خبر : شهر الكراهية../معاريف

الجمعة 25 فبراير 2011 01:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
شهر الكراهية../معاريف



 الاستعدادات لاحداث "اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي" في بريطانيا وفي دول اخرى آخذة في نيل الزخم. شيء واحد واضح منذ الان: الحدث، الذي كان يفترض أن ينتشر على مدى اسبوع واحد في نهاية شهر اذار، سيخرج عن الاطار الزمني الذي خصص له وسيتضمن عشرات ان لم يكن مئات الاحداث التي ستقع في اثناء شهر اذار كله – وكلها ضد اسرائيل.  اتحادات الطلاب المسلمين والمؤيدين للفلسطينيين في سلسلة من الجامعات – من غلاكسو في الشمال وحتى برايتون على ضفتي المانش – تجري استعدادات اخيرة تمهيدا لهذه الاحداث. موقع الانترنت لاسبوع الابرتهايد العالمي، والذي تنشر فيه خريطة دولة اسرائيل وهي ملونة بالوان العلم الفلسطيني، عاد قبل بضعة ايام الى العمل المنتظم استعدادا للحملة.  ضمن امور اخرى يجري التخطيط لحفلة كبرى تسمى "حفلة انهاء الابرتهايد في وسط لندن. كما أنه ستجرى امسيات غنائية في اثنائها ستتلى قصائد كتبها شعراء فلسطينيون ضد سياسة اسرائيل، وعدد لا حصر له من المناسبات السياسية سيلقي فيها الخطابات منتقدو اسرائيل. بعض من المحاضرين سيكونون اسرائيليين، نشطاء اليسار المتطرف. وبالتوازي، ستجتاح الحرم الجامعي حملة شديدة القوة تتضمن منصات، عرائض ومنشورات توزع وتثبت، بزعم المنظمين، الشكل الذي "تقود فيه اسرائيل سياسة الابرتهايد". مقاطعة مشتريات في ادنبرة البعيدة ايضا ستجري منظمة "العدالة من اجل فلسطين" حدثا واسع النطاق في جامعة ادنبرة في اثنائه سيخطب جيف هلبر، عضو "اللجنة الاسرائيلية ضد هدم المنازل" حول الشكل الذي بزعمه تخرق فيه اسرائيل القانون الدولي في قطاع غزة والضفة الغربية.  في ايرلندا المجاورة لا ينتظرون حتى الافتتاح الرسمي للحملة، ومنذ يوم امس القريب القادم ستجرى بالتوازي مسيرة في دبلن في مدينة كورك تمر في شوارع المجمعات التجارية المركزية، في احد ايام المشتريات الاكثر كثافة، وستدعو المارة الى مقاطعة المنتجات من انتاج اسرائيل. في هولندة، النشطاء المؤيدون للفلسطينيين يشمرون عن اكمامهم هم ايضا. وسيجرون سلسلة من الاحداث المناهضة لاسرائيل في اثناء شهر اذار، معظمها في امستردام العاصمة. شير حفير، الاقتصادي في "مركز المعلومات البديلة" ومقره وسط القدس، سيعقد ثلاث محاضرات في هولندة تحت عنوان "هل الاقتصاد الاسرائيلي يعمل في صيغة أبرتهايد؟".  توتر في الحرم الجامعي بالمقابل بعد رد فعل هزيل نسبيا في السنوات الاخيرة على "اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي"، فهمت منظمات يهودية واسرائيل في مؤسسات اكاديمية مختلفة في ارجاء العالم بان هناك حاجة عاجلة للرد على ما يجري. منذ 2008 يجري عمل مكثف وغير مرة ناجع من الجانب الاسرائيلي، ولكنه غير مرة يشدد فقط التوتر داخل الحرم الجامعي في جامعات مختلفة ويرفعه الى الذروة.  في السفارة الاسرائيلية في لندن ايضا يستعدون منذ الان للامر ويجرون نقاشات حول شكل الرد على الحملة الفلسطينية.  "نحن بالتأكيد نستعد لهذا الامر ونجري مشاورات"، قال الناطق بلسان السفارة أمير اوفيك، "عقدنا اتصالات مع منظمات يهودية واسرائيلية لترتبط بيننا بهدف الرد على ما يجري بالشكل الاكثر نجاعة وفاعلية". وعن قصد أم عن غير قصد علمت "معاريف" بان السفير الاسرائيلي في لندن، رون بروشاور، تلقى قبل بضعة ايام دعوة من دائرة العلاقات الدولية في "لندن سكول اوف ايكونومكس" لالقاء محاضرة في الحرم الجامعي بالذات في الاسبوع الذي ستتركز فيه الاحداث في هذا الحرم. اتحاد الطلاب الفلسطينيين في الجامعة يستعد للتظاهر امام قاعة المحاضرات، وهناك احتمال بان يحاول ايضا ان يدخل الى القاعة طلاب للتشويش على المحاضرة. بالمقابل، من المتوقع لاتحاد الطلاب الاسرائيليين ان يجري سلسلة من الاحداث تحت عنوان "اكتشاف اسرائيل" في اطارها تعرض جوانب مختلفة لدولة اسرائيل، لا تتعلق مباشرة بالنزاع.  البديل بالتوازي، خارج معهد الدراسات الافريقية والشرقية في لندن، مؤسسة اكاديمية فاخرة بارزة في انتقادها لاسرائيل سيعقد حدث بديل في منتصف شهر اذار يمتد لمدة اسبوع كامل. جوني بول، نشيط بارز في الطائفة اليهودية في بريطانيا واحد منظمي الحدث، يدعي بان الحديث سيحاول "ضعضعة شرعية المنظمات التي تحاول المس بشرعية اسرائيل". ولكن الاحداث انتقلت منذ زمن بعيد الى خارج الفقاعة الطلابية. غيلي بارنر، رئيسة منظمة "قفوا معنا" في بريطانيا روت هي ايضا بانه منذ الان تجري مداولات على شكل الاعمال وردود الافعال على اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي: "نحن بالتأكيد لا نعتزم الجلوس مكتوفي الايدي. كما أني ادعو الاسرائيليين في اوروبا – ارفعوا رؤوسكم، لا تخجلوا وردوا. تعالوا مليئين بالمعلومات واروا الناطقين من الطرف الاخر بان مزاعمهم مخلولة".  منظمة بارنر ستجري بالتوازي للاحداث سلسلة من الاجتماعات يتحدث فيها عرب ومسلمون وقفوا ضد شكل نشاط المنظمات الفلسطينية.  أحداث اسبوع الابرتهايد بدأت في العام 2005، ونالت الزخم بعد حملة رصاص مصبوب في 2008، حين جرت مظاهرات ضخمة امام السفارة الاسرائيلية في بريطانيا واماكن مختلفة في العالم. في العام الماضي جرت الاحداث في نحو 50 مدينة في ارجاء العالم، بمشاركة غير قليل من الاسرائيليين. وضمن آخرين شارك في الاحداث المؤرخ المعروف والمناهض للصهيونية ايلان بابه. ويذكر من هذه الاحداث حدث وقع في اثناء اسبوع الابرتهايد قبل نحو سنتين في جامعة طورنتو حيث كانت حاجة الى تدخل شرطي لانقاذ طلاب يهود نشطاء في منظمة "هلل" هاجمهم جمهور غاضب من الطلاب الفلسطينيين والمؤيدين للفلسطينيين.