خبر : خلعوا ثوب السياسة وارتدواء ثياب الوطن ..مليون ونصف مليون فلسطيني على «فايسبوك» يرفعون شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»

السبت 05 مارس 2011 07:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خلعوا ثوب السياسة وارتدواء ثياب الوطن ..مليون ونصف مليون فلسطيني على «فايسبوك» يرفعون شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»



غزة / فتحي صباح / ينتاب الشاب «أبو يزن» ورفاقه شعور عميق بالتوتر والقلق في انتظار حلول يوم الثلثاء الموافق 15 الشهر الجاري. ومع كل يوم يمر، تزداد وتيرة الخوف من الفشل أو على الأقل عدم تحقيق الهدف المرجو من تنظيم هبّة شعبية كبيرة وغير مسبوقة في فلسطين على غرار الثورات في تونس ومصر وليبيا. ويعتقد «أبو يزن» ورفاقه السبعة من «شباب غزة نحو التغيير» الذين كانوا أول من استعار شعار الثورة التونسية ورفعوا شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام» وأسسوا صفحة له على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أنهم على طريق تسجيل «نقطة تحول فاصلة في تاريخ فلسطين» سيكون لها ما بعدها. ويرى الشبان الثمانية الذين انضم اليهم العشرات فالمئات ثم الآلاف الى أن أصبح عدد مؤيديهم مليوناً ونصف مليون شخص عبر العالم، أنه «في حال نجاح مبادرتنا» لإعادة اللحمة الى الشعب الفلسطيني وانهاء الانقسام بين الحركتين الأكبر المتصارعتين «فتح» و «حماس»، فـ «سنكون موحدين للمرة الأولى في تاريخنا الحديث». وينطلق الشبان المتحمسون الوطنيون المخلصون في دعوتهم الى انهاء الانقسام من أن «فلسطين أكبر من الجميع... أكبر من الفصائل ومن الحكومات ومن السلطة». وعلى رغم الإعياء والارهاق وملاحقة عدد منهم وقلة عدد ساعات نومهم، وقضائهم وقتاً طويلاً يمتد من التاسعة صباحاً الى ما بعد منتصف الليل يومياً، إلا أن شعوراً متناقضاً آخر ينتابهم، شعور بالفرحة الغامرة. وقال «أبو يزن» لـ «الحياة» إنهم يشعرون بالفرحة «لأن الشباب أصبح يتحدث في القضايا الوطنية والسياسية والداخلية والتغيير، وأصبح شعار الشعب يريد انهاء الانقسام على كل لسان، بعدما كانوا انصرفوا الى المخدرات والمسكنات واللهو». أما السبب الثاني لسعادة المبادرين الثمانية ان عددهم اصبح «مئتين، معظمهم مسيّس خلع ثوب الحزب وارتدى رداء الوطن». وأضاف أن ثلاث مجموعات من قطاع غزة، هي «شباب غزة نحو التغيير» و «شباب 15 آذار» و «شباب 5 حزيران»، تحالفت مع 13 مجموعة شبابية اخرى من الضفة الغربية تحت اطار «الحملة الشبابية لإنهاء الانقسام» التي تقف وراء تنظيم «الهبة الشعبية لإنهاء الانقسام» منتصف الشهر الجاري. وزاد أنه «تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من 16 ممثلاً عن 16 مجموعية شبابية توحدت خلف موعد الهبة نفسه». وأشار الى أن «180 صفحة جديدة داعمة للهبة الشعبية تأسست على «فايسبوك» اخيراً، ما رفع عدد الداعمين على كل الصفحات الى مليون ونصف مليون شخص عبر العالم، 80 في المئة منهم فلسطينيون». وكشف أن «هناك تنسيقاً مع قادة ثورتي تونس ومصر»، لافتاً الى أن «آلاف الفلسطينيين والعرب والمتضامنين الأجانب، سينزلون الى الشارع تزامناً مع الهبة في غزة والضفة لتأييدها والتضامن معنا في وقفات أمام السفارات الفلسطينية في 27 دولة عربية وأوروبية، من بينها مصر والإمارات». ولفت الى أن «هذا النجاح تحقق في زمن قياسي، منذ أن انطلقنا في 14 من الشهر الماضي، بعد ثلاثة أيام على نجاح الثورة المصرية في اسقاط الرئيس حسني مبارك». وتوقع أن ينزل عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة وغزة الى الشارع منتصف الشهر الجاري لرفع الصوت عالياً من أجل انهاء الانقسام. وأوضح أن «هناك تنسيقاً مع منظمات حقوقية وشخصيات مستقلة ومخاتير ووجهاء وفصائل، من بينها حماس والجبهة الشعبية، وستجري اتصالات مع الجبهة الديموقراطية وحزب الشعب وفتح وقوى اخرى، فيما سيشارك أفراد من حماس وفتح بصفتهم الشخصية وليس التنظيمية». وكشف «أبو يزن»عن «تطمينات وصلت الينا من حماس بعد عقد اجتماعات مع قياديين فيها، مفادها أن الشرطة لن تقمعنا ولن تعتدي علينا، وستوفر الحماية لنا». وأشار الى أنهم شكلوا «لجنة تتألف من 200 عنصر مهتمها الفصل بين المتظاهرين ورجال الشرطة، والمساعدة في تنظيم حركة السير، وحفظ النظام ومنع الاعتداء على أي مؤسسة عامة أو خاصة، وعدم رفع سوى العلم الفلسطيني وشعار الشعب يريد انهاء الانقسام، وليس رايات حزبية». وترى الصحافية والمدونة أسماء الغول أن نجاح ثورتي تونس ومصر جعلهم يدركون مدى القوة الكامنة لديهم وتأثيرهم وقدرتهم في تغيير الواقع. واعتبرت الغول التي تؤمن بأهمية هذه الهبة الشعبية أن «الثورة تجاوزت الطرق الأمنية الكلاسيكية للرقابة والمنع لأن المنظمين والمساندين يلتقون في عالم افتراضي يتبعون فيه لا مركزية القيادة، فضلاً عن ان الرقابة تأتي لاحقاً».