خبر : شركاء في الجريمة/بقلم: ميلني فيليبس /اسرائيل اليوم 28/2/2011

الإثنين 28 فبراير 2011 11:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شركاء في الجريمة/بقلم: ميلني فيليبس /اسرائيل اليوم 28/2/2011



العداء لاسرائيل كما يقدم في وسائل الاعلام وفي الحياة العامة البريطانية وغيرها من الدول الغربية – يكاد لا يصدق.  ليس للناس في اسرائيل فكرة عن الهوس الذي تملك هذه الافكار المسبقة، وهم لا يعرفون عن السبيل الشرير الذي تتحول فيه الحقيقة الى كذب. اسرائيل تعتبر كمسؤولة عن سلوك واحداث ليس فقط هي بريئة منها بل وهي ضحية لها.  بينما الكثير من البريطانيين العاديين، ان لم يكن معظمهم، ليسوا معادين لاسرائيل او عديمي كل رأي عنها، يسود هذا العداء السام بين المثقفين – في الجامعات، في وسائل الاعلام وفي النخبة السياسية. الكثير من هؤلاء هم ذوو معتقدات غير قابلة للشك في أن اليهود سلبوا اراضي العرب – ليس فقط في المناطق التي يقع فيها نزاع، بل في اسرائيل نفسها. هذا هو منشور الكراهية الذي من خلاله يرون الشرق الاوسط.  هناك اسباب عديدة للظاهرة: ايديولوجيا يسارية، جهل وضيق افق مناهض لليهود. في نفس الوقت في احيان بعيدة فقط يوجد تناول لمساهمة حكومة اسرائيل، حتى وان كان بشكل غير واع، في مثل هذا الوضع المخجل.  لا يدور الحديث فقط عن الاعلام الاسرائيلي البائس، الذي يعاني شديدا من غياب استراتيجية مناسبة. الامر ينبع من الفشل في الفهم بانه على مدى عقود عديدة كانت اسرائيل ضحية معركة عربية ناجحة من الحرب النفسية سممت العقول في الغرب. مقلقة أكثر هي مساهمة اسرائيل في ذلك، كنتيجة لانتهاج استراتيجية دبلوماسية مغلوطة. والسبب هو أن عمليا هذه الاستراتيجية المغلوطة جعلت اسرائيل شريكا في الجريمة في القصة التي بالهام عربي وسوفييتي تعرض اسرائيل كمعتد وليس كضحية.  الحرب التي لم تتوقف كيف حصل هذا؟ بالفعل، فعلت اسرائيل ذلك من خلال التعاون مع الفرضية الدبلوماسية التي لم تطبق على أي نزاع آخر.  فكروا في ذلك: اسرائيل هي ضحية ستة عقود من العدوان العربي – وللدقة، تسعة اذا ما ضمينا ايضا الاعتداءات العربية على اليهود الذين عادوا الى بلادهم في عهد الانتداب البريطاني في بلاد اسرائيل، قبل اقامة الدولة. هذه الحرب لم تتوقف ابدا وهي لا تزال في ذروتها، لا تخوضها حماس وحدها بل وايضا ابو مازن الذي يدعي بان الفلسطينيين لن يوافقوا ابدا على قبول اسرائيل كدولة يهودية. اقواله هذه هي اعلان عملي عن حرب دائمة ضد اسرائيل.  في كل مكان آخر من العالم، الهدف المعلن من ذات المعتدي سيصبح هدفا فاسدا جراء مثل هذا السلوك. ولكن بريطانيا، الولايات المتحدة واوروبا تتوقع من اسرائيل أن تقدم التنازلات للمعتدين عليها – وتلقي الذنب عليها حين ترفض.  هذا أمر عبثي جدا. وذلك لانه اذا ما اثيب المعتدي على عدوانه، فالنتيجة بالضرورة ستكون المزيد من العدوان. ولكن العالم "المتحضر" المزعوم، يسمي ذلك "مسيرة سلمية". رغم ان الحقيقة هي أن هذه ليست سوى مسيرة دفع الضحية الى مزيد من الاستسلام للمعتدين عليه.  