خبر : لماذا لا يوقعون؟ / بقلم: غيورا آيلاند / يديعوت 25/1/2011

الثلاثاء 25 يناير 2011 03:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا لا يوقعون؟ / بقلم: غيورا آيلاند / يديعوت  25/1/2011



  منشورات "الجزيرة" الاخيرة تكشف عن الكثير من التفاصيل المثيرة وبعضها محرج تتعلق بالتفاوض في التسوية الدائمة. مع ذلك لا يوجد في هذه المعلومات أي كشف جديد عن ماهية "عقدة" الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.             توجد مفارقة واضحة، فمن جهة يريد العالم كله (تقريبا) ان يتم احراز حل للصراع. ثمة انطباع سواء أكان صحيحا أم غير صحيح، أن استمرار الصراع يؤثر تأثيرا سلبيا في استقرار المنطقة كلها. وتصور "دولتين" مقبول عند الجميع (تقريبا). انه مقبول عند الولايات المتحدة والامم المتحدة والرباعية والجامعة العربية. ومقبول (في ظاهر الامر) عند الفلسطينيين، وأصبح منذ كانت خطبة بار ايلان مقبولا عند حكومة اسرائيل الحالية ايضا. والى ذلك، تفاصيل التسوية الدائمة معروفة! قبل أكثر من عشر سنين بقليل نفد صبر الرئيس كلينتون. فقد دعا الطرفين وعرض عليهما "عناصر" التسوية. اشتمل عرض كلينتون على مقترحات محددة ومفصلة تتعلق بكل "الموضوعات الجوهرية". أصبح واضحا للجميع اليوم انه اذا تم تجديد التفاوض في التسوية الدائمة فستكون النتيجة مشابهة جدا جدا لاقتراح كلينتون.             كل شيء حسن في الظاهر – فالجميع يريدون حل الصراع، والتصور العام مقبول والتفاصيل معلومة. فلماذا لا يجلس الطرفان اذا ويوقعان على الاتفاق؟.             الجواب بسيط: فالتسوية هذه التي تفاصيلها معلومة كما قلنا آنفا لا يريدها الطرفان ببساطة. وعلى نحو أكثر تحديدا: الحد الأعلى الذي تستطيع حكومة اسرائيلية (كل حكومة) عرضه على الفلسطينيين ويدوم سياسيا هو أقل كثيرا من الحد الادنى الذي تستطيع سلطة فلسطينية (كل سلطة) الموافقة عليه والبقاء سياسيا.             هذا الواقع صحيح منذ 18 سنة، منذ بدء مسيرة اوسلو. في هذا الوضع يوجد في واقع الامر مساران متوازيان. الاول "امريكي". يقوم على توجه امريكي نمطي يقول انه اذا كانت توجد مشكلة (الصراع)، فان المصلحة الواضحة هي ان يوجد لها حل، واذا لم ننجح حتى الآن فهذه علامة على أننا لم نُجهد أنفسنا بقدر كاف. ويأتي من هنا استنتاج انه ينبغي الاستمرار على الاجتهاد حتى نتوصل الى التسوية.             يوجد في موازاة ذلك مسار ثان "شرق اوسطي". إن طرفي الصراع، اسرائيل والفلسطينيين، تحركهما مصالح مختلفة. المصلحة الاولى هي وجود "مسيرة سياسية" (لكن عدم التوصل الى اتفاق والعياذ بالله)، لان المسيرة نفسها تساعد الطرفين في الساحة الدولية؛ والثانية ضمان ان يكون الذنب ذنب الطرف الثاني اذا وجدت ازمة.             التفسير الرئيس لعدم استعداد الطرفين للتوصل الى تسوية ينبع من صورة الاتفاق. فالحديث عن "لعبة نتيجتها صفر" في كل واحد من المواضيع. وعندما يكون هذا هو الوضع فان التنازل يُرى أبدا أبهظ كلفة من العِوض.             لا تتعلق المشكلة اذا بالتفاصيل ولا يتعلق حلها بالقدرة على وجود حل خلاق لمشكلة هذا الحي أو ذاك في القدس. المشكلة هي التصور العام الذي يقول انه يمكن اقامة دولتين ذواتي سيادة بين الاردن والبحر.             ليست طريقة مواجهة الصراع تجاهله لكنها ليست ايضا محاولة احراز تسوية غير ممكنة "بالقوة". تقتضي الطريقة الفحص من جديد عن الفروض الأساسية وربما توجد آنذاك حلول اخرى (التسوية المرحلية ليست حلا آخر لانها تعتمد على التصور العام نفسه).             أرى انه يوجد حلان آخران على الأقل ليسا ذوي صبغة "لعبة نتيجتها الصفر". أحدهما هو انشاء اتحاد فيدرالي فلسطيني اردني (تنشأ دولة فلسطينية لكنها تكون بمنزلة "ولاية"، كما في الولايات المتحدة). والثاني اجراء تبادل اراض متعدد الأطراف بين اسرائيل ومصر والاردن وفلسطين. ويمكن أن نبرهن بسهولة كبيرة على ان مصر والاردن يمكن ان تكونا الرابحتين الرئيستين من هذه التسوية.