خبر : أخطأنا ونُخطيء/بقلم: أفيعاد كلاينبرغ/يديعوت 1/3/2011

الثلاثاء 01 مارس 2011 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أخطأنا ونُخطيء/بقلم: أفيعاد كلاينبرغ/يديعوت  1/3/2011



 قضى الجيش الاسرائيلي على صلاح شحادة قبل نحو من تسع سنين في 2002. فقد ألقت طائرة لسلاح الجو على بيته قنبلة تزن طنا. تُوجت العملية بنجاح. قُتل شحادة – مع نشيط آخر من حماس، ومع زوجته وابنته وثلاثة عشر من الجيران (فيهم ثمانية أولاد)، لم يكن لهم أي صلة بشحادة أو بحماس. وجُرح عشرات. ما الذي يشعر به طيار عندما يُلقي قنبلة تزن طنا على بيت مليء بالأبرياء، هذا ما سُئله آنذاك قائد سلاح الجو الذي أصبح بعد ذلك رئيس الاركان، دان حلوتس؟ "أشعر بضربة طفيفة في الجناح. هذا كل شيء". هبّت عاصفة في وسائل الاعلام. الى أين تدهورنا؟ هل أصبحنا تعودنا بعد كل شيء على قتل الأبرياء. أوضح حلوتس انه ينام جيدا جدا بعد عمليات كهذه، وتمنى لمرؤوسيه ايضا نوما هنيئا. ما يعوزنا هو الحيرة الاسرائيلية المطلوبة، والدمعة المعذبة التي تصاحب ضغط الزناد. فهذا بعد كل شيء هو تفوقنا الاخلاقي المجيد. لسنا مجرد مُطلقي نار، إننا نبكي ونطلق النار. ولسنا باكين فقط. نحن الدولة الأكثر اخلاقية في العالم، ولها الجيش الأكثر اخلاقية في العالم، ونحن نفحص عن أنفسنا ايضا. لا نحتاج الى أغيار معادين للسامية من دول العالم كي يفحصوا. سنفحص نحن أنفسنا عن أنفسنا؛ عن أحشائنا وقلوبنا لنرى أن كل شيء طاهر. إن لجنة التحقيق التي أعلنها رئيس الحكومة آنذاك اهود اولمرت لم تتأخر عن تقديم استنتاجاتها. في يوم الاحد من هذا الاسبوع، بعد الأحداث بتسع سنين فقط، قدّمت اللجنة برئاسة القاضية توفا شترسبيرغ – كوهين تقريرها الى رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو. تتساءلون: أتسع سنين فقط. كيف؟ أليس بعض النفوس الفاعلة ما يزال حيّا. أليس هذا مبكرا شيئا ما؟. لا ولا. إن طواحين العدل الاسرائيلية تطحن سريعا. فنحن، بخلاف الأمم غير الاخلاقية، نفحص أنفسنا. حسن جدا. فما الذي تبين لنا بعد ذلك الفحص والطلب الدقيق الطويل؟. اليكم مجرى الامور. تبين ان قرار اصابة شحادة كان أمرا يقتضيه الواقع. أي واقع؟ واقعنا، حيث يوجد دائما مطلوب دوري يحرك الارهاب الفتاك. وبعد موت شحادة انقطع نشاط الارهاب – من كل مكان لشحادة وزوجته وابنته وثمانية الاولاد الآخرين الذين سكنوا في المبنى. لكن التقديرات العملية لم تكن هي الأساس كما ترى اللجنة. "جميع المشاركين في العملية أبدوا طوال الطريق علما وحساسية بموضوع المخاطرة بالمس بمواطنين غير مشاركين وواجب منع المس بهم ومضاءلته قدر المستطاع". أي انه ليس من الصحيح أننا ننام نوما هنيئا. فقد أقض هذا الشأن مضاجعنا حقا. فكرنا في الامر كثيرا جدا، بحساسية (وتصميم). أردنا جدا جدا أن نضائل المس بغير المشاركين. فكيف تكون هذه الضربة الطفيفة في الجناح وبعدها، ولا يعلم كيف سوى الشيطان، تسقط قنبلة تزن طنا على مبنى سكني؟. أو، إنتبهوا الى الحركات التي لا تكاد يُحس بها لغسالة الضمير: فقد كان السبب للنتيجة "غير التناسبية" كما قالت اللجنة: "معلومات منقوصة، غير مركزة وغير متسقة في شأن سُكنى المباني المجاورة لبيت شحادة". أي أننا علمنا في الحقيقة أنها مبان سكنية مسكونة باكتظاظ، لكن فوجئنا بأن تبيّنا زمن العملية انه لم يخرج جميع سكانها للتنزه في موقع استجمام ما، لنقل مثلا الى "المرقب البحري". اجل هذا خلل مؤسف من الاستخبارات. هل تريدون دورة اخرى للغسالة؟ تفضلوا: "تم اتخاذ القرارات بناء على معلومات منقوصة ومُختلة وغير متسقة أفضت الى استنتاجات غير صحيحة وتقديرات مخطوءة وتقدير للامور خاطيء". بعبارة اخرى: "يوجد هنا خلل وفشل وخطأ وعدم فهم – كل شيء ما عدا خللا اخلاقيا واستخفافا فاضحا بحياة الانسان واستخفافا بحياة "غير المشاركين".". ما الذي تريدونه منا؟ فحصنا أنفسنا. اخطأنا ونخطيء. والخطأ أمر انساني. أعلنت اللجنة انه لا حاجة الى استنتاجات شخصية. اجل. لكن ربما يُحتاج مع كل ذلك الى استنتاج اجتماعي ما.