حفنة من غبار النجوم نثرت علينا هذا الاسبوع في مكان غير متوقع عندما منحت جائزة اوسكر للافلام الوثائقية القصيرة لفيلم "ليسوا غرباء بعد" – الذي يوثق سياقات التعليم واليقظة في البلاد لابناء الغرباء من 48 بلدا، في المدرسة روغوزين – بيالك في جنوب تل أبيب. في الايام التي تذكر فيه اسرائيل في سياقات الاحتلال، العنف والانطواء – لا بد ان هناك في ما يصفه الفيلم نوعا من الكشف: ليس فقط لمشاهديه في العالم، بل وايضا للكثير من الاسرائيليين. يوثق الفيلم لنوع من أتون الصهر المدني – العلماني – الاسرائيلي، والذي يتحدث فيه اطفال من اصول وعروق مختلفة العبرية الطلقة ويرون أنفسهم كاسرائيليين خالصين. ثمة في هذه الرؤيا شيئا من المفارقة بل وربما من الاحتجاج التآمرين، في ضوء الاجواء التي تركز على الذات العرقية السائدة اليوم في اسرائيل؛ ولا سيما عندما تكمل المؤسسة – بالهام من وزير الداخلية عن شاس، واحزاب دينية وقومية متطرفة – اجواء الاستبعاد والكراهية للاغراب. ولكن سيكون من الخطأ حصر الظاهرة والفيلم فقط في الحجة الحسية في الجدال على مسألة طرد الاغراب ووقف موجات اللاجئين – السياسة التي فضلا عن الحافة الاحصائية المعينة ليست عديمة المنطق الاقتصادي والوطني. المسألة تفرض تحديا أكبر، وتتعلق بهوية اسرائيل وتعريفها الذاتي. في دولة منذ البداية تقترب من عدة تعريفات لدولة الحكم الديني، في غياب فصل بين الدين والدولة، فان هذه "رؤيا من الافلام" ان نرى مهاجرين، يتوقون للتمثل كمواطنين مخلصين في الاسرائيلية انطلاقا من الهوية الكاملة في ظل تجاوز مسألة الدين، العراق والمعتقد – الامكانية التي تعتبر على الاقل كأمر مسلم به في كل بلاد هجرة. قصة مدرسة روغوزين قد تبدو منقطعة عن سياقها السياسي، ومع ذلك فانها تدل على شيء ما من التطبيع الذي يأتي من الاسفل، ولا سيما – على قوة الاسرائيلية، على لغتها وثقافتها العبرية، وعلى قوتها في ان تدمج في داخلها الاغراب دون أن تفقد هويتها، ثقافتها وتراثها اليهودي. هذه الهوية العبرية سبق أن بدت هائجة، جذابة وقوية بما فيه الكفاية حتى بدون حراس الاسوار، المهودين على انواعهم، ومسوغي الحلال بتكليف من الدين. وهكذا ايضا الفارق بين الفيتو اليهودي والدولة العبرية.