خبر : البادرة والثمن – ماذا يقف خلف فيتو اوباما../ حبل نجاة من اوباما../معاريف

الأحد 20 فبراير 2011 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
البادرة والثمن – ماذا يقف خلف فيتو اوباما../ حبل نجاة من اوباما../معاريف



 أول فيتو يستخدمه الرئيس الامريكي براك اوباما منذ تسلمه مهام منصبه، اختار أن يستخدمه في مجلس الأمن في الامم المتحدة، فينقذ بذلك اسرائيل من بيان شجب غير مسبوق حول استمرار البناء في المستوطنات. ولكن بعد عدة دقائق من التصويت سارعوا في ادارة اوباما الى الايضاح: "نحن نواصل الشجب بكل حزم مواصلة البناء في المستوطنات". والآن تطرح عدة اسئلة بالنسبة للفيتو الذي استُخدم وعلى رأسها: هل رئيس الوزراء نتنياهو تعهد بتسديد ثمن بادرة اوباما الطيبة بسبيل ما على المستوى السياسي حيال الفلسطينيين؟. في الولايات المتحدة أملوا حتى اللحظة الأخيرة في الامتناع عما اعتُبر مخرجا دبلوماسيا أخيرا: استخدام الفيتو على قرار لمجلس الامن يصف البناء في المستوطنات بأنه غير شرعي. ولكن في يوم الجمعة فهموا في واشنطن ايضا بأنه لا يوجد سبيل آخر، بعد ان أعلنت 14 دولة عضو في مجلس الامن، بما فيها بريطانيا وفرنسا، بأنها ستؤيد الشجب. في نهاية المطاف وقفت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، سوزان رايس، وحدها أمام الاعضاء الآخرين في المجلس وكانت الوحيدة التي عارضت مشروع القرار. جهود كبيرة قبل اسابيع من التصويت لم يكن واضحا لأحد في القدس اذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو بالفعل. واعتقدت محافل سياسية في اسرائيل بأن واشنطن ستجد صعوبة في اتخاذ قرار بالنسبة للبيان الذي يُعبر عن الموقف الرسمي لادارة اوباما في موضوع المستوطنات. يوم الخميس مساء (في التوقيت الاسرائيلي)، بات كل شيء أكثر وضوحا: اوباما سيستخدم الفيتو ضد القرار. في حديث جرى بين اوباما وأبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، اقترح الرئيس الامريكي بديل يتمثل بـ "تصريح رئاسي" من رئيس مجلس الأمن البرازيلي ضد البناء في المستوطنات. وأعلن أبو مازن بأنه سيعقد اجتماعا لقادة م.ت.ف يوم الجمعة وسيتخذ القرار في هذا الشأن. وأعلن الفلسطينيون بأنهم سيرفعون مشروع قرارهم – رغم التخوف من فيتو امريكي. وبالتوازي مع المساعي الامريكية لاقناع الفلسطينيين بعدم رفع مشروع قرارهم، بذل مكتب رئيس الوزراء جهودا كبيرة كي يضمن الفيتو. وتلقى نتنياهو وعدا من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالفيتو. رئيس فريق نتنياهو للمفاوضات مع الفلسطينيين، المحامي اسحق مولكو، تحدث مع مسؤولين كبار في البيت الابيض بمن فيهم أغلب الظن دنيس روس أيضا. رئيس قيادة الامن القومي، د. عوزي اراد، تحدث مع نظيره الامريكي، تيم دونولن.  كما تحدث نتنياهو مع الرئيس الروسي ديمتري مدفديف ورئيس وزراء بريطانيا دافيد كمرون، اللذين دولتاهما هما عضوان دائمان في مجلس الامن. كما تحدث وزير الخارجية افيغدور ليبرمان مع عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين وعمل الوفد الاسرائيلي الى الامم المتحدة حيال مكتب السفيرة رايس. ولكن القرار الامريكي باستخدام الفيتو يتعلق بالمصالح الامريكية الداخلية – وليس فقط بالضغط الاسرائيلي. ويدور الحديث ضمن امور اخرى عن الضغط السياسي الكبير الذي مارسه على اوباما زعماء ديمقراطيون وجمهوريون انتقدوا اجراء الرئيس مفاوضات مع الفلسطينيين حول البدائل.  وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس لـ "معاريف" امس ان "الولايات المتحدة استخدمت الفيتو انطلاقا من مصالحها الداخلية. في اللحظة التي يقر فيها مثل هذا القرار في مجلس الامن، تفقد واشنطن ريادتها في المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين". رغم الفيتو، فان الموقف الامريكي لم يتغير في موضوع المستوطنات. وبعد النقاش قالت كلينتون: "يمكن القول بوضوح تام ان السياسة الامريكية منذ سنوات عديدة هي أن المستوطنات غير شرعية". اما السفيرة رايس فقالت: "نحن نواصل الشجب بحزم استمرار البناء في المستوطنات، ونرى فيها تقويضا للاستقرار في المنطقة. استمرار النشاط في المستوطنات يخرق التعهدات الدولية لاسرائيل، يزرع الدمار بين الطرفين ويخرب على فرص السلام". شكر من نتنياهو بعد استخدام الفيتو سارع نتنياهو الى توجيه الشكر للرئيس اوباما. في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء ليل السبت جاء ان "اسرائيل تبقى ملتزمة بتقدم السلام الاقليمي مع كل جيرانها، وعلى رأسهم الفلسطينيون". وحسب رئيس الوزراء فان قرار الولايات المتحدة يوضح بان الطريق الوحيد الى السلام هو عبر المفاوضات المباشرة، وليس من خلال قرارات الهيئات الدولية.  نائب وزير الخارجية داني ايالون قال امس لـ "معاريف" ان "المحاولات المتكررة من الفلسطينيين بتجاوز المفاوضات المباشرة وفرض حل محكومة بالفشل. عليهم ان يوقفوا الهجمات السياسية على اسرائيل وان يستأنفوا المحادثات".