خبر : زعماء الصمت/بقلم: يرون ديكل /معاريف 27/2/2011

الأحد 27 فبراير 2011 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
زعماء الصمت/بقلم: يرون ديكل /معاريف 27/2/2011



وزير الدفاع ايهود باراك تحدث هذا الاسبوع لاول مرة عن الهزة التي تعصف بالشرق الاوسط. فقد أغدق الثناء على الزعيم المصري المطاح به مبارك وأعرب تجاهه عن عطفه وأمل الا تنتهي الثورات في الدول العربية بانظمة متطرفة.  لسبب ما اختار باراك الحديث في ذلك مع مشاهدي السي.ان.ان. يطرح السؤال لماذا في وضع على هذا القدر من التعقيد والتفجر يقدم وزير الدفاع في تقديراته وتحليلاته بالانجليزية وليس بالعبرية؟ فهل يفكر باعطاء الحساب لشعبه حول الوضع؟ لشدة الاسف، يتبين حاليا أن لا. وماذا عن التقرير لناخبيه؟ الاستطلاعات تفيد بانه لم يتبقَ له الكثير من الناخبين. يبدو أن باراك يعتقد انه معفي.  الان بات واضحا بان على الشرق الاوسط تمر ثورة تاريخية. وهي لا تقل في اهميتها عن سقوط الشيوعية في شرقي اوروبا قبل عشرين سنة. ما يجري حولنا لم يعد منذ زمن بعيد يشبه الهزة الارضية. هذا حراك هائل للصفائح الجوفية. عيون العالم كلها تتطلع الى المنطقة. لشدة الاسف، فان القيادة السياسية والامنية في اسرائيل اكتفت في الاسابيع الاخيرة بردود فعل هزيلة على هذا التسونامي. قد يكونوا يتحدثون ولكن ليس في العمق ولا في المواضيع الهامة حقا. احد منهم لم يسمع هنا بالطبع عن حق الجمهور في المعرفة وفي طرح الاسئلة.  نظامان عربيان سقطا حتى الان. الثالث، وعلى ما يبدو الرابع، على الطريق. ولكن يتبين أنه في مثل هذه الفترة المحملة بالمصائر ليس هناك من يفكر بان يشرك في رأيه الجمهور ويمنح المقابلات الصحفية. وسائل الاعلام، لشدة الاسف، تسمح لهذا بان يحصل. احد لا يتوقع من الزعماء أن يشركوا زعماء شعبهم في المخططات العملياتية والمعلومات الاستخبارية التي على طاولاتهم، ولكن من واجب القيادة ان تشرك مواطنيها في قرائتها للواقع، في تشخيصها للوضع وفي الجواب الذي تنتجه. جدير في هذه المناسبة الاشارة الى المبادرات التي من السليم اتخاذها او من الجدير منعها.  مرة اخرى يبدو أننا نعيش في مجتمع ديمقراطي مع وقف التنفيذ. يتبين انه رغم أن وسائل الاعلام لا تمنح الحق في طرح الاسئلة، الا أنها تسمح لذلك بالاستمرار. قادة الدولة يمكنهم من ناحيتها ان يواصلوا صمتهم.  وها هي بضعة اسئلة ممكنة: كيف تستعد اسرائيل، هذا اذا كانت تستعد على الاطلاق، للشرق الاوسط الجديد؟ هل هناك أحد من بين اصحاب القرار يفعل شيئا غير مشاهدة التلفزيون والدراما التي تطل منها؟ هل هناك خوف على استمرار وجود اتفاقات السلام مع مصر والاردن، وكيف الاستعداد لذلك؟ هل يوجد سبب يدعو الى تجربة مع ذلك المسار الفلسطيني او السوري؟ ولعل هذا بالذات سبب وجيه لانتظار اسابيع او أشهر اخرى وذلك لان "الفهيم في هذا الاوان هو الذي يصمت"؟. سكوت زعماء الصمت ليس فقط مناهضا للديمقراطية بل انه يطرح تقديرا حزينا في أن ليس لدى اصحاب القرار أي فكرة كيف تستعد اسرائيل. وقد بات هذا مقلقا حقا. رفع التقرير ليس فقط هو في مجال عمل الوزير ميخائيل ايتان. هذا حق اساس للمواطنين في المجتمع الديمقراطي. والاسئلة يجب طرحها حتى عندما لا تكون مريحة. وكذا عندما لا يكون أي شيء واضح واي شيء مستقر. واذا لم تكن هناك اجابات شافية، فسيفهم الشعب بان هناك مشكلة مع القيادة المنتخبة. لا يجب التسليم بوضع يكون فيه في الوقت الذي تتحرك فيه عجلات التاريخ امام ناظرينا، لا يشعر وزير الدفاع ورئيس الوزراء بواجب منح مقابلة صحيفة عميقة، حتى ولا واحدة، لوسائل الاعلام في اسرائيل. ماذا سيحصل في النهاية؟ الزعماء سيواصلون الصمت اذ ليس لديهم ما يقولوه. وسائل الاعلام، كالمعتاد، ستندم على خطيئتها بحق دورها وعلى عدم ضغطها ومطالبتها بأجوبة واضحة. القيادة تخون قواعد الحكم الديمقراطي. ووسائل الاعلام تسمح لذلك بان يحصل.