سخيفة أكثر ايضا هي حقيقة أن "حل الدولتين" الذي يفترض ان يكون هدف "المسيرة السلمية" هذه، كان قد اقترح المرة تلو الاخرى – في الثلاثينيات، في 1947، في  2000 ومرة اخرى من قبل ايهود اولمرت. وفي كل واحدة من هذه المناسبات – لم يكن الرد العربي السلام بل استمرار قرع طبول الحرب. ومع ذلك، حتى عندما يخيل ان اسرائيل غير مستعدة للتعاون مع هذه المسيرة، مثلما في حالة رفضها تمديد التجميد في المناطق لا يزال في اسرائيل قبول صامت لذات الفرضية المغلوطة التي تقبع في أساس هذه المسيرة.  ويعود السبب في ذلك الى أن اسرائيل لا تنجح في أن تقول الامر المسلم به – في ان "المسيرة السلمية" باسرها، ليست فقط مهزلة بل وعمليا تطيل أمد الحرب من خلال اثابة المعتدي. ماذا ينبغي لاسرائيل أن تفعله؟ على اسرائيل أن توضيح بانها ليس فقط لم تعمل بشكل غير قانوني في المناطق بل ان القانون، الحق والحقيقة – هي الى جانبها، بينما بريطانيا، الولايات المتحدة واوروبا هي التي تؤيد عدم القانون، عدم العدل والاكاذيب.  على اسرائيل أن تقول انه من اجل الوصول الى حل، يجب اولا وقبل كل شيء تشخيص المشكلة. والمشكلة هي ليست انعدام وجود دولة فلسطينية، المشكل هي أن العرب لا يزالون لم يتوقفوا عن ادارة حرب ابادة ضد اسرائيل. وبالتالي فان الحل هو دفعهم الى الكف عن ادارة هذه الحرب. لهذا الغرض، فان على بريطانيا، الولايات المتحدة واوروبا الكف عن اثابتهم على حربهم مثلما تفعل منذ البداية.  في الثلاثينيات من القرن العشرين، تحت الانتداب البريطاني، رد بريطانيا على الارهاب العربي ضد اليهود كان ان تعرض لهم قسما كبيرا من حق اليهود للاستيطان في كل البلاد، حق ذا مفعول دولي ملزم.  منذ ذلك الحين، والارهاب العربي مثاب بشكل مستمر. اليوم، الفلسطينيون مدعومون بملايين الدولارات واليوروهات من الولايات المتحدة واوروبا – رغم ان هذه الاموال تساعد في تمويل التحريض العنصري المتواصل من الفلسطينيين على كراهية اليهود والحرب الدائمة ضد اسرائيل.  على اسرائيل أن تعلن بصوت عال بانه من السخافة التوقع منها ايجاد حل للمأزق في الشرق الاوسط وذلك لان الدول المسؤولية عن تخليد الحرب هي التي يمكنها وحدها ان تؤدي الى نهايتها – بريطانيا، الولايات المتحدة ودول اخرى في اوروبا.  سياسيون ودبلوماسيون اسرائيليون لا بد سيزعمون بان هذه سذاجة. العالم يتصرف كعادته، واللعبة الدبلوماسية يجب أن تلعب حسب القواعد. ولكن بالذات هذه المهزلة الدبلوماسية هي التي خلقت هذا المأزق الفظيع. السبب في أن اسرائيل تتهم بالذنب، بشكل سخيف، في منع السلام من خلال البناء في المناطق هو أن اسرائيل هي التي سمحت لنفسها بان تعرض مثابة النذل في القصة عن "الحدود الاقليمية". وذلك لان اسرائيل تعارض "التنازل" عن المناطق – الذي سيكون خطوة انتحارية بالذات كون هذا النزاع ليس حقا على الحدود الاقليمية. رغم أن اسرائيل لا تشير الى ذلك صراحة. بالتأكيد يحتمل أن تكون مصلحة اسرائيلية التنازل عن قسم من من المناطق التي تحت سيطرتها في الوقت الحاضر. ولكن هذه الخطوة يجب أن تظهر بانها تتم انطلاقا من موقف اخلاقي سامٍ. على اسرائيل أن تغير الرواية، وان تدعي وقوفها الى جانب القانون، الحقيقة والعدل. اذا ما فعلت ذلك فبين ليلة وضحاها ستتغير قصة اسرائيل في العالم. ولكن قبل كل شيء عليها أن تؤمن بادعاءاتها. ولعل هذه هي المشكلة الحقيقية.