خبر : آخر ما كُشف عنه في قضية شبكة التجسس الاسرائيلية التي كشفت عنها المخابرات المصرية

الخميس 13 يناير 2011 07:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
آخر ما كُشف عنه في قضية شبكة التجسس الاسرائيلية التي كشفت عنها المخابرات المصرية



  إعداد: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية ملخص تنفيذيتوالت المفاجآت في القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن دولة عليا، المتهم فيها الشاب المصري طارق عبد الرازق بالتخابر لدى الموساد الصهيوني، حيث كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، والتي استمرت طيلة 5 أشهر متتالية، أن القضية التي كشفها جهاز الأمن القومي كانت أول خيط في الكشف عن 3 شبكات تجسس بدولتي سوريا ولبنان على مدار الشهور الماضية. وقد باشر التحقيقات القاضي طاهر الخولي، المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا بإشراف القاضي هشام بدوي رئيس الاستئناف المحامي العام الأول للنيابة. التحقيقات مع طارق عبد الرازق كشفت أنه لم ينقل أي معلومة عن الشأن الداخلي المصري إلى الموساد، إنما تركز نشاط عمله خارج مصر، ولم يقم بأي عمل داخل مصر سوى إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت للإعلان عن الوظائف الشاغرة في مجال الاتصالات دون تحديد أي شروط، غير أن الموساد وضع قائمة شروط غريبة على الموقع المصري جذبت أنظار الجهات الأمنية. على سبيل المثال، طلب مهندسي اتصالات من جنوب لبنان وطلب مهندسين سوريين من العلويين وطلب مهندسي اتصالات من مصر يعملون في أقسام معينة داخل شركات المحمول الثلاث. التحقيقات مع طارق عبد الرازق بقدر ما كشفت عن تفاصيل كاملة لشاب خائن لبلده، إلا أنها كشفت عن جانب يستحق التحليل من الباحثين، وهو أنه على الرغم من عمله مع الموساد طيلة 3 سنوات إلا أنه يواظب على الصلاة ويقرأ القرآن بانتظام ولا يتعاط الكحوليات ولا تربطه علاقات مشبوهة بسيدات، بل إنه ارتبط عاطفياً بفتاة صينية، "وهي فتاة ذات ملامح شرقية"، حيث تزوجها عرفياً لأنها تشغل منصباً بالحكومة، والقانون الصيني لا يسمح بالزواج بالأجانب، فضلاً عن أنه أقنعها باعتناق الدين الإسلامي وساعدها في حفظ أجزاء من القرآن الكريم. وقد "طوع الموساد منذ سنوات العميل طارق، ولكن هذا العميل واجهة لشبكة مخفية لا يعرفها، والشبكة المخفية هي شبكة الموساد الحقيقية، حيث تعامل الموساد مع رجال أعمال مصريين في دول أوروبية واستطاع تجنيدهم، وكانت خطة الموساد أنه إذا تم اكتشاف شيئا ما فان التضحية ستكون بالعميل طارق عبد الرازق دون الوصول الى الشبكة المخفية القوية التي لا يعرفها، وهكذا يقدمونه كبش محرقة للمخابرات المصرية وتبقى الشبكة مخفية".   أبرز وأخطر ما كشفت عنه التحقيقات§         محاولة تجنيد رئيس تحرير صحيفة "الديار" اللبنانية، شارل أيوب:-    وفقاً للتحقيقات مع الجاسوس طارق عبد الرازق، فقد كشف طارق أنه حول تجنيد الصحافي اللبناني شارل أيوب رئيس تحرير صحيفة "الديار" اللبنانية، للعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية قبل 9 أشهر. وقال أيوب "طارق اتصل بي من خارج لبنان ولم يعرض علي 200 ألف دولار، كما ذكر أمام جهات التحقيق إنما عرض إغراءات أخرى"، حسب وصفه بالهاتف من بيروت لإحدى الفضائيات. وأضاف ايوب "دعاني لإلقاء محاضرات في مقاطعة مكاو الصينية وفي تايلند وفي جنوب افريقيا عن شؤون شرق أوسطية، وأخبرني أنه اختارني الشخصية العربية الأولى للتحدث في الخارج، كما أبلغني أن سفري سيكون في الدرجة الأولى على متن أفضل الطائرات، وسأنزل في أفضل الفنادق ومصاريفي كلها سيتم دفعها ببطاقة ائتمانية يزودونني بها حال وصولي إلى الخارج، لذلك ساورني الشك ورفضت". وقال "الشكوك ساورتني ودفعتني لعدم السفر لكثرة ما بالغوا بإغرائي، ولكثرة ما كان يتصل بي طارق ويلح على دعوتي للسفر، كل ذلك جعلني أقلق وأشعر بعدم الراحة من تلك العروض". (صحيفة القدس العربي اللندنية، 25-12-2010)§         الكشف عن جاسوس سوري يعمل خبيراً كيميائياً في جهاز أمني حساس:-    نقلت صحيفة "المصري اليوم" عن "مصدر أمني قريب الصلة من قضية التجسس"، أن "طارق عبد الرزاق كشف في اعترافاته عن وجود شبكات تجسس لصالح الموساد في سوريا ولبنان، وهو ما دعا المسؤولين في مصر