خبر : مقرب اوباما يبلور مسارا للمفاوضات مع سوريا/بقلم: باراك رابيد/هآرتس 24/2/2011

الخميس 24 فبراير 2011 11:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مقرب اوباما يبلور مسارا للمفاوضات مع سوريا/بقلم: باراك رابيد/هآرتس  24/2/2011



رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي ومقرب الرئيس الامريكي براك اوباما، السناتور جون كيري، يبلور في الاشهر الاخيرة مع الرئيس السوري بشار الاسد مسارا لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وضع في صورة الاتصالات بين كيري والاسد، يتحفظ منها ولا يعتقد بان الاسد جدي في نواياه للوصول الى سلام مع اسرائيل. في السنتين الاخيرتين التقى كيري في دمشق مع الرئيس السوري خمس مرات. في كل اللقاءات طرحت مسألة استئناف المسيرة السياسية مع اسرائيل وقبل بضعة اشهر انتقلت المحادثات بين الرجلين الى مسار اكثر عملية . وحسب موظفين اسرائيليين كبار ودبلوماسيين اوروبيين بدأ السناتور كيري بالصياغة مع الاسد لورقة موقف غير رسمية، تحدد مبادىء المفاوضات مع اسرائيل وشروط بدئها. تفاصيل المحادثات بين كيري والاسد يوضع اوباما ومستشاريه في صورتها. في المحادثات مع الاسد حاول كيري بلورة مبادىء مكتوبة تكون غامضة بما فيه الكفاية كي تلبي الاحتياجات السياسية للطرفين. مبدأ أول يتعلق بالمطلب السوري المركزي – انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان. هذا المبدأ مصوغ بشكل يشبه الصياغة في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، ووفقا له فان المحادثات ستدار على اساس مبدأ الارض مقابل السلام حسب مؤتمر مدريد وقرارات الامم المتحدة في هذا الشأن.  بالتوازي حاول كيري ان يبلور مبدأ يستجيب لمطلب اسرائيل في أن تفك سوريا ارتباطها عن ايران وحزب الله. وقد طرح المطلب في المفاوضات التي ادارها اولمرت مع السوريين بوساطة تركية.  الطريقة: صيغة غامضة وقال دبلوماسي اوروبي كبير اطلع على تفاصيل المحادثات بين كيري والاسد ان الرئيس السوري أعرب عن استعداده "للبحث في المفاوضات حول المكانة الاستراتيجية لسوريا وحول مسائل امنية اقليمية". في هذه الحالة ايضا بقيت الصيغة غامضة، ولكن بشكل يمكن تفسيره كموافقة سورية على البحث في طبيعة العلاقات مع ايران وحزب الله اذا ما وقع اتفاق سلام بينها وبين اسرائيل. في 2008 اقترح السوريون على اولمرت صيغا مشابهة. ووضع كيري نتنياهو ومستشار الامن القومي المعتزل عوزي اراد في صورة الاتصالات مع الاسد. وفي عدة حالات وصل كيري الى القدس قبل أو فور محادثاته مع الاسد في دمشق. في نهاية الشهر الماضي كان يفترض بكيري أن يصل مرة اخرى الى دمشق وبعد ذلك الى القدس، ولكن في اللحظة الاخيرة الغيت الزيارة بناء على طلب البيت الابيض، على خلفية الازمات في لبنان وفي مصر.  في اثناء الولاية الاولى له كرئيس وزراء أدار نتنياهو مفاوضات مع الرئيس السوري في حينه حافظ الاسد من خلال مقربه، رجل الاعمال الامريكي رون لاودر. في تلك المحادثات وافق نتنياهو على الانسحاب. وزير الدفاع في حينه اسحق مردخاي ادعى بان نتنياهو وافق على الانسحاب من كل هضبة الجولان، بينما نتنياهو ومستشاره اراد يدعيان بانه وافق على انسحاب جزئي فقط. مهما يكن من أمر، فمنذ تسلم نتنياهو رئاسة الوزراء امتنع عن دفع القناة السورية الى الامام، واكتفى باقوال عمومية عن استعداده للشروع في مفاوضات مباشرة مع دمشق – ولكن دون شروط مسبقة. ويتعاطى نتنياهو مع مبادرة كيري بشك، ولكنه يحذر من المساس بكرامته ولا يهاجمه. من ناحية نتنياهو الصيغ الغامضة بالنسبة لمستقبل العلاقات السورية مع ايران وحزب الله لا تكفي. "كيري يعمل على ورقة، هذا صحيح"، قال مصدر كبير في مكتب رئيس الوزراء، "ولكن الفرنسيين ايضا، البلغاريين والبرازيليين يأتون من دمشق مع ذات الرسائل. نتنياهو لا يعتقد بان الاسد جدي ولا يرى استعدادا حقيقيا من جانبه للسير نحو السلام مع اسرائيل". الاقتباس الذي لم يقل في محادثات مغلقة يأتي نتنياهو كمثل المقابلة التي منحها الاسد لـ "وول ستريت جورنال" قبل شهر. ويتطرق نتنياهو الى الاقوال التي زعم ان الاسد قالها في المقابلة في أنه بالمقارنة مع الثورة في مصر، فان الاستقرار في سوريا محفوظ بسبب المواجهة مع اسرائيل. قراءة النص الكامل للمقابلة يبين أن الاسد لم يقل ذلك على الاطلاق. بالعكس، في المقابلة تطرق بشكل ايجابي للمسيرة السلمية وللمفاوضات التي ادارها مع اولمرت.  "المسيرة السلمية لم تمت"، قال الاسد لـ "وول ستريت جورنال"، "ليس لنا خيار آخر. اذا قلنا ان المسيرة السلمية ماتت معنى الامر هو أن على الجميع ان يستعد للحرب، وهذا شيء يتعارض مع مصلحتنا. علينا أن نؤمن بان السلام وحده يمكنه أن يساعدنا". وكشف الاسد النقاب عن ان الطرفين كانا قريبين جدا من اختراق في فترة المفاوضات بينه وبين اولمرت، واضاف بان مسائل حزب الله وحماس "مرتبطة بالمسيرة السلمية. في هذا الاطار يمكن ان تحل كل المسائل دفعة واحدة". وردا على توجه من "هآرتس" لم ينفِ الناطق بلسان السناتور كيري، فردريك جونز، التفاصيل. وقال ان "السناتور كيري يؤيد منذ زمن بعيد استئناف المحادثات السلمية بين اسرائيل وسوريا. ولكن ينبغي الايضاح بان السناتور لا يشارك في المفاوضات مع أحد وليس لديه خطة لان يزور اسرائيل أو سوريا قريبا". ثقة بين كيري والاسد يعتبر كيري أحد الشخصيات الاكثر قربا من الرئيس اوباما في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، ونفذ مهمات بتكليف منه في افغانستان، الباكستان، السودان ودول اخرى. في الموضوع السوري كان كيري نشطا على نحو خاص وهو الذي اقنع اوباما بالشروع في حوار مع الرئيس السوري، بل وتعيين سفير في دمشق بعد سنوات طويلة بلا سفير امريكي في العاصمة السورية. ويتحدث كيري هاتفيا مع الاسد على نحو متواتر جدا وطور معه علاقات ثقة قريبة ربما أكثر من أي امريكي آخر. في احدى الزيارات استضاف الاسد كيري وعقيلته في وجبة عشاء مشتركة معه ومع عقيلته أسماء.