البرنامج النووي السوري أوسع وأكثر تطورا مما اعتقدوا حتى الان في الغرب. هذا ما يكشف النقاب عنه تقرير لمعهد البحوث الامريكية استنادا الى صور جديدة التقطتها اقمار صناعية. في ايلول 2007 قصفت اسرائيل، هكذا حسب مصادر أجنبية، مفاعل نووي أقامته سوريا بمساعدة كوريا الشمالية في منطقة الكبار. والان يتبين أن المشروع النووي السوري أوسع بكثير. المعهد الامريكي للبحوث النووية ايي.اس.ايي.اس نشر أمس صور فضائية تكشف عن أربع منشآت اخرى ترتبط بالبرنامج النووي: منشأة كبيرة وفاعلة لتحويل اليورانيوم وثلاث منشآت اخرى مساعدة لتخزين عناصر البرنامج النووي ولاعمال ترتبط بانتاج الوقود النووي. وقد وضع التقرير دافيد اولبرايت، رئيس معهد البحث الذي كان في الماضي رئيس المراقبين الذين فحصوا المنشآت النووية في العراق – الى جانب شريكه في المعهد جوش برنان، خبير في السوق السوداء للعناصر النووية. وبالتوازي نشر التقرير ايضا في الصحيفة الالمانية "زيد دويتشة تسايتونغ". وحسب النتائج التي عرضها امس اولبرايت فان الحكم السوري اقام منشأة التحويل في منطقة مرج سلطان لتحويل اليورانيوم المسحوق الى عناصر أكثر تطورا في عملية تخصيب اليورانيوم. وحسب التقرير، فانه كان للمنشأة التي انكشفت الان في مرج سلطان علاقة بالمفاعل الذي قصف في الكبار. ويقدر واضعو التقرير بانه في اعقاب قصف المفاعل قامت حكومة سوريا باعمال تغطية لاخفاء الادلة على عمل المنشأة. والتقدير هو أن اعمال طمس الاثار تمت في 2008 ردا على القصف وانطلاقا من التخوف من أن يكتشفها مراقبو الامم المتحدة اذا ما سمحت لهم سوريا بالدخول الى نطاقها. في المنشآت الثلاث الاخرى، التي توجد في ميساف، في مرج سلطان وفي الاسكندرية – عثرت على محاولات طمس للاثار: سلسلة صور من فترات مختلفة تكشف نشاطا زائدا في هذه المواقع في اثناء 2008 (أي بعد قصف المفاعل) وكذا بناء مساحات اسفلت، حسب التقدير ترمي الى منع المراقبين من جمع عينات عن اليورانيوم من الارض التي في محيط المنشآت. "دون تعاون من الحكومة السورية لا مفر من الاستنتاج بانه يحتمل ان تكون الحكومة في دمشق خرقت بشكل فظ اتفاق منع نشر السلاح النووي"، كما ورد في التقرير. وافادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بانه في أعقاب النتائج الجديدة يحتمل أن يزداد الضغط الدولي على سوريا للسماح للمراقبين بتنفيذ تفتيشات في المواقع التي اكتشفت.