الى ابلاغ البلدين بتلك المعلومات". وأكدت الصحيفة أن المتهم المصري اعترف في التحقيقات التي أُجريت معه إن ضابطي الموساد اللذين كانا على اتصال به "طلبا منه دخول سوريا عدة مرات تحت إسم مستعار وبجواز سفر مصري مزوّر يحمل اسم طاهر حسن بزعم استيراد منتجات سوريّة، غير ان الغرض الاساسي كان تسليم مبالغ مالية كبيرة لمسؤول امني يعمل بجهاز حساس". (موقع Now Lebanon، 24-12-2010)-        من جهتها، قالت صحيفة "الشروق" إن المتهم قدّم للمحققين المصريين "نسخة من التقارير التي تسلمها من خبير كيميائي سوري يعمل في جهاز امني حساس حول البرنامج النووي السوري وكيفية دفن النفايات". وأوضحت الصحيفة أنه طبقاً لأقوال المتهم المصري في التحقيقات فإن "الخبير الكيميائي السوري ظل يمارس الجاسوسية لمدة 13 عاماً وتم إعدامه الشهر الماضي". (موقع Now Lebanon، 24-12-2010)    تصوير ضباط الموساد ومعرفة أسمائهم:-    كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة عن أن جهاز المخابرات المصرية راقب تحركات ضباط الموساد والتقط لهم عدة صور خلال تنقلاتهم في دول جنوب شرق آسيا. كما اتضح من التحقيقات أن المتهم لم يكن يعرف أصلاً أسماء ضباط الموساد، وعندما أكد للنيابة عدم معرفته بأسمائهم، ساعتها قدم له القاضي طاهر الخولي صورهم، فأكد المتهم أنها هي فأبلغه بأسماء الضباط، وأن المخابرات المصرية على علم تام بهم وبأسمائهم. (صحيفة المصريون، 25-12-2010)-    المخابرات المصرية رصدت كذلك جميع الأماكن التي تنقل فيها المتهم، والشقق السرية التي خصصها الموساد للقاء به في دول مكاو ونيبال ولاوس وكمبوديا، وقدمت المخابرات عناوين الأماكن والشقق في النيابة وكذلك المكاتب التابعة للسفارات "الإسرائيلية" في الهند وتايلاند. بل إن المخابرات تمكّنت من تحديد موعد عودة المتهم للبلاد، وتم القبض عليه في مطار القاهرة الدولي، مما أصابه بالدهشة، حيث إنه لم يزر مصر منذ 3 سنوات كاملة، وعلاقته شبه منقطعة بأسرته، واستغرب من كيفية رصد جهاز المخابرات المصرية لتحركاته فى دول جنوب شرق آسيا رغم أنه كان يعتقد أن كل اتصالاته بالموساد آمنة. (صحيفة المصريون، 25-12-2010)§         الكشف عن أن "إسرائيل" كانت وراء قطع كوابل الانترنت قبل عام ونصف:-    كشفت التحقيقات أن جهاز "الموساد" وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر في البحر الأبيض المتوسط على بُعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام، وهو القطع الذي أثر سلباً على شبكة الإنترنت بمصر، حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية مما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التي تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت. وقد سعى الموساد لضخ كميات كبيرة من المعلومات المغلوطة عن طريق العبث بالتراث العقائدي والثقافي للعرب والمسلمين بالمغايرة للحقيقة من أجل تضليل الشباب العربي وتشكيكه في هويته مع تغيير الوقائع التاريخية بما يصب في مصلحة "إسرائيل". (وكالة سما الفلسطينية للأنباء، 25-12-2010)   أفادت تقارير صحافية مصرية أن التحقيقات مع العميل طارق عبد الرازق، أدت إلى الكشف عن وجود عميل مصري آخر يلقبه الموساد بـ"الأستاذ"، وجنّد خلال 20 عاماً من العمالة مئات الشبان المصريين للعمل مع الموساد في أفغانستان، فيما أكد المتهم خلال التحقيقات أن الموساد أبلغه بتجميد نشاطه بعد اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح و"اختراق حزب الله في لبنان". وقال المتهم في التحقيقات إنه تأكد من أن العميل، الذي يلقب بـ"الأستاذ"، مصري لأنه تحدث بألفاظ لا يقولها إلا مصري، وأضاف أن هذا الجاسوس يعتاد الجلوس في أحد المقاهي في شارع جامعة الدول العربية.  (صحيفة السفير اللبنانية، 27-12-2010)§    تضمنت اعترافات المتهم محاولة الموساد تجنيد شخصية مهمة تجمع التبرعات للفلسطنيين في جنوب أفريقيا، كما اعترف بأن المخابرات المصرية منحته 3 أيام لتسليم نفسه لها خلال حضوره إلى مصر لكنه امتنع عن ذلك، وقرر العودة للصين لممارسة نشاطه التجسسي. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    كشف المتهم أن الموساد سعى لتجنيد موظفين في شركات المحمول الثلاث في مجالي خدمة العملاء ومهندسين فنيين حتى يستطيع الموساد تسجيل مكالمات كبار المسؤولين. