في هذه الدراسة نحاول الرد على عدد من التساؤلات التي يطرحها البعض في الساحة الإعلامية العربية أو الغربية حول بعض القضايا مثل: قضية رفض حماس الاعتراف بإسرائيل، والموقف من الميثاق، والإشارات حول وجود القاعدة في قطاع غزة، والرؤية تجاه الغرب، والنظرة للمقاومة وفصائلها، والرأي نحو منظمات المجتمع المدني، والاتهامات لحماس بأنها تبني إمارة إسلامية في غزة..الخ¬ قضايا تثار وتنتشر في الأدبيات العربية والغربية، وجدنا أن من الضروري الرد عليها وتوضيح الموقف تجاهها، باعتبار أن المرء عدو ما يجهل، وأن معرفة الحقيقة حاجة إنسانية لابدَّ من إيجاد آلية للوصول إليها.¬¬ إن هذه الدراسة في جزئها الأول تعالج بعضاً من هذه التساؤلات والهواجس التي تدور في أذهان البعض أو يُروج لها خصوم حماس وأعداؤها، وفي الجزء الثاني كانت المعالجة للتساؤل الجوهري حول إمكانية التعايش بين الإسلاميين والحركة الصهيونية، حيث أوضحنا بأن المشروع الصهيوني يقوم – في جوهره - على نفي الأخر الفلسطيني، ويعتمد الآلية الاستعمارية الاستيطانية لإخلاء الأرض من ساكنيها، وإشغالها بغلاة المستوطنين وخاصة شرقي القدس، حيث تقع أهم مقدسات المسلمين ممثلة بالمسجد الأقصى، والمعالم التاريخية الناطقة بعروبة هذه الأرض وإسلاميتها .من المعروف في الفضاء العربي والإسلامي أن الحركة الصهيونية غير مقبولة لا برؤيتها ولا بوجودها، وأن كل ما تمخض عن هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني من وقائع على أرضنا التاريخية مرفوض طال الزمن أو قصر.. فنحن المسلمون - وبشهادة التاريخ – لسنا عنصريين، ولقد كنا من حمى اليهودية من الاندثار( )، كما كنا أول من تحرك لإنقاذ يهود الأندلس من الفناء إبان محاكم التفتيش في القرن السادس عشر الميلادي، ووفر لهم الأمن والمأوى في بلدان الشمال الأفريقي، وقد فعل المسلمون الشيء ذاته عندما استضاف السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الأقلية اليهودية في إمبراطوريته إبان الحرب العالمية الأولى.لذلك، فان موقفنا تجاه اليهود لم يتغير، حيث كانوا في الماضي جزءاً من المواطنة الفلسطينية والهوية العربية، ومن شاركنا منهم تاريخ هذه الأرض وحضارتها فهم جزءٌ منا؛ لهم ما لنا وعليهم ما علينا.. أما الصهاينة الغزاة - وتحت أي عباءة يلتحفون اليوم - فليس لمشروعهم الاستعماري الاستيطاني مستقبل وجود علي هذه الأرض المباركة، سواء أكانت هذه الدولة علمانية أو ذات طابع يهودي صرف.وكما أنصف المجتمع الدولي جنوب أفريقيا بالعمل علي إلغاء نظام التمييز العنصري (الابارتهيد) في أواخر الثمانينيات، حيث استعاد السكان الأصليون (السود) حكم البلاد، فإن التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والحق والعدل تعمل جميعها لصالح الشعب الفلسطيني، وليس أمام المجتمع الدولي – طال الزمن أو قصر – إلا الاعتراف بالحقوق الفلسطينية الثابتة والعمل على ردّها إلى أهلها الشرعيين.إن إيماننا راسخ بأن المستقبل هو لنا ولشعبنا في الوطن والشتات، وأن قناعتنا بأن منسأة الاحتلال قد تآكلت، وأن المشروع الصهيوني يشهد تفككاً، لأن عوامل التعرية السياسية والأخلاقية والإنسانية والحضارية كشفت زيف بقائه.. وما هو إلا عقد من الزمان أو يزيد حتى تدرك "النظم الرسمية العربية" أنهم لو كانوا يعلمون إرهاصات واقع هذا الغيب، وهي أن هذا الكيان الغاصب هو في طور التداعي والانهيار، لما لبثوا في العذاب المهين طوال هذه السنين.باختصار.. إن الحركة الصهيونية هي مشروع استعماري لا يمكن القبول به داخل الخريطة الإسلامية، لأنه قائمٌ على فكرة نفي الآخر، والاستحواذ على الأرض الفلسطينية وممارسة جبروت القوة والتطهير العرقي بحق أهلها الشرعيين. للاطلاع على الدراسة : http://www.samanews.comuploads/110131214449vGYA.doc