلطة الفلسطينية بشدة. وأشار نتنياهو الى ان اسرائيل اتخذت خطوات عديدة لتقدم السلام ومستعدة للوصول الى حلول وسط، ولكن الفلسطينيين هم الذين غير مستعدين لاتخاذ خطوات مشابهة ويفضلون استغلال رد الفعل الشَرْطي للأسرة الدولية في صالحهم، على حد تعبيره. ورد الرئيس التشيلي على نتنياهو بأن للفلسطينيين الحق في دولة خاصة بهم وانه محظور اضاعة الفرصة للسلام. في الاسابيع القريبة القادمة من المتوقع لرئيس الوزراء ان يعرض خطة سياسية جديدة. وذلك في محاولة لتحطيم الجمود في المسيرة السلمية والخروج من العزلة الدولية الحادة التي تعيشها اسرائيل. وحذر نتنياهو في الآونة الاخيرة في أحاديث مغلقة من أن "دولة ثنائية القومية ستكون مصيبة لاسرائيل"، وعليه، فيجب تنفيذ خطة سياسية تزيل التهديد". في الاسابيع الاخيرة يتعرض نتنياهو لضغط دولي شديد للغاية. فالوقفة الاوروبية الحازمة ضد اسرائيل في التصويت في مجلس الامن للامم المتحدة على المستوطنات، الفيتو الامريكية الذي تحقق بصعوبة شديدة، والحديث القاسي الاسبوع الماضي مع المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، هزت ننتنياهو. وحسب مصادر في مكتب رئيس الوزراء، يجري نتنياهو في الاسابيع الاخيرة اتصالات مع الادارة الامريكية لبلورة خطوة لاستئناف المسيرة السلمية. مستشار نتنياهو، رون ديرمر، سافر سرا الى واشنطن والتقى مع مسؤولين في البيت الابيض. وبالتوازي، وصل الى اسرائيل المبعوثان الامريكيان دنيس روس وفريد هوف والتقيا نتنياهو في حديث طويل. وشرح أحد مستشاري نتنياهو قائلا انه "تبلور لدى رئيس الوزراء فهم بأن الجمود السياسي لا يعمل في صالح اسرائيل. وبعد بضعة اسابيع من الثورات في العالم العربي يعتقد ان هناك ايضا فرصا وليس فقط تهديدات وينبغي استغلال الوضع الناشيء لاعادة تحريك المسيرة السياسية ووقف مبادرات فلسطينية أحادية الجانب".