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    سألت النيابة المتهم عن سبب لجوء الموساد إليه رغم أنه حصل على دبلوم صنايع، فقال المتهم إن ضباط الموساد يجندون أي شخص حتى لو كان غير متعلم بحيث يحصلون منه على أي معلومات يمكن أن تفيد الموساد الذي يستطيع بالفعل الاستفادة من أي شخص. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    الصدفة وحدها قادته إلى أن يصبح جاسوسا لصالح الموساد، هكذا يقول طارق في اعترافاته مضيفا: كنت أتصفح في أحد الأيام المواقع الالكترونية على الانترنت، ففوجئت بإعلان تصدر عنه ومضات لموقع يدعى «سنارة» به عبارة «لو عاوز تكسب مليون جنيه ادخل الموقع»، ونظرا لحاجتي الشديدة للمال، دخلت على الموقع، ووجدته موقع الموساد الإسرائيلى، وظهرت صفحة للراغبين في الحصول على فرصة عمل، فلم أتردد في إرسال رسالة ببياناتي ورقم هاتفي في الصين، حيث كان كل همى هو توفير أيفرصة عمل تنقذني من كابوس ترحيلي من الصين إلى مصر، فأرسلت رسالة لهم، ولم أتلق أي اتصال من الموساد لبضعة شهور. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    كشف المتهم النقاب عن أن الموساد كلفه كذلك بالاتصال بشخصية من جنوب أفريقيا تجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني، حيث اتصل المتهم بالتجسس به هاتفيا، فوجده يتحدث اللغة الانجليزية، ولا يجيد التحدث باللغة العربية، فطلب منه المتهم التحدث إليه في وقت آخر بمعاونة صديق يجيد اللغة الإنجليزية. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    وأضاف المتهم في اعترافاته أنه استعان بضابط الموساد إيدى موشيه الذي أصيب بشظية في حرب جنوب لبنان استقرت في ساقه، ولم يستطع الأطباء استخراجها منه، مما يجعل بوابة كشف المفرقعات تعطى تحذيرا كلما حاول المرور منها، وفقا لروايته للمتهم. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§    واتصل ضابط الموساد موشيه بالشخصية، وأبلغها أنهما عربيان يقيمان في هونج كونج ويجمعان تبرعات لصالح الفلسطينيين ويرغبان في التعاون المشترك، وعرضا عليه زيارة هونج كونج لكنه رفض، وطلب منهما الحضور إليه في جنوب أفريقيا، فأرسل له الموساد عددا من عملائه وقابلوه. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)§     الضابطان برتبة عالية في الموساد، الاول عمره 43 سنة والثاني 46 سنة، وهما من ذوي الخبرة العالية. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    بقي ضباطا الموساد 4 أشهر في مصر بجوازات سفر عربية مزورة، وأحد ضباط الموساد تونسي والآخر ليبي، وكانا يتكلمان اللغة العربية بفصاحة بالغة، ذلك أنهما يهوديان من عائلات عربية عاشت في ليبيا وتونس. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    كان ضباطا الموساد يحملان ساعات موصولة بالاقمار الاصطناعية، فاذا شعرت الادارة المركزية للموساد بواسطة محطاتها في مصر بخطر ما فإن جهاز إنذار يعطيهما إشعاراً بالخروج فوراًِ من مصر والسفر عبر مطارها. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    عند الساعة الـ3 صباحا، قامت قوة من المخابرات المصرية بمداهمة منزل عبد الرازق واعتقاله، وبعد نصف ساعة أعطت ساعات ضباط الموساد اشارات بالخطر وضرورة المغادرة، والساعات تعطي درجة الخطورة بأنه إذا كان الخطر كبيراً، ولا يمكن السفر الى الخارج، فإن على ضباط الموساد اللجوء الى السفارة الاسرائيلية في مصر والبقاء داخلها، واذا كانت درجة الخطورة في حدود الـ24 ساعة فيمكن سفرهما الى الخارج، فحزم الضابطان الاسرائيليان حقائبهم وتركا امتعتهما وثيابا لهما وحملا حقائب صغيرة وتوجها الى مطار القاهرة وكانت اول طائرة امامهما طائرة متوجهة الى المغرب، فقطعا تذكرتي سفر وغادرا الى الدار البيضاء في المغرب. