خبر : دراسة : مصر قد تعود الى حكم الجنرالات وستشهد فراغا سياسيا سيؤثر على السلام

الخميس 24 فبراير 2011 12:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة : مصر قد تعود الى حكم الجنرالات وستشهد فراغا سياسيا سيؤثر على السلام



القدس المحتلة سما رأت دراسة اسرائيلية جديدة صادرة عن مركز بيغن السادات للابحاث الاستراتيجية، التابع لجامعة بار ايلان انّ المجتمع المصري كان مختنقا في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، والآن افلت من هذه القبضة الحديدية. وقال الباحث د. مردخاي كيدار، وهو الذي خدم على مدار ربع قرن في شعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال (امان) انّ الوضع الحالي في مصر يشبه طنجرة الضغط التي تمت ازالة الغطاء فجأة، وارتفعت درجة الوعي العام للمواطنين في تجيير الادوات المشروعة لادارة الصراع، بحيث انّ كل مجموعة من المجموعات التي تكوّن المجتمع المصري لها المطالب العديدة، وهي تطور توقعات، كما انّها برأيه على استعداد للبدء بالنضال، النضال المسلح ايضا لتحقيق طموحاتها.وتابع قائلا انّ حالات الاعتداء على مراكز الشرطة، ونهب المتاحف والمكاتب الحكومية والمتاجر هي نتيجة لخروج المواطنين عن القانون، لافتا الى انّ مثل هذا السلوك قد يسود في مصر لبعض الوقت، وهو على غرار ما شهدناه في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين في 2003، كما انّه زعم قيام مجموعات اسلامية راديكالية في بلاد الكنانة بأعمال ارهابية، على حد تعبيره.وزعم، نقلا عن صديق مصري يعمل في سفارة القاهرة في تل ابيب، انّه في مصر لا توجد قواعد ولا قوانين، لا قيود ولا دكتاتورية النفس، كل شخص يفعل ما يريد يختار في اي لحظة مع اي ضبط النفس او اعتبار للاخرين، فاشارة المرور الحمراء هي مجرد توصية، الرشوة هي المعيار، يمكن لاي شخص بناء على ما يريد ما يريد، اي مدير ان يعين ابناءه وبناته واخوانه بصرف النظر عن مؤهلاتهم، واللجوء الى العنف ضد الضعيف هو السائد على نطاق واسع، من هنا يستنتج انّ نظام مبارك كان هشا وضعيفا ولم يخف الناس.وتابع د. كيدار قائلا انّ الجيش قام بتعليق الدستور المصري لمدة ستة اشهر من اجل فرض النظام، وبعبارة اخرى، لوضع غطاء جديد على طنجرة الضغط، ومع ذلك ، فان الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الوفد، الناصريين، الاشتراكيين الشيوعيين، والجماعات الدينية المتطرفة، بطبيعة الحال، بمن في ذلك الاخوان المسلمون، سيحاولون كل منهم ان يدير الامور لصالحه ولصالح مبادئه، الامر الذي قد يؤدي بحسب الدراسة الاسرائيلية، الى اشتباكات في الشوارع، وهذه الصراعات الداخلية بين مختلف القوى السياسية الفاعلة في مصر، يمكن ان تخلق فراغا سياسيا، يسمح لقوى اجنبية بالتدخل، وزعم ايضا انّ الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية ينتظرون بفارغ الصبر ان تقوم هذه القوة المصرية او تلك بطلب المساعدة منهم لكي يتدخلوا في الشأن الداخلي المصري، مشيرا الى انّ الامر يتطابق تماما مع ما في العراق بعد الاطاحة بنظام صدام حسين، مؤكدا على انّ حتى يومنا هذا، لا يعرف النظام العراقي الجديد الاستقرار السياسي الداخلي، والنظام ايضا ما زال غير مستقر.وبحسب الباحث كيدار، المتخصص في شؤون العالم العربي والاسلامي فانّ ان الجيش المصري، حتى الان، لم يبد اي رغبة في الاستيلاء على السلطة بشكل دائم، ولكن هذا الامر قد يتغير عندما يذوق الجيش طعم السلطة وقوتها ونفوذها، وبالتالي لا يستبعد عودة مصر الى حكم الجنرالات، على حد وصفه.واشار الى المطلب المبدئي لجماعة الاخوان المسلمين باعادة الانتخابات التي تمّ تزويرها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، لافتا الى انّه في الانتخابات التي سبقت الاخيرة حصلت الجماعة على اكثر من ثلاثين بالمائة من المقاعد في البرلمان، وبالتالي، زاد الدكتور كيدار، في حال استجابة الجيش لمطلبهم باعادة الانتخابات، واجرائها بصورة نزيهة، فانّهم سيحصلون على اغلبية المقاعد، مثل الحال في تركيا، حيث سيتعين على الحكومة التعامل مع اجندة اسلامية، ولا يستبعد الباحث من ان يقوم الاخوان في مصر بتغيير الدستور بشكل قانوني بعد فوزهم بالانتخابات لمنع سيطرة العلمانيين على دفة الامور في مصر، على حد قوله، كما حدث في ايران بعد الثورة الاسلامية عام 1979. واوضح انّ الفترة المقبلة قد تكون في واقع الامر واحدة من الفترات التي ستشهد الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في مصر، اذا امتنع المجلس الاعلى عن اخذ زمام المبادرة بيديه لمدة اطول، كما انّه لا سلسلة من الاغتيالات السياسية. وتابع قائلا انّ حالة الاضطراب يمكنها ان تدفع لدى الكثير من المصريين للاعلان عن رغبتهم في ان تستجلب لمصر شخصية قوية يمكن الاعتماد عليها، ولا تتزعزع، وجدول اعمالها واضح، ويضيف انّ الاختيار سوف يكون على الارجح زعيما من قادة جماعة الاخوان المسلمين، مثل الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، مشيرا الى انّ الدكتور القرضاوي يتمتع بنفوذ وتأييد في العالمين العربي والاسلامي، وبالتالي فانّه قد يُستدعى لادارة الامور، ذلك انّه في خطبته الاخيرة في مصر دعا الى انقاذ مصر من الفوضى. وغنيُ عن القول انّه سيقود البلاد في الاتجاه الاسلامي، على حد قول الباحث الاسرائيلي.وخلص الباحث الى القول انّه في المدى القريب سيكون المجتمع مصر يعاني من دوامة من المكائد السياسية وعدم الاستقرار، والاحداث التي ستشهدها مصر ستوفر عناوين مقلقة للغاية، وبالتالي على حكومات العالم ان تكون في حالة تاهب وفي حال من اليقظة حيال التطورات القادمة بمصر، هذه التطورات التي يمكن ان تهدد قناة السويس، والسلام مع اسرائيل والاستقرار الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط.