القاهرة / جيهان الحسيني / أكد مصدر مصري موثوق أن مصر ستظل تقوم بدورها في قيادة التحرك العربي تجاه الالتزام بالقضية الفلسطينية تحت أي ظرف، داعياً الى ضرورة استرداد الشعب الفلسطيني أرضه وكامل حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة، على الأراضي التي احتلت في حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس. وأكد استمرار بلاده الاضطلاع بدورها التاريخي راعية لعملية السلام، معتبراً أن القاهرة عامل أساسي ورئيسي في الحفاظ على هذه العملية. وشدد المصدر رفضه المشروع الإسرائيلي الداعي الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية من خلال إلقاء مسؤولية القطاع في وجه مصر وعزله عن الضفة وضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية الى الضفة الشرقية لنهر الأردن، محذراً من خطورة هذا المشروع خصوصاً في ظل استمرار الانسداد في المسار السلمي، لافتاً الى أن «إسرائيل لا تمل ولا تكل من الاستمرار في الترويج لهذا المشروع، ولكننا نرفض مجرد الاستماع له». ورأى المصدر أن شباب مصر الذين قامت على عاتقهم ثورة 25 كانون الثاني (يناير) واعون تماماً ومدركون لمتطلبات الأمن القومي المصري والى الظروف المحيطة بالمنطقة عموماً ومصر خصوصاً، معرباً عن ثقته التامة بأن يدعم شباب الثورة كل القضايا التي تتعلق بأمن مصر القومي. ولفت المصدر الى محاولات البعض استغلال المواقف، مشيراً الى مطالبة جهات وقوى خارجية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل. وانتقد هذه القوى من دون أن يسميها، وقال إنها تسعى بإلحاح الى إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، مشيراً الى اتصالات واضحة ومستمرة مع الأوروبيين والأميركيين من أجل تحقيق ذلك، مستنكراً المواقف التي يتخذونها ومطالبتهم مصر بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، مشيراً الى موقف «حزب الله» الذي يتخذ هذا الموقف أيضاً على رغم وجود تفاهمات مع إسرائيل تلزمه التهدئة وتفرض عليه قيوداً محددة بعينها، معتبراً ذلك يعكس ازدواجية في المواقف وكيلاً بمكيالين. ودعا المصدر إسرائيل الى أن تعي جيداً أن مصر ستظل تقوم بدورها التاريخي راعية لعملية السلام في المنطقة، معتبراً مصر عاملاً أساسياً ورئيسياً في الحفاظ على العملية السلمية، موضحاً أن مصر معنية بالحفاظ على دورها كلاعب أساسي ونشط وفاعل في المنطقة مع كل الدوائر الرسمية وغير الرسمية من أجل تحريك العملية السلمية ومحاولة إخراجها من أي مأزق يعترضها، وفي الوقت ذاته فإن مصر تسعى في كل اتصالاتها وتحركاتها الى حماية المشروع الوطني الفلسطيني وتأكيد ثوابته. وعلى صعيد المأزق الراهن الذي يتعرض له المسار الفلسطيني، خصوصاً بعد الفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن على المشروع الفلسطيني الذي يطالب بتجميد الاستيطان الإسرائيلي، قال المصدر إن هذا الفيتو موجه ضد العرب، لافتاً الى أن «الرئيس محمود عباس كان يحرص خلال الفترة الأخيرة على أن يحصل على غطاء عربي على كل موقف يتخذه وكل تحرك يقوم به، وهو (عباس) محق في ذلك لدعم وتعزيز الموقف الفلسطيني». ورداً على انتقادات وجهت الى مصر بأنها تشارك في حصار غزة من خلال القيود التي تضعها على معبر رفح، قال المصدر إن «معبر رفح مفتوح. ونحن نمنح تسهيلات لعبور أهالي غزة لكن من دون إغفالنا لحماية الأمن القومي المصري»، مشدداً على أن مصر لا يمكن أن تشارك إسرائيل في حصار غزة، مشيراً الى أن الكهرباء التي تغطي مدينة رفح الفلسطينية وجزء من مدينة خان يونس هي من مصر وقال: «قمنا باتصالات أخيراً مع الأوروبيين من أجل دفع إسرائيل للسماح بتشغيل محطة الغاز»، موضحاً أن محطة الكهرباء الرئيسية في غزة تعمل بالغاز، كاشفاً عن مساعٍ مصرية بذلت لدى الإسرائيليين عقب الهجوم على «أسطول الحرية» نتج منها سماح إسرائيل بإدخال عدد كبير من السلع التي كانت ممنوعة الى قطاع غزة. وعن العلاقة مع حركة «حماس» أجاب: «ليست لدينا إشكالية مع حماس. واتصالاتنا مع الأخوة في حماس لم تنقطع»، مشيداً بالدور الذي قامت به الحركة خلال الظروف الاستثنائية الأخيرة التي عاشتها مصر، وقال إنها اتخذت مواقف إيجابية خلال الأحداث الأخيرة.وعما إذا كان رفض «حماس» التوقيع على ورقة المصالحة ما زال يلقي بظلال سلبية على العلاقة معها، أجاب المصدر إن المصالحة قرار فلسطيني يعتمد على الإرادة والنيات لدى الجانبين، وهذا غير متوافر حالياً سواء لدى غزة أو رام الله، فهناك حسابات لكل منهما تمنعهما من القيام بهذه الخطوة. وأوضح أن مصر تجري اتصالات مع «حماس» من أجل تسهيل الحياة في غزة وأكد أن «مصر لا تعادي حماس، لكننا لا يمكن أن نتساهل في قضايا محددة وغير مقبول أن يطلب منها ذلك»، مشيراً الى قضايا تهريب السلاح، وقال: «لا يمكن وليس سهلاً أن نفصل بين سلاح المقاومة والسلاح الموجه ضد مصر». في غضون ذلك، علمت «الحياة» أن هناك ثلاثين عائلة فلسطينية عالقة على معبر السلوم على الحدود المصرية - الليبية منذ أيام ليست لديهم هويات فلسطينية ويحملون وثائق سفر فلسطينية. document.title="Dar Al Hayat - مصر: الفيتو الأميركي موجه ضد العرب ونرفض المشروع الإسرائيلي لفصل غزة عن الضفة"; $(document).ready(function(){ $(’#menu-int’).find(’a[href$=1777]’).css(’color’, ’#fff’); $(’#menu-int’).find(’a[href$=1777]’).css(’background-color’,’#464646’); });