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    اعطى العميل عبد الرزاق معلومات عن الشقة التي كان يجتمع فيها مع الضابطين الاسرائيليين، فقامت المخابرات المصرية بمداهمتها، ولم تجد شيئا وكانت الشقة فارغة، لكن جهاز الرصد في المخابرات المصرية كان يظن في شقة اخرى يسكنها ضابطا الموساد، فتمت مداهمتها ووجدت فيها امتعتهم، لكنهم لم يجدوا اي مستند تقني ولا حتى ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم او رقم هاتف او اي شيئ، كما ان المخابرات المصرية حاولت استعمال خطوط الانترنت الموصولة الى الشقة، فتبين ان الضابطين لم يستعملا خط الانترنت في الشقة بل كان جهازهما في الانترنت مشفراً وموصولا بالاقمار الاصطناعية مباشرة، ولم يجدا اي اثر لشق تقني، ووجدوا على الامتعة وعلى السريرين مادة كيمائية تقوم بتغير الـ «DNA » وتخفي اثار الاستعمال الشخصي لهذه الامتعة والاسرة، وما تزال المخابرات المصرية تعمل على فك تركيبة المواد الكيمائية التي تم رشها داخل الشقة على الامتعة والاسرة وفي كل مكان. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    العملاء المصريون الذين جندهم الموساد كانوا قد زاروا دمشق عدة مرات، وزاروا بيروت مرات كثيرة كمستشارين لشركة نمساوية مستعدة لتقديم عروض انارة للشوارع، وتحت هذا الستار نالوا تراخيصا بالتجول في الشوارع ودراستها، وأقاموا علاقات مع شخصيات في البلدين، وكانت الاسماء المطلوبة لتجنيدها آتية مباشرة من الادارة المركزية للموساد. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)§    ما ظهر حتى الآن انه اضافة الى توقيف عبد الرزاق العميل الاسرائيلي فانه تم توقيف اخرين لم تفصح عن اسمائهم نيابة امن الدولة المصرية. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010) النص الكامل لاعترافات الجاسوس المصري.. ونشاطه في سورياكشفت عصمت طلعت عقل، محامية المتهم في لقاء معها، عن اعترافاته، وأجواء التحقيق معه، وحالته الصحية والنفسية، والأهداف التي ركز عليها في عمله لصالح الموساد، وجاءت على الشكل التالي:§         كيف توليت مهمة الدفاع عن المتهم؟ توليت القضية عن طريق نقابة المحامين، حيث تم انتدابي للدفاع عن المتهم بناء على طلب النيابة، حيث ترشح النقابة أحد المحامين من جهتها لتولي مهمة الدفاع عن المتهمين غير القادرين على توكيل محامي للدفاع عنهم سواء كان السبب عدم القدرة المادية أو عدم رغبة المتهم نفسه في أن يدافع عنه أحد، أو عدم درايته بالقانون، والمتهم في هذه القضية لم يكن لديه محام، ولذلك فقد طلبت النيابة من نقابة المحامين أن تنتدب محاميًا للدفاع عنه.§         وكيف بدأت مباشرة العمل بالقضية؟ وهل حضرت التحقيقات منذ بدايتها أم بعد ذلك؟ بعد الترشيح ذهبت إلى نيابة أمن الدولة، وعلمت بتفاصيل القضية وملابستها بالكامل، وبدأت على الفور في حضور التحقيقات مع المتهم منذ اليوم الأول، فالتحقيقات لم تبدأ مع المتهم إلا بعد أن وافق محامي على الدفاع عنه، وقد بدأت التحقيقات منذ بداية شهر آب الماضي تقريبا. §         كيف تمت عملية القبض على المتهم؟ كان المتهم في زيارة لمصر لمدة يومين، وكان خلالهما تحت المراقبة الكاملة، وتم إلقاء القبض عليه عند محاولة سفره ومغادرته البلاد. §         وكيف بدأت خيوط القضية تتجمع في يد السلطات المصرية المختصة؟ ما علمته أن رجال جهاز الأمن القومي هم الذين جمعوا الأدلة والخيوط الخاصة بالقضية، وأجروا تحرياتهم الخاصة وبعد أن تأكدوا من تورط المتهم في عملية التخابر لصالح إسرائيل وجمعوا ما تمكنوا من جمعه من أدلة تؤيد الاتهام أحالوها للنيابة للتحقيق، وإلا لما كانت توفرت أركان الجريمة ولا ارتقت إلى أن تكون قضية تستحق إلى تحويلها إلى المحكمة. §         بصفتك محامية المتهم، هل حدث أن اشتكى المتهم من تعرضه لضغط أو تعذيب نتج عنه ما تم تسجيله في أوراق النيابة من اعترافات تفصيلية؟ أبدا.. لم يحدث أن شكى المتهم من ضغط أو تعذيب أو حتى سوء معاملة على الإطلاق، فقد أدلى باعترافاته أثناء التحقيقات بكامل إرادته، وبدون أي إكراه، وحصل على جميع حقوقه القانونية أثناء فترة التحقيق، وأشهد على ذلك بنفسي، فقد حضرت معه كل جلسات التحقيقات يوما بيوم، وكانت بعض الجلسات تمتد إلى 6 ساعات في اليوم الواحد على مدى خمسة أشهر، حتى أني كنت مندهشة من الأسلوب الذي تعاملت به النيابة وخاصة المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا مع المتهم أثناء التحقيقات، فقد كان أسلوبهم معه مهذبا وكريما للغاية، بداية من الأكل والمشروبات وحتى العلاج، فقد عانى خلال فترة التحقيقات من بعض الأمراض وتلقى العلاج في مستشفى راقي، حيث عانى فترة من نزيف بسبب "البواسير"، وفي فترة أخرى واجه مشكلات بسبب القولون العصبي، وخلال فترة مرضه تم حجزه بالمستشفى، وتوقفت التحقيقات ولم تستأنف إلا بعد تمام شفائه بالكامل. §         استمرت التحقيقات لمدة خمسة أشهر كاملة.. ألا تعد هذه المدة طويلة نوعا ما بالنسبة لتحقيقات النيابة؟ لا .. أبدا، ليست كبيرة على الإطلاق، بل أعتبرها مدة كافية لفحص جميع جوانب القضية، وهذا إذا دلَّ على شيء فإنما يدل على أن النيابة كانت حريصة تمام الحرص على التطرق إلى أدق التفاصيل، وأن تستوفي التحقيقات عن كل صغيرة وكبيرة، والتي كان يتابعها المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة بنفسه أولا بأول، ففي بداية التحقيقات أدلى المتهم باعترافاته بصفة إجمالية، وبعدها بدأت النيابة تسأله عن تفاصيل كل نقطة وتواجهه بما لديها من أدلة وأسانيد وتصدر أوامرها بإجراء التحريات التي توضح صدق أو كذب ما قاله المتهم في التحقيقات، فهذه ليست قضية عادية وتتعلق بأمن مصر القومي، وتتعرض لعلاقات مصر مع العديد من الدول الأخرى، لذلك كانت النيابة تتحرى أقصى قدر من الدقة في التحقيقات، والمتهم ظل يسرد وقائع وأحداث جرت على مدى ثلاث سنوات هي عمر فترة تعاونه مع ضباط الموساد الإسرائيلي، وما تلقاه من تكليفات وما قام به من مهام، لذلك فالوقت الذي استغرقته التحقيقات ليس كبيرا بل هو أقل وقت تستحقه مثل هذه القضية، وهذا بالطبع لصالح القضية ولصالح المتهم في الوقت نفسه. §         وكيف تم جمع الأدلة والتأكد من صحتها؟ عثرت السلطات مع المتهم عند القبض عليه على بعض الأدلة ومنها جهاز الكمبيوتر المحمول والشنطة التي يحمله بها، وكذلك الفلاش ميموري، وبمواجهته بما لديهم من معلومات اعترف بأن هذه الأجهزة تخصه وأنه استخدمها في نقل المعلومات التي طلبت منه، ثم طلبوا منه شرحا توضيحيا لما تحمله هذه الأجهزة من برامج مخفية، وقد أوضحها بالكامل وأعترف بأنه تدرب عليها من قبل ضباط الموساد، وبعد ذلك قام الفنيون بفحص هذه الأجهزة وتفريغ ما عليها من بيانات قام المتهم بتسليمها لضباط الموساد من قبل. كما قام بنفسه بفك وتركيب الحقيبة وكشف عن جيوبها السرية وأعاد تركيبها مرة أخرى كما تدرب عليها، وكان من ضمن الأحراز أيضا أربعة تليفونات محمولة كان المتهم يستخدمها في اتصالاته الخاصة بعمله التخابري، أحدها كان يستخدمه للاتصال بشخص سوري مجند لصالح إسرائيل، والثاني كان يستخدمه للاتصال مع ضباط الموساد، والثالث يستخدمه للاتصال بالصين، والرابع يستخدمه للاتصال بكل من لاوس وتايلاند. §         في رأيك.. لماذا فضل المتهم الاعتراف دون ضغط بمجرد مواجهته بالأدلة والتحريات التي جمعها رجال المخابرات المصرية؟ حسب ما قاله المتهم أن اعترافه دون مقاومة كان سببه رغبته في التطهر والتكفير عما ارتكبه، وإن كانت النيابة مقتنعة تماما بأن اعترافات المتهم وما أدلى به من تفاصيل ما هي إلا جزء صغير مما ارتكبه من جرائم وما قام به من مهام، وهذا اتضح أثناء التحقيقات، حين واجهت النيابة المتهم بأوراق مطبوعة من أحد المواقع التي قام المتهم بإنشائها على الإنترنت، حيث قدم إعلانا عليها يطلب فيه موظفين مصريين في مجال الاتصالات وبالتحديد في خدمة العملاء والقطاع الفني، فقد اعترف المتهم بأنه عمل الإعلان لكنه أصر على أنه لم يحدد فيه التخصصات ولا الجنسيات المطلوبة، وأنكر صلته بالتفاصيل المذكورة في الإعلان والتي حددت التخصصات والجنسية المصرية. §         كيف كانت الحالة النفسية للمتهم أثناء التحقيقات؟ كانت حالته عجيبة جدا، وأدهشتني في بداية الأمر، فقد كان يتعامل طوال الوقت مع الأمر بلا مبالاة شديدة، حتى أني شعرت بأنه لا يقدر خطورة ما يقوله ولا فداحة ما ارتكبه، ومدى تأثيره على البلد ومصالحها الداخلية والخارجية، حتى أنه مقتنع تماما بأنه لم يوجه أي ضرر لمصر على الإطلاق، وأكد كثيرا خلال التحقيقات أنه كان يرفض تماما أن يقوم بأية مهام تجسسية على مصر أو على أحد المصريين ولا المشاركة في تجنيد مصريين، وكل ما قاله أنه تعاون مع الإسرائيليين من أجل أن يستفيد ماديا لفترة ثم يتركهم بعد ذلك، ولكن يبدو أن تقديراته كانت خاطئة حيث لم يعطوه الفرصة لذلك. §    لكن المواقع التي قام بإنشائها على الإنترنت بالتأكيد استقبل عليها الكثير من طلبات التوظيف وحتما كان من بينهم عدد كبير من المصريين، هل تم حصر هذه الأعداد ومعرفة كم منهم كان قابلا للتجنيد لإجهاض العملية قبل إتمامها؟ من واقع اعترافات المتهم أنه أنشأ أكثر من موقع، كان بعضها خاص بالنشاط العقاري في سوريا وموقع آخر لتوريد الحلويات الشامية، وثالث لتوريد زيت الزيتون، كما قام بإنشاء أكثر من بريد إلكتروني استخدم أحدهم في مراسلة رئيس تحرير صحيفة لبنانية تحت ستار أنه صاحب قناة تليفزيونية في تايلاند ويريد استضافته في برنامج، وبالفعل تم استدراج رئيس التحرير اللبناني إلى تايلاند، وبريد إلكتروني آخر راسل من خلاله شخصية عربية تعيش في جنوب إفريقيا وعلى صلة وثيقة بإحدى المنظمات الفلسطينية، وتم استدراجه أيضا إلى تايلاند. أما عن السير الذاتية التي أرسلها الراغبين في العمل من الدول الأخرى، فقد قام المتهم بفرزها وتحديد من يصلح منهم للعمل مع الموساد، وكان تركيز الضباط الإسرائيليين على المحاميين اللبنانيين وخاصة من الشيعة ومن يقيمون في جنوب لبنان، وفي سوريا كان اهتمامهم بالعاملين في العقارات والحلويات وزيت الزيتون والشركات العاملة في مجال الكمبيوتر والإنترنت، وكانت أهم الأسئلة التي يوجهونها للمتهم بعد رجوعه من سوريا التي زارها سبع مرات خلال مدة تجنيده، تدور حول التواجد الأمني في شوارع سوريا، وفي المطار، ونوع أجهزة فحص الحقائب الموجودة على سير الشنط، ونوع أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في المطارات، ومدى انتشار مقاهي الإنترنت في سوريا، أما بخصوص مصر فقد أنكر المتهم تماما قيامه بأي نشاط تجاه مصر، ولكنه أعترف فقط بأنهم أنشأوا له موقعا على الإنترنت وطلبوا منه عمل إعلان عن موظفين يعملون في قطاع الاتصالات، خاصة خدمة العملاء والهندسة الفنية، وحسب اعترافه فقد أنشأ الإعلان وتعمد أن يكون مبهما دون أن يحدد أنه يطلب مصريين ولا حدد التخصصات المذكورة. §         وهل واجهته النيابة بالفعل بهذه المواقع كأدلة اتهام وما هو رد المتهم؟ فعلا النيابة واجهته بدليل مطبوع من الموقع الخاص بإعلانه عن طلب موظفين في مجال الاتصالات، ولكنه أصر على أنه لم يكتب تفاصيل الجنسية والتخصص، فقد كتب إعلانا مبهما تماما، ولم يذكر أنه يطلب مصريين وسوريين ولبنانيين، كما قال أنه تلقى ثمانية طلبات فقط ، كان من بينهم 6 طلبات من مصريين، وقال المتهم بأن هذه الطلبات لم يكتب بشأنها تقارير لضباط الموساد، فقد حصلوا على هذه الطلبات من على الموقع مباشرة ولم يعرف عنهم شيئا. §    ذكر البيان الصادر من النيابة أن المتهم حصل على مدى ثلاث سنوات كاملة على مبلغ 37 ألف دولار فقط، في حين تعددت سفرياته إلى العديد من دول العالم من بينها سبع سفريات إلى سوريا فقط،، فهل يعقل أن يكون قد حصل على هذا المبلغ فقط طوال هذه المدة، أم أن هناك ما يخفيه؟ هذا ما قاله موكلي، حيث أوضح أن كل ما حصل عليه من أموال كان مقابل تكاليف سفره وإقامته ومكافآت عن المهام التي قام بها خلال سفرياته، بما في ذلك من تذاكر الطيران والإقامة في فنادق خمس نجوم كانوا يحجزون له فيها بمعرفتهم. §         وكيف كانت علاقته بأهله، فقد تردد أن صلته بهم كانت مقطوعة منذ فترة؟ فعلا... فقد سافر من مصر بسبب مشكلات مالية حدثت له، حيث كان حاصلا على قرض من أحد البنوك وتعثر في السداد، وتورط فيه أحد إخوته، ولما عجز عن سداد قيمة القرض صدر ضده حكم قضائي، ومنذ ذلك الحين لم يتصل بأهله خجلا مما أوقعهم فيه من مشكلات، وحتى خلال السنوات الأخيرة لم يكن يزور أهله عندما يكون في مصر. §         هل من الممكن أن تخفف اعترافاته الحكم أو تعد ذريعة تجعلك تلتمسين له الرأفة أمام المحكمة؟ المتهم قال أنه كان حريصا على عدم الإضرار بمصلحة مصر، وعدم المشاركة في عمليات تجنيد لمصريين، فقد اقتصر عمله على تجنيد أشخاص عرب من دول أخرى، صحيح أن هذا أضر ببلدان أخرى، ولكن ربما يشفع ذلك للمتهم أمام المحكمة، وهو أمر لا أستطيع أن أجزم به لأنه يعود في النهاية إلى المحكمة والقضاة أنفسهم، وبالتالي سيكون الحكم حسب قناعات المحكمة ووفقا لمواد القانون المصري. §         وماذا عن المهام التي قام بها وكيف كانت طبيعتها؟ اعترف المتهم بكل الجرائم التي ارتكبها وكل التكليفات التي كلفه بها رجال الموساد الإسرائيلي وكانت كلها على سوريا ولبنان وحماس وحزب الله، وقد تأكد رجال المخابرات المصرية من كل هذه الجرائم قبل القبض على المتهم وتحويله للنيابة. §         وهل كان له شركاء آخرون سواء داخل أو خارج مصر؟ في حدود علمي لم يكن له شركاء على الإطلاق داخل مصر، وكان يرفض تماما أن يؤدي أي مهمة داخل مصر، ويرفض كل التكليفات التي قد يكلفونه بها للحصول على معلومات من داخل مصر. §         وكيف ترين موقفه القانوني الآن؟ القضية صعبة جدا، وهي أيضا قضية ليست عادية، ولذلك فالموقف القانوني لا يمكن تحديده الآن إلا بعد دراسة وفحص أوراق القضية بالكامل، بما فيها من تحقيقات النيابة والتحريات والأدلة، والإطلاع على الملف بالكامل سيكون بعد وصول الملف للمحكمة، وبناء على ذلك سأقوم بدراسة القضية من جميع جوانبها بداية من إجراءات الضبط والتحقيقات والتحريات حتى وصف النيابة للقضية وقرار إحالتها للمحكمة بما في كل ذلك من نقاط ضعف وقوة قد تكتشف، وبناء على ذلك سأعد مذكرة الدفاع في القضية. §         وما هي المواد التي تندرج تحتها القضية وفقا للقانون المصري؟ القضية تنطبق عليها فقرتين من المادة 77 من قانون العقوبات المصري، وهما الفقرة " د " التي تتعلق بالتخابر مع دولة أجنبية، وهذه المادة تنطبق على القضية لأن المتهم سعى بنفسه للتخابر، أما الفقرة الثانية فهي الفقرة "و " وهي الخاصة بالإضرار بالمصالح السياسية والدبلوماسية لمصر، وهو ركن متوفر أيضا بالقضية بما يعرض الدولة لخطر قطع العلاقات مع دول أخرى، أو على أقصى تقدير تهدد بنشوب خلافات قد تؤدي إلى وقوع حرب بين دولتين. وكل ذلك بسبب ما قام المتهم بتسريبه من معلومات أو أسهم في تسريبها، وكل من المادتين تعاقب بالسجن في حالة السلم، أما في حالة الحرب فعقوبتها السجن المشدد في حالة توافر القصد الجنائي، وهو ما يتوفر بهذه القضية بوضوح، ولكن لم يصرح النص القانوني بعدد السنوات الواجبة، لذلك فالأمر سيكون خاضعا لتقدير القضاء ومدى قناعته بالدفاع.   أبرز ما تداوله الإعلام العبريموقع Debka File الاستخباري العبري:-    الكشف المصري الأخير لشبكات التجسس جاء كرد فعل انتقامي على الاجتماع السري في تل أبيب في 16 من الشهر الحالي بين وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس “الدوما” الروسي الموفد الخاص للسودان ميخائيل مارغيلوف وبين مندوبين من حكومة جنوب السودان (التي قال الموقع إن لها مكتب رعاية مصالح غير رسمي في تل أبيب للتنسيق السياسي والعسكري والاستخباراتي)، بمبادرة من ليبرمان .-    الاجتماع دفع الرئيس المصري حسني مبارك إلى إعطاء الضوء الأخضر لرئيس المخابرات عمر سليمان بالكشف عن الشبكات الإسرائيلية في مصر والشبكات المرتبطة بها في لبنان وسوريا، حيث اعتبرت القاهرة أن هذا الاجتماع بمثابة نجاح إسرائيلي في الحصول على دعم الروس لحكومة جنوب السودان في ما يتعلق بالانفصال وملفات النفط .-    خلصت تقارير استخباراتية مصرية إلى أن الروس بدأوا تزويد حكومة جنوب السودان بالسلاح، خاصة المروحيات القتالية، وأن الإسرائيليين والروس يقومون بالتنسيق في عمليات إرسال السلاح لرئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت، واعتبرت القاهرة تحركات الإسرائيليين استغلالاً لجمود الموقف الأمريكي لصالح تعزيز الوجود الروسي ليصب كل ذلك في مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي في المنطقة .-    أكدت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن خبر لقاء تل أبيب الذي من المفترض أنه كان عالي السرية، نشر على موقع (إزروس) “الإسرائيلي” الناطق بالروسية والمقرب من ليبرمان، ما دفع القاهرة بعد 4 أيام من اللقاء إلى إعلان اعتقال الجاسوس طارق عبد الرازق حسن . وأضافت المصادر أن خطورة ما يحدث في جنوب السودان استراتيجياً وعسكرياً بالنسبة لمصر، تساوي الخطورة التي تنظر من خلالها “إسرائيل” لما يحدث من "حماس" أو حزب الله في جنوب لبنان .-    أشارت المصادر إلى أن ما يزيد مخاوف القاهرة إزاء حصتها المائية تحركات رئيس وزراء إثيوبيا مليس زيناوي الذي جند 6 دول من حوض النيل للمطالبة بإعادة توزيع حصص النهر. واعتبرت أن إثيوبيا بقيادة زيناوي، وهو صديق حميم لإسرائيل، ستقوم مع هذه الدول، في حال انفصال جنوب السودان ونشوب حرب بين الشمال والجنوب، باستغلال وضع الحرب المحتملة لاستغلال المزيد من مياه النيلين الأزرق والأبيض، ما ينظر إليه مبارك ومستشاروه كخطر وجودي .