خبر : لحظة الحقيقة في الشرق الاوسط القط الطائر و "الدولتين"/بقلم: الياكيم هعتسني /يديعوت 1/3/2011

الثلاثاء 01 مارس 2011 11:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لحظة الحقيقة في الشرق الاوسط القط الطائر و "الدولتين"/بقلم: الياكيم هعتسني /يديعوت 1/3/2011



عندما يطلق الملايين، في تونس، في القاهرة، في صنعاء، في طرابلس وفي المنامة صوتهم، فهل يحتمل أن يكونوا يكذبون؟ من يعيش على وسائل الاعلام، العالمية والمحلية، يتوقع ان يكون الزئير الصادر عن ميدان التحرير ضد "الاحتلال" و "يوم الغضب" في تونس يوجه ضد المستوطنات. متى سمعنا من جمهور المحللين وكُتاب الرأي الذين يرتزقون جميعا من "النزاع"، بان الشرق الاوسط يثور بسبب الطغيان، الفساد، البطالة وحرمان الحريات الانسانية – وما هو كفيل بان يخرج هناك الجماهير الى الشوارع ليس "حقوق الفلسطينيين"، بل التطلع الى حياة افضل؟ في نظرة الى الوراء على الاقل، كان ممكنا ان نتوقع بان بذلك يوضع حد للاسطورة وكأن اسرائيل و "الاحتلال" هما اللذان يهددان بتفجير الشرق الاوسط وتعريض السلام العالمي للخطر. عبثا. خذوا مثلا الجنرال جيمس جونز القائد السابق للمارينز، القائد الاعلى لقوات الناتو في اوروبا ورئيس مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة. الرجل أعد "خطة أمنية استراتيجية" لغرض "الحل الدائم" واوصى بمرابطة قوات الناتو هنا بدلا من الجيش الاسرائيلي. مؤخرا أعلن – وليس أقل من ذلك: "الزمن ليس في صالحنا، واذا لم نعمل (على اقامة دولة فلسطينية) فيمكن لهذا ان يجر مظاهرات تشبه المظاهرات المصرية في دول اخرى في المنطقة". وكأن في تجسيد رؤيا فلسطين ما يمنع التمرد في ليبيا او الانتفاضة في البحرين.  من صحا ظاهرا هو رئيس وزراء بريطانيا، دافيد كمرون، الذي قال لطلاب في قطر ان بعضا من الحكام في الشرق الاوسط يستغلون النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني لصرف الانتباه عن انظمتهم القمعية نفسها، "وفي قدر كبير من الدول في الشرق الاوسط يقولون لشعوبهم على ماذا ينبغي الغضب كي لا يغضبوا على كونهم يعيشون في مجتمع مغلق الحس".  حتى لو تبين بان "ثورات الشباب" كانت مجرد مراحل انتقالية الى دكتاتوريات جديدة، عسكرية و/او اسلامية، فاننا اليوم نعرف بان ما خرج عن جماهير الفتيان في ميادين الشرق الاوسط هو حقيقتهم الداخلية.  حكاية ان بلاد اسرائيل يهودية هي جذر كل شر في منطقتنا ليست الكذبة الوحيدة التي دحضت امام ناظرنا. شخص ذو رأس مفتوح كان سيجد مادة للتفكير ايضا في معارضة اغلبية عرب شرقي القدس الانضمام الى دولة فلسطينية. تفكير آخر كان سيثور في ضوء الرفض القاطع، حتى من جانب المتطرفين من بين عرب اسرائيل، لمغادرة السيادة الاسرائيلية في صالح سيادة فلسطينية، اذا ما قامت لا سمح الله.  كما أن النبأ التالي، الطازج جدا، يجب ان يقض مضاجع مؤيدي الدولتين: "القدس العربي" اللندنية تفيد بان "رئيس" السلطة الفلسطينية ابو مازن وكل عائلته وكذا "رئيس الوزراء" الاسبق احمد قريع (ابو علاء) والناطق نبيل ابو ردينة وزعيم فتح محمد دحلان، كلهم طلبوا، وتلقوا، جنسية اردنية! مع ان السلطات الاردنية رفعت حواجبها، ولكنها لم ترغب في احراجهم.  فهل يوجد سبيل لان نعيد الى الواقع من اعتاد على مدى عشرات السنين التفكير بان معتقداتهم العابثة هي غاية "الواقعية" و "العقلانية" بينما خصومهم هم "مسيحانيون" و هاذون؟  مخلوق غير معروف هبط على شجرة. "أ" قال انه قط، "ب" ادعى بانه رأى بوضوح عصفورا. ماذا فعلا؟ القيا بحجر فطار العصفور. فهل "أ" اقتنع؟ لا سمح! "لم أعرف ان القطط تطير" – هذا كل ما كان لديه ليقوله.