خبر : الساحة السياسية:هل نحن عنصريون اكثر من الماضي/بقلم: عوزي برعام/اسرائيل اليوم 12/1/2011

الأربعاء 12 يناير 2011 11:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الساحة السياسية:هل نحن عنصريون اكثر من الماضي/بقلم: عوزي برعام/اسرائيل اليوم   12/1/2011



 اذا أردنا فحص التغيير البطيء ولكن ذا المغزى الذي طرأ على تكيف المجتمع الاسرائيلي مع العنصرية، يمكننا أن نفحص ذلك تبعا لغدو النائب ميخائيل بن آري نائبا عاديا، شبه شرعي.  عندما كان مئير كهانا رحمه الله نائبا، كانت في اسرائيل حكومة وحدة وطنية مشتركة من المعراخ والليكود. وكان كهانا نائبا في الكنيست، مع حقوق كاملة كرئيس كتلة فرد، ولكنه لم يستوعب في مشهد الكنيست، وقلة كان الاعضاء الذين تحدثوا معه او جلسوا معه في كافتيريا الكنيست. من فعل ذلك كان يثير العجب والتساؤل بين باقي أعضاء المجلس. لم تكن هذه ضغينة تجاه الشخص. الموضوع هو ان أفكاره واراءه أثارت ذكريات من فترة بشعة في التاريخ البشري، والتحفظات على كهانا نبعت من نوازع الوجود العميقة للعيش في دولة يهودية وديمقراطية.  كما ان قصة بن آري ليست شخصية. فهو يعرض نفسه كاستمرار لكهانا، والمساعدون المقربون لكهانا يعملون لديه كمساعدين برلمانيين وشخصيين. اليوم هو نائب في الكنيست يثير تحفظات ولامبالاة، ولكنه لا يقف في المكان الذي وقف فيه سيده. فهو مقبول أكثر بكثير.  يجدر السؤال: لماذا؟ الجواب يعرض صورة الكنيست اليوم بالمقارنة مع صورة الكنيست التي خدم فيها مئير كهانا. أفكار كهانا، التي دحرت الى الهوامش قبل 25 سنة فقط تصبح أكثر قبولا وتفهما.  "دولة اسرائيل معناها التفكير والعلاقات اليهودية، الثقافة اليهودية والروح اليهودية والجمهور اليهودي. ولكن فوق كل شيء معنى دولة اسرائيل يكمن في السيادة اليهودية والسيطرة اليهودية على اهدافها" – هكذا قال مئير كهانا، وتجاهل كون دولة اسرائيل دولة ديمقراطية يعيش فيها شعبان. فهل هذه الجملة غريبة عن النائب دافيد روتم او النائب داني دانون ام لعله مقبول عليهما؟ للدقة، ميخائيل بن آري هو ذو مفهوم كهاني متطور. في الفترة التي يصبح فيها تشريع العنصرية مشروعا والحاجة الى الفصل بين "اليهود" و "العرب" قد هضم تماما، فان من السهل النسيان بانه في العام 1948 حين قامت دولة اسرائيل على اساس وثيقة الاستقلال جاء في الوثيقة عن ابناء الشعب العربي على النحو التالي: "... ومشاركتهم في بناء الدولة على اساس المواطنة الكاملة والمتساوية وعلى أساس تمثيل مناسب في كل مؤسساتها المؤقتة والدائمة".  بن آري يمثل موقفا مغايرا عن الصيغة الديمقراطية – اليهودية لوثيقة الاستقلال. ولكن اقواله تسمع. إن لم يكن براحة، فبتسليم هو واجب يكاد لا يكون كريها.  بن آري ليس فارسا منعزلا في كنيست اسرائيل. يوجد المزيد مثله أو ممن يشبهه. ولجميعهم قاسم مشترك. انتهت مشاعر الخجل وانتهى الالتزام العميق للديمقراطية في دولة اسرائيل. كل الحملة الاخيرة ضد منظمات حقوق الانسان وضد منظمات اخرى هي محاولة لتغيير معايير دولة اسرائيل وجعلها دولة ليس لها الرسالة الاخلاقية التي تمسك بها دافيد بن غوريون حتى آخر أيامه.  بن آري ليس ظاهرة وحيدة. فهو ورقة القياس للتغيير الذي اجتزناه، تغييرا يستدعي الفكر، التفكير وطرح البديل العام، من اليمين وحتى اليسار، تغييرا يندد بهذه الظاهر التي في داخلنا.