-    أوضحت المصادر الإسرائيلية أن القاهرة وجدت بشكل غير مسبوق، إسرائيل في قلب التحركات الإفريقية في ملفات النفط والمياه، التي تمس الأمن القومي المصري، وأنها تقوم بدور أقوى من الدور المصري في قلب العواصم الإفريقية .-    مصادر استخباراتية إسرائيلية قالت إن هذا الكشف مجرد مرحلة أولى من سلسلة ردات فعل انتقامية على النشاط الإسرائيلي المشبوه في جنوب السودان، وتوقعت المصادر اتجاه القاهرة إلى التصعيد .(Debka File، 25-12-2010)موقع التلفزيون العبري:-    تشير بعض التقارير إلى أن سقوط عبد الرازق ليس هو المهم في هذه القضية، خاصة أنه كان طعماً رخيصاً وبادر بالاتصال بمسؤولي جهاز الموساد من أجل العمل لحسابهم، ولكن النقطة الخطيرة في هذه القضية هي سقوط "أستاذ القاهرة" وهو العميل المصري المحنك الذي يعمل لصالح الجهاز.-    تُلقي الكثير من التقارير والمصادر الأمنية الضوء على عمل هذا الأستاذ وتصفه بالرجل الأخطر والأهم بين العملاء الإسرائيليين بالخارج، خاصة أن دوره كان ينحصر في ثلاث أهداف رئيسة، الأولى اصطياد الشباب المصري أو العربي الذي يعمل في الخارج وإقناعهم بالعمل لصالح الموساد، والثانية رصد تحركات هؤلاء الشباب وتدريبهم على التجسس لصالح إسرائيل، والثالثة نقل كل كبيرة وصغيرة من التطورات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية عن مصر. -    سقوط عبد الرازق قلب الموازين وكشف عن شخصية هذا الأستاذ الذي تشير التقارير الصحافية أنه عمل لصالح إسرائيل على مدار 20 عاما كاملة، وهي مدة كبيرة للغاية وتعكس أهمية هذا الأستاذ ليس فقط للمخابرات ولكن لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الأخرى.-    رغم أن الأستاذ حر طليق الآن في الصين، حيث وُجد بالصدفة في بكين مع إلقاء القبض على طارق عبدالرازق في القاهرة، إلا أن سقوطه يمثل بالتأكيد صدمة للموساد.-    بعض المصادر الأمنية تشير صراحة إلى أن سقوط أستاذ القاهرة لم يكن الصدمة الوحيدة التي تلقاها الموساد من القاهرة، ولكن هناك صدمات أخرى أهمها سقوط كل من "إيدي موشيه" و"جوزيف ديمور" وهما من أبرز ضباط الموساد المتميزين والكشف عن شخصيتهما، حيث نجح كل من موشيه وديمور في تجنيد الكثير من الشبان العرب سواء في مصر أو في أكثر من دولة عربية أخرى. بالإضافة إلى هذا قاما أيضا بالكثير من المجهودات التي أسهمت في الكشف عن العديد من المعلومات السرية المهمة عن مصر ودول المنطقة، الأمر الذي دفع بالكثير من المسؤولين الأمنيين إلى التأكيد على أن الكشف عن شخصية موشيه وديمور هو الصدمة والكارثة لإسرائيل وليس سقوط عبدالرازق أو حتى أستاذ القاهرة، خاصة إن وضعنا في الاعتبار أنهما نجحا في دخول القاهرة وبعض العواصم العربية أكثر من مرة مختفيين في شخصية رجال الأعمال.(صحيفة العرب القطرية، 27-12-2010) التداعيات وردود الأفعال-    أصدرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية طوارئ مذكرة اعتقال دولية تطالب فيها الإنتربول بتعقب وضبط وإحضار كل من جوزيف ديمور وإيدى موشيه، ضابطى الموساد. وأوضحت المذكرة أن ضابطي الموساد جندا المتهم بهدف ارتكاب جريمة التجسس على مصر ودول عربية أخرى بما يضر بمصالحها وأمنها القومي. (صحيفة الشروق المصرية، 26-12-2010)-    ذكرت صحف مصرية ان ضباط امن سوريين زاروا القاهرة سراً، واطلعوا على المعلومات، وان اللواء عمر سليمان هو الذي اتصل بدمشق، وابلغهم ضرورة حضور وفد امني الى القاهرة. (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)-    توترت العلاقة بين مصر واسرائيل، ومن دون اي ابلاغ، وقبل يومين، غادر السفير الاسرائيلي القاهرة يرافقه الملحق العسكري ومساعده والقائم بالاعمال والسكرتير السياسي، وامتنعت السفارة الاسرائيلية في القاهرة عن استقبال اي مواطن مصري لاعطاء تأشيرة دخول او لاي معاملة تجارية بحجة ان المسؤولين غائبين بداعي السفر. اما السفير المصري فبقي في اسرائيل في سفارة مصر مع كل اركانه، وكانت العادة انه عندما يغادر سفيرا الى بلده يبلغ وزارة الخارجية بالامر، لكن السفير الاسرائلي لم يبلغ الخارجية المصرية باي امر وسافر مع اركانه على متن طائرة اسرائيلية خاصة جاءت من اسرائيل لنقلهم مع الحقائب الديبلوماسية السرية، وهذه الحقائب تحمل اجهزة ووثائق كان الضابطان الاسرائيليان في الموساد يزودان بها السفارة ويتم الاحتفاظ بها.  (موقع قناة المنار اللبنانية، 27-12-2010)