خبر : الكشف عن سياسة قتل اسير من غزة في سجون الاحتلال

الإثنين 07 مارس 2011 10:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن سياسة قتل اسير من غزة في سجون الاحتلال



رام الله / سما / التقى محامي  من نادي الأسير محمد صفية، بالأسير رائد درابية يوم الخميس الماضي، حيث رصد معاناة  الأسير منذ اعتقاله بعام 2002 بسجن شطه.  وبين هذا التقرير  مدى معاناته من إدارة سجن الاحتلال الإسرائيلي، البالغ من العمر38 عاما، وقد تم إعتقاله على حاجز حوارة العسكري في الضفة الغربية خلال تنقله من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وأوضح التقرير أن  المحكمة الإسرائيلية  قضت عليه بالحبس مدى الحياة بذريعة قتل إسرائيلي في تل أبيب قبل اتفاق أوسلو . وذكر  المحامى صفية أن الأسير لم يسمح له لأكثر من خمس سنوات للأسير من رؤية  أي من أفراد أسرته ، سواءا أهله في غزة أو زوجته وطفله في نابلس،  كغيره من أسرى قطاع غزة المحرومين من الزيارة .   وأشار صفية أن الأسير درابية بدأ معاناته مع المرض عام 2005، لدى ظهور أعراض مرض حصى الكلى ، وقد اجرت له إدارة السجون سبع عمليات جراحية متتالية في مستشفيات السجون الإسرائيلية، مشيرا أنها لم تفشل كلها فحسب بل أنها تركت عدة فتحات واضحة لم تلتئم وتنزف دماً بشكل متواصل في محيط عموده الفقري بشكل جعل عظامه تبرز خارج جسده.   وقال الأسير:" أن وضعه ازداد سوءا وتدهورا وان الجروح ازدادت والتهبت بشكل أكبر حيث تم إجراء عدة فحوصات لي ولا أعرف ما هي الفحوصات التي تمت بالتحديد حيث لم أكن واعي كل الوقت أثناء إجراء الفحوصات على أثرها تم إعلامي من قبل الأطباء بأن حالتي نادرة ولم تمر عليهم من السابق وأن العملية التي سيتم إجرائها قد تؤدي إلى شللي  أو موتي ". ويذكر أن السبب في خطورة العملية هو انه كما تم إعلامه أنه سيتم تغيير ثلاث شرايين بالظهر وهي تقع بالقرب من النخاع الشوكي مما قد يؤدي إلى إصابته بالشلل .  في حين قامت إدارة معتقل ريمون بالطلب من الأسير التوقيع على أوراق بأن تتم العملية على مسئوليته الشخصية وقد رفض التوقيع كونه لديه علم عن مدى خطورة العملية، حيث قام بفحص الأسير طبيب خاص والاطلاع على ملفه الطبي وجلس معه حوالي 3 ساعات وأخبره أن وضعه خطير وأنه لو بقي على هذا الحال وبدون متابعة فأنه سيؤدي ذلك إلى موته  ، وكذلك أعلمه أن العملية التي يجب إجرائها خطيرة جدا كونها قرب النخاع الشوكي وان من الأفضل إجراء العملية خارج البلاد .   وقال الأسير للمحامى:" أنه إدارة السجن يتعاملوا معه بحرب نفسية للضغط عليه للتوقيع لاجراء عمليه جراحيه على مسئوليته"، إضافة أنه تم إعلامه في حال وقع على إجراء العملية فإنه سيتم إجرائها من أطباء من الخارج ومستشفى خارجي وهؤلاء الأطباء غير متعاقدين مع مصلحة السجون وهذا يعفي مصلحة السجون من المسؤولية مما سيؤول إليه وضعه بعد العملية . اخبرني الاسير انه في احد الايام استيقظ من النوم ليجد نفسه في المستشفى وحوله أطباء وممرضين ووجد صدره أحمر وكأنه محروق ، وتم إخباره أنه حصل معه أعراض جلطة وهبوط بالضغط وهبوط بدقات القلب وأنه تم إجراء تنفس صناعي له والضغط على صدره ليتم إنقاذه وان هذا ما سبب احمرار صدره نتيجة الاحتكاك بين جلده واليد التي كانت تجري له الإسعافات الأولية.   وقال الأسير" قال لي احد الأطباء الإسرائيليين أنني أعاني من مرض السرطان في النخاع الشوكي وهو في بداية انتشاره وفي حال لم تتم معالجته سيكون في طريقه للانتشار في جميع أنحاء جسدي " .   اما طبيب مختص أخر فقال لي : " يوجد لديك مرض خبيث لا اعلم ما هو وهذا المرض هو السبب الرئيسي في فشل جميع العمليات الجراحيه التي اجريت لك , وانه من بين 2500 حاله مرض كهذه تخرج حاله واحده من بين هذه الحالات بان لا يلتأم جرح العمليه وتنزف بشكل دائم" . وتابع درابيه فقال : " لقد تعمدت ادارة السجن على ان تجعل مني حقل تجارب طبي عن طريق اعطائي ادويه كيماويه لمعالجة السرطان الا انني قمت باكتشاف هذا الامر ولم اوافق على اعطائي مثل هذه الادويه لعدم اقتناعي بانني مصاب بمرض السرطان " .   ايضا زار الاسير درابيه طبيبا إسرائيليا متخصصا أبلغه أن حالته تستدعي إجراء عملية في مستشفى خارج إطار المستشفيات التي تتعامل معها إدارة السجون وقام هو بإبلاغهم , بأن استمرار وضعه الراهن يهدد حياته بالموت البطيء , لكنهم لم يأبهوا كثيراً لكلامه إلى أن أوصله الإهمال الطبي إلى حافة الموت".   يذكر ان الاسير ناشد عبر عدة مؤسسات انسانيه وحقوقيه لانقاذ حياته من موت محقق , ولكن للاسف لم تلق المناشدات المتكررة التي أطلقها الأسير الفلسطيني رائد درابيه وعائلته من مخيم جباليا شمال قطاع غزة آذاناً صاغية ، بل ذهبت كل الصراخات والاستغاثات أدراج الرياح ، إلى أن أوصله الإهمال الطبي الإسرائيلي إلى حد أصبحت حياته أقرب للموت منها إلى الحياة .