القاهرة / وكالات / قالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ادى اليمين الدستورية مساء السبت نائبا لرئيس الجمهورية. واصدر الرئيس المصري حسني مبارك السبت قرارا بتعيين الفريق احمد شفيق الذي كان يشغل حتى الان منصب وزير الطيران رئيسا للوزراء خلفا لاحمد نظيف، حسب ما نقل التلفزيون المصري الرسمي. ويحظى احمد شفيق وهو ضابط سابق بالتقدير بشكل عام في اوساط النخبة المصرية بما في ذلك في اوساط المعارضة. وكان العديد من المحللين يرشحونه خلال الشهور الاخيرة لخلافة مبارك في حالة حصول فراغ في رئاسة الجمهورية. وأكد شهود عيان أن عشرات الاف المحتجين المصريين يتجمعون بوسط القاهرة، وهم يهتفون "ارحل ارحل"، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك، نقلا عن وكالة رويترز. فيما اشتعلت النيران في محكمة الجلاء بوسط القاهرة ومركز تجاري، كارفور، في حي المعادي جنوب العاصمة. وأشارت تقارير إلى نشوب اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن في محافظة الإسماعيلية. وقالت مصادر رسمية في وزارة الصحة ان 83 شخصا قتلوا واصيب قرابة الفين في التظاهرات التي عمت انحاء مصر الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.واوضحت المصادر ان 12قتلوا في القاهرة وواحد في الجيزة وثلاثة في بورسعيد وثمانية في الاسكندرية و12 في السويس واثنين في المنصورة. وناشد الجيش المصري في بيان بثته وكالة ابناء الشرق الاوسط الرسمية السبت "شعب مصر العظيم الالتزام بعدم الوقوف فى تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية وبقرار حظر التجول".وقال البيان "الى شعب مصر العظيم. نظرا لقيام عدد من الافراد الخارجين عن القانون باعمال التخ ريب للممتلكات العامة والخاصة واعمال البلطجة لترويع المواطنين تناشد القوات المسلحة الجميع الألتزام بعدم الوقوف فى تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية".واضاف "كما تناشد القوات المسلحة الجميع التزم حظر التجول الذي يبدأ من الساعة 18:00وحتى الساعة 7:00 من صباح اليوم التالى وحتى اشعار آخر".وحذر البيان من ان "المخالفين سيتعرضون للاجراءات القانونية, داعيا "جميع المواطنين الى وضع مصر اولا نصب اعينهم". وذكر تقرير عاجل أن اشتباكات أمس الجمعة في شمال سيناء خلّفت 3 قتلى بين صفوف المحتجين، ومثلهم بين صفوف الشرطة. وأفادت تقارير إعلامية أن مواجهات أمس الجمعة أسفرت عن مقتل 20 شخصا، معظمهم من الشباب. البرادعي يدعو مبارك إلى الرحيل إلى ذلك، صرح المعارض المصري محمد البرادعي في مقابلة مع محطة "فرانس 24" السبت أن الرئيس المصري حسني مبارك "يجب أن يرحل". وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "سأنزل اليوم لأشارك مع زملائي في تحقيق طفرة" نحو الإصلاح، ولنؤكد للرئيس مبارك أنه يجب أن يرحل". وكان البرادعي الذي عاد مساء الثلاثاء الى مصر، نزل الى الشارع أمس الجمعة تلبية لدعوة الحركات الشبابية وأدى صلاة الجمعة في ساحة أمام مسجد الاستقامة بميدان الجيزة (جنوب العاصمة). ورأى البرادعي في المقابلة السبت أن "الحكومة الأمريكية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك، ويجب أن يدركوا أن مصداقيتهم تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي". وتأتي تظاهرات السبت عقب ساعات من إعلان مبارك إقالة الحكومة، وتعهده بتشكيل حكومة جديدة اليوم. وهتف المحتجون "سلمية سلمية" وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع. والمظاهرة هي أول مؤشر واضح على عدم رضا المحتجين الذين نزلوا إلى الشارع عن تصريحات مبارك الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. وذكرت تقارير أن الشرطة قامت بإطلاق أعيرة نارية قرب المتظاهرين. ولم يتضح بعد إذا كانت الذخيرة حية.فيما أفادت تقارير أخرى أن النيران اشتعلت في مقر محكمة الجلاء في وسط القاهرة. وأفاد شهود عيان أن متجرا كبيرا لسلسة كارفور الفرنسية العملاقة على طريق القاهرة الدائري للقاهرة تعرض للنهب والسرقة، ثم أضرمت فيه النيران. وفي محافظة الإسماعيلية على قناة السويس، ذكرت مصادر محلية أن صدامات عنيفة اندلعت بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس المصري، مشيرا إلى مخاوف المواطنين من غياب الشرطة عن الشوارع. وأوضحت المصادر أن معظم المتظاهرين من العاملين بالمصانع الاستثمارية، وقد توجهوا إلى سنترال المدينة وأشعلوا فيه النار، وأكدوا أن مطالبهم هي تنحي مبارك. وفي محافظة السويس، من المتوقع أن يتحول تشييع 13 قتيلا سقطوا من جراء الاشتباكات مع قوات الأمن إلى مظاهرة حاشدة. وكشف مصادر اعلامية عن عمليات نهب حدثت أمس الجمعة لعدد من المراكز التجارية الكبرى مثل عمر أفندي. من جهته أجرى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود فجر اليوم السبت اتصالاً بالرئيس المصري، اطمأن خلاله على الأوضاع في مصر. وقال العاهل السعودي "إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة"، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية. وقد طمأن مبارك، العاهل السعودي على أن "الأوضاع مستقرة وما أن شاهده العالم لا يخرج عن كونه محاولات لفئات لا تريد الاستقرار والأمن لشعب مصر ، بل تسعى لتحقيق أهداف غريبة ومشبوهة".