أيها المطر..أيها المطر المنهمر على وجنتي شوارعنا...تروي التراب حبا ومرارة تروينا...أتراك حقا عاذري إذا ما سألتك التوقفأتراك حقا ستتوقف وتعلن على الغيوم ذلك العصيان...لم لا تسألني فأجيبك بكل ثقة وإمعان!!فكم من طفل يشكو قلة الدفء وجميع أنواع الحرمان...وكم من بيت يحتاج الثبات في مكانه كزهرة أقحوان...وكم من باب وشباك أغلق بأيد تنام ولا تنام..قد سلب النوم من عيون تماما كما سلب الغزاة حقنافي الأوطان...إنك خير أيها المطر...وهل أحد في هذه الدنيا يكره الخير؟؟!!...فكل ما نفعله ونقترفه ونرتكبه,يكتب تحت اسمك أيها الخير...حتى النفاق والرياء والخيلاء..والعبث بموطن الحر من الطير...أصبح ينفذ باسمك يا خير..أيتها الغيوم المجهشة بالبكاء...ويا أيتها السماء المكفهرة غضبا علىالأصدقاء قبل الأعداء..ستكونين شاهدا أبديا على سيول من بني الشر...كما ستكونين سقفا يحمي كل من فهم العبر...وسواء طال الزمن أم قصر...ستكشف الأرض طغيان من عليها لا مفر...فالتاريخ علمنا من يبقى ...ومن يغادر منتعلا قدميه ملتفا بما يلاحقهما كان بالأمس في جعبته سر...وعلمنا أيضا بأن مزابله كثر...ولكن من رمي عليها من بني العرب كان أكثر...