البحرين سيطر آلاف المتظاهرين أمس على ميدان اللؤلؤة، الميدان المركزي في البحرين، في مظاهرة تذكر بالاحداث التي بدأت بها الثورة المصرية. والتطورات تشدد الضغط على السلطات في الدولة الصغيرة في الخليج الفارسي. قوات الامن تكافح ضد المتظاهرين الذين دعوا الى اجراء اصلاحات سياسية في الدولة ومنح حريات أوسع للمواطنين، لليوم الثاني على التوالي. وقتل متظاهران في اليومين الاخيرين وأعلنت كتلة المعارضة الرئيسة تجميد عملها في البرلمان احتجاجا على رد فعل السلطات الحاد. كاشارة للتخوف من انتشار الازمة اصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ظهورا تلفزيونيا نادريا، أعرب عن تعازيه على وفاة المتظاهرين ووعد بالتحقيق في ملابسات موتهما. كما وعد بحث تطبيق الاصلاحات التي تتضمن تخفيف حدة الرقابة الحكومية على وسائل الاعلام والانترنت. ومع أن قوات الامن لم تحاول الاصطدام بالمتظاهرين في ميدان اللؤلؤة الذي سرعان ما حول المتظاهرون اسمه الى "ميدان الامة" ورفعوا يافطات كتب عليها "بطرق سلمية"، مثل تلك التي ظهرت بالوفرة في ميدان التحرير في القاهرة. الا أن السبل الاساسية الى الميدان الضخم في وسط العاصمة المنامة كانت مغلقة في محاولة لمنع الوصول اليه. في المملكة التي تقع على جزيرة استراتيجية في الخليج الفارسي، توجد قاعدة للاسطول الامريكي الخامس الذي يحرص مسالك النفط الى الغرب. وتسيطر في الجزيرة نخبة سنية على سكان اغلبيتهم (نحو 70 في المائة) شيعة. وتدعي منظمات المعارضة بانها لا تتطلع الى اسقاط الملكية السنية، ولكنها تريد أن تضع حدا لسيطرتها على المواقع الحكومية الهامة. مطالب اخرى تتضمن تحرير كل السجناء السياسيين، خلق اماكن عمل، بناء منازل سكن، انتخابات حرة وتغيير رئيس الوزراء. ايران في ايران واصلت السلطات اجراءاتها الوقائية في كل أرجاء الدولة بهدف وقف موجة الاحتجاج التي تهدد بالاندلاع، بعد يوم من المظاهرات في طهران وفي مدن اخرى ضد النظام بمشاركة عشرات الاف الايرانيين، وأمس نجحت في حصر الاحتجاج بقدر كبير. أمس دعا أعضاء البرلمان الى اعدام قادة المعارضة مهدي كاروبي ومير حسين موسوي. في جلبة في البرلمان، الذي انعقد أمس، دعا الكثير من اعضائه على مدى بضع دقائق الى "اعدام موسوي وكاروبي". وكان الزعيمان مرشحين للرئاسة الايرانية بل وأديا مناصب رسمية في الحرس الثوري الى أن اعتبرا خائنين بعد مظاهرات صيف 2009 والانتصار المزعوم لمحمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية. قسم من اعضاء البرلمان اشاروا ايضا الى الرئيس السابق محمد خاتمي (واحد آخر من أعضاء المعسكر الاصلاحي) كمن ينبغي اعدامه. العراق يبدو أن موجة الاحتجاج ضد السلطات نقلت عدواها أمس الى دولة اخرى في الشرق الاوسط – العراق. في الفالوجة، البصرة وكركوك شارك مئات من الافراد في مظاهرة مطالبين الحكومة بالعمل على وجه السرعة لتوفير اماكن عمل لهم وشروط معيشية محسنة وضد الفساد الحكومي. في الفالوجة حاول احد المتظاهرين احراق نفسه، ولكنه باء بالفشل بعد أن حرص بعض من رفاقه على انقاذه من الموت. الاردن في الاردن لا تتوقف العاصفة حول الرسالة التي كتبها 63 ممثلا عن العشائر البدوية الكبرى التي تعتبر العامود الفقري للاسرة الهاشمية المالكة، والتي تتهم الملكة رانية، عقيلة الملك عبدالله، بالفساد. وقد نشرت الرسالة في 5 شباط، ولكن وسائل الاعلام، ولا سيما الغربية منها، تواصل البحث فيها المرة تلو الاخرى. وتشكل الرسالة تطورا استثنائيا في العلاقات بين الاسرة المالكة والعشائر الموالية لها، بالذات على خلفية استيقاظ المعارضة في الاردن ومطالبة الملك بالعمل ضد الفساد في الدولة. وبزعم الرسالة فقد عملت الملكة رانية، التي هي من أصل فلسطيني على تحقيق مصالحها ومصالح افراد عائلتها. وجاء في الرسالة "نحن ندعو الملك الى أن يعيد الى صندوق الدولة الاراضي والمزارع التي اعطيت الى عائلة ياسين (عائلة الملكة). فالارض تعود الى الشعب الاردني". بل ان الرسالة تحذر من أن الاردن سيواجه طوفانا بدأ في تونس ومصر في ضوء قمع الحريات المختلفة واخفاء أملاك عامة. وأمس ايضا اغلق بضعة مئات من البدو أحد الطرق الرئيسة جنوبي العاصمة عمان احتجاجا على مصادرة قطع من الاراضي يزعم انها تعود الى العشيرة في صالح الدولة. وذلك بعد ان وافقت الدولة إثر جدال مشابه على الاراضي على التخلي للمتظاهرين واعادة اراضيهم اليهم. سوريا في هذه الاثناء في سوريا، يحاول الرئيس بشار الاسد بث احساس بان الامور على ما يرام. مئات السوريين هتفوا أمس طويلا للرئيس السوري اثناء زيارته الى المسجد الكبير في دمشق. وهتفوا "بالدم والنار نفديك يا بشار". بل ان الاسد نزل الى الجمهور لمصافحة الهاتفين له وساق سيارته وحده كي يظهر ثقته بالتأييد له. ولكن محكمة سورية حكمت أول أمس على بلغارية انتقدت النظام السوري بالسجن لخمس سنوات. ويدور الحديث عن مواطنة سورية ابنة 19، اعتقلت عندما كانت في الـ 17. وقد اتهمت بانها نقلت معلومات الى دولة أجنبية. وحاولت منظمات حقوق الانسان في سوريا الاحتجاج على محاكمة البلغارية، طل الملوحي.