خبر : الاحتمال الوحيد لاطلاق سراح جلعاد/بقلم: يارون لندن/يديعوت 27/12/2010

الإثنين 27 ديسمبر 2010 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاحتمال الوحيد لاطلاق سراح جلعاد/بقلم: يارون لندن/يديعوت 27/12/2010



شجع النضال العام لاطلاق سراح جلعاد شليط حماس على التمسك بالسعر الذي ذكرته في البدء. كان كل تاجر في السوق يستطيع ان يتنبأ بأن طلب دفع "كل ثمن" مقابل اطلاق سراحه اشارة الى السماسرة في غزة بأن عليهم ان يطلبوا ثمنا يجعل شعر الرأس يقف. تكسب قيادة حماس من الاهتمام الذي لا ينقطع بالجندي الأسير. ولا أهمية كبيرة في نظرها لارادة عائلات الأسرى الفلسطينيين تخليص أبنائها من سجوننا. فهؤلاء الاشخاص أناس أشداء جربوا السجون ويعلمون ان