خبر : الديمقراطية في دولة عربية - رهان/بقلم: بوعز بيسموت/اسرائيل اليوم 31/1/2011

الإثنين 31 يناير 2011 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الديمقراطية في دولة عربية - رهان/بقلم: بوعز بيسموت/اسرائيل اليوم  31/1/2011



 منذ فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في منتصف الشهر واندلاع الاضطرابات ضد حسني مبارك في مصر بل وفي يمن عبدالله صالح، بدأوا في العالم يتحدثون عن "سقوط سور برلين" للعالم العربي. وعليه، فكيف يمكن ان نشرح حقيقة أنه في تشرين الاول 1989 كانت ارادة الشارع الشرق اوروبي تترافق وموجة متفائلة هائلة في العالم مقابل قلق واحد كبير يرتسم لنا اليوم من باريس وحتى بيجين في اعقاب ثورة الشارع العربي؟ هناك فوارق عديدة بين الكتلة الشيوعية في حينه والعالم العربي اليوم. في حينه كان واضحا في أي اتجاه تهب الريح من هنغاريا، من المانيا الشرقية، من بولندا: غربا، نحو الديمقراطية. هل يمكن لاحد ما حقا أن يتعهد بان هكذا هي وجهة الامور في مصر، في اليمن بل وحتى في تونس؟ اكثر امانا بكثير الرهان على أن الديمقراطية لن تكون الخيار الاول.  دول الجامعة العربية، التي تتحد فقط لاهداف التقاط الصور لزعمائها، لم تعرف في أي وقت كان ما هي الديمقراطية. القيادة الفردية لهذه الدول منعت قيام مؤسسات ديمقراطية حقيقية. صحيح انه يوجد برلمان، يوجد مجلس أعيان، واحيانا توجد احزاب معارضة بل ويوجد حتى مراقب دولة الا ان الجميع يعرفون بانهم لاعبين ثانويين في مسرحية ممثل واحد.  ينبغي الاعتراف بان الامر بالذات كان ملائما للغرب – التخوف من بديل الاسلام المتطرف – لدرجة ان واشنطن قررت منذ عهد بوش (الرؤية الديمقراطية) تصدير الديمقراطية الى العالم العربي حتى لو لم يكن على الاطلاق ناضج لذلك. اوباما شدد المطلب منذ دخوله البيت الابيض بما في ذلك من خلال خطاب القاهرة الشهير.  ولكن في مختبرات الاعداد للديمقراطية في العالم العربي توجد ايضا براميل متفجرة في شكل احزاب اسلامية متطرفة ذات بنية تحتية سياسية تسمح لها بان تملأ بما يكفي من السهولة الفرار السلطوي الناشيء ولا سيما في اضطرابات شوارع عديمة القيادة بشكل عام وعلمانية بشكل خاص. عودة الى سؤال المليون دولار اليوم: هل العالم العربي يجتاز مسيرة تحول ديمقراطي؟ الاحداث الاخيرة تغرينا على الايمان بذلك. كم نحن نريد ان نؤمن في انه في اعقاب احداث تونس ستسقط كل الانظمة العربية، وتجلب انتخابات حرة زعماء جدد الى المنطقة.  فضلا عن ذلك، تصوروا سيناريو متفائل تكون فيه انتخابات ديمقراطية تؤدي ايضا الى الشطب بصناديق الاقتراع احزاب اسلامية متطرفة عن الخريطة السياسية، سيناريو يقوم فيه العالم العربي وحده بتنظيف اسطبلاته. ولكن الانتخابات في الجزائر التي ارادت ان تكون ديمقراطية في بداية التسعينيات تثبت لنا فقط كم هي المخاطرة كبيرة والاحتمال معاكس. دون ريب، يدور الحديث عن رهان خطير.