من هم "المنبطحون من اليمين" ممن اثاروا حفيظة أفيغدرو ليبرمان بسبب معارضتهم للجنته البرلمانية للتحقيق، والتي مهمتها النبش في مصادر تمويل لمنظمات مثل "بتسيلم" و "اطباء بلا حدود؟ هاكم قائمة اولى، حسب الابجدية، للخطاءين في نظر المكارثية الاسرائيلية الجديدة: ميخائيل ايتان، بيني بيغن، دان مريدور، روبين ريفلين، ولا تزال اليد ممدودة. د. بيغن اجريت معه مقابلة قبل خمسة ايام في صوت اسرائيل ووصف القرار بتشكيل لجنة سياسيين للتحقيق مع هذه المنظمات بانه يوم مظلم للكنيست. اذا كان هناك تجاوز جنائي في افعالها – فالطريق مفتوحة نحو الشرطة والنيابة العامة للدولة. ولم يكتفِ بذلك. كأب ثاكل تحفظ ايضا من سلوك العائلات الثكلى في الاحتفال الرسمي في ذكرى المتوفين في حريق الكرمل. فليس للثكالى ميزة على الاخرين في الجدال العام، قال، وليس لمن فقد عزيزا أي حق في أن يرخي كل لجام. في الغداة تساءل كاتب معروف ما الذي دفعني الى أن اتوقف هنا أمام طرد ايلي يشاي من الاجتماع العام وفي اعقاب المحاولة لاحراج نتنياهو؟ فهو لم يقبل تقديري بان المقاطعات هي شيء ولكن التهجمات على حق الحديث لصاحب الرأي المعارض هو خطر جوهري على الديمقراطية. بتقديري، نتنياهو وشمعون بيرس كان ينبغي لهما أن يتركا المكان في اللحظة التي طرد منه يشاي. الان بات الخيط الثلاثي واضحا ولا ينقطع. ايهود باراك اتهم بانه "قاتل أطفال" في محاضرة في جامعة تل ابيب، ويشاي طرد واستقبل نتنياهو بشغب في بيت اورن، والان يطالبون بيرس ايضا بعدم المشاركة في الذكرى للمقتولين بالارهاب الفلسطيني، وليبرمان حقق أغلبية برلمانية لتحقيقات جنائية يقوم بها سياسيون، وأمس حان دور شاي نيتسان، المسؤول عن الالتماسات الى المحكمة العليا في النيابة العامة للدولة. توجد ازدواجية اخلاقية في محاولة الادعاء بانه خرج كاسبا من الفيلم القصير الذي دعا الى قتل وبالتالي فمن المشكوك فيه ان يكون المبادرون هم من رجال اليمين. ليس صحيحا أنه كسب. هم كسبوا. وذلك لان كل شخص عادي سيخاف أن يؤدي مهام منصبه على افضل وجه ممكن. عندما يدقون على بابه وسيدة مجهولة تقول لاطفاله ان أباكم يطرد يهودا من منازلهم، ينبغي له أن يكون مصنوعا من فولاذ مصبوب كي يواصل عمله وكأن شيئا لم يكن. صحيح فعل نتنياهو الذي سارع الى ادانة التهديد على حياة نيتسان، ولكن الى أين تسير اسرائيل؟ فنيتسان مهدد في كل ايام السنة من قبل اليمين المتطرف واليسار المقرب من الحركة الاسلامية الشمالية والتحقيقات التي يبادر اليها ليبرمان في الكنيست ترمي الى فرض الرعب على البروفيسور رافي فلدن، وكتلة كبيرة من الاشخاص النزيهين من بيغن وحتى د. يوسي بيلين، من نتنياهو وحتى لفني وباراك، غير قادرة على رص الصفوف لمنع ما سينتهي في افضل الاحوال بتشويه الديمقراطية والحاق الضرر بالمكانة السياسية لاسرائيل في العالم وفي الحالة المعقولة حتى بفعل اغتيال آخر.