خبر : جوقة سفراء اسرائيل/بقلم: جدعون ليفي/هآرتس 6/3/2011

الأحد 06 مارس 2011 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جوقة سفراء اسرائيل/بقلم: جدعون ليفي/هآرتس 6/3/2011



كان هذا منذ زمن: أردت أن أُقبل في دورة مبتدئين لوزارة الخارجية. كانت اسرائيل مختلفة وكانت آرائي فيها مختلفة وكان كل سفير ما يزال "سفيرا". تدفق الكثير من الشمبانيا منذ ذلك الحين في حفلات الكوكتيل، ولم أُقبل لحسن حظي؛ ولا يوجد أي احتمال بطبيعة الامر أنني كنت سأستطيع أن أُبين اليوم اعلاميا اجراءات دولتي. وبتأخر ما، لم يعد حتى السفير ايلان باروخ يستطيع فعل ذلك ايضا، ولهذا كتب في الاسبوع الماضي رسالة استقالته المدوية: يجب تعليم هذه الوثيقة المدهشة في دورة المبتدئين القادمة. رأى السفير باروخ وهو حاد النظر باحدى عينيه – فقد جُرح في حرب الاستنزاف – ما يفضل أكثر نظرائه عدم رؤيته وهو "الحراك السياسي الخبيث" لاسرائيل كما قال و"التلتلة المزعزعة"، اللذين استجمع بسببهما الشجاعة لاستنتاج استنتاجه الشخصي. وهو لذلك يستحق التقدير. إن استقالة باروخ وصمت زملائه الجبان أبرزا فقط مهانة واستخذاء جوقة سفراء اسرائيل فقط. إن فريقنا الدبلوماسي اليوم هو في الأساس جيش دعائيين ليس له عمود فقري ضميري أو قيمي. من المؤكد انه يوجد بينهم من يُناصرون جميع اجراءات الحكومة الحالية، بل ربما سلوك وزير خارجيتها الفاضح. لكن الحقيقة كما يبدو أكثر اعوجاجا: إن جزءا كبيرا منهم يعارض سلوك الدولة التي يمثلها. وليسوا أكثر من دمى في واجهة عرض قبيحة، أو مُنشدين في جوقة تصاحب افيغدور ليبرمان. ربما يعلمون، أكثر من كل اسرائيلي آخر، ما الذي يعتقدونه اليوم في العالم بالنسبة لاسرائيل ولماذا في الأساس؛ ويعلمون أن وزارتهم تحولت تحت ادارة ليبرمان من وزارة الخارجية الى وزارة الغضب على العالم كله؛ ويعلمون أنه لم ينشأ بعد السفير القادر على أن يُفسر اعلاميا قسوة عملية "الرصاص المصبوب" والقتل الباطل فوق "مرمرة"؛ ويعلمون انه لا توجد دولة في العالم تقبل الاحتلال، وسلوك اسرائيل وعلامات التمييز العنصري؛ ويعلمون انه لم ينشأ الدعائي الذي يستطيع أن يقنع بأن اسرائيل تتجه الى سلام عادل؛ ويعلمون انه يوجد في الخارج عالم جديد لن يقبل بعد نظم استبداد مثل الاحتلال الاسرائيلي. انهم يعلمون كل هذا ويسكتون. كان عندنا في الماضي طيارون رافضون، وجنود رافضون ايضا – ولم يكن عندنا دبلوماسي رافض واحد حتى قام الوطني باروخ. صحيح أن عمل السفير في العصر الجديد قد فرغ من أكثر محتواه. إن الصلة بين مكانته المنفوخة بالأهمية الذاتية وبين عمله الحقيقي قد ضعفت. بقي (تقريبا) المنصب والمكانة والسيارات الفارهة والمنازل الفخمة، وهي بقايا ايام الامبراطوريات الكبيرة والأبعاد العظيمة بين البلدان. لم يعد أكثر السفراء اليوم سوى محامي اعلام. لكن السفراء بخلاف المحامين الذين يمثلون الجُناة، بضرورة لا تُعاب، يجب عليهم بقدر كبير مشايعة من يفوضونهم. ويجوز لنا افتراض ان هذا غير موجود عند كثير منهم وهم صامتون. يريد كثيرون منهم أن يخدموا بلدهم باخلاص وولاء ولهذا يحاولون الترويج لـ "اسرائيل جميلة" برغم كل شيء. قد تكون النتيجة عاطفية. رأيت في موقع احدى القنصليات الاسرائيلية في الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع مقابلة صحفية مع الاسرائيلي الذي انشأ كليب "زنغا زنغا" عن معمر القذافي، وطعاما اسرائيليا يُعد من الباذنجان. حسن أيها السفراء. صحيح ليس سهلا ان تكون اليوم سفير اسرائيل – بسبب التنديد وبسبب السياسة. لانه ما الذي سيقوله السفير عن جهود دولته السلمية عندما يقول وزير خارجيته في الامم المتحدة انه ليس لها أي احتمال؟ وماذا سيقول الدبلوماسي عن ديمقراطية دولته في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون بلا أي حقوق؟ وليس من السهل ايضا الحكم على الآخرين والطلب منهم التخلي عن حياة مهنية وعن مجد للحظة. لكنه ليس من المفرط أن نتوقع منهم إسماع صوت أعلى. أو اظهار شجاعة أكبر أو استقامة أكبر قليلا. أنظروا الى زميلكم المبارك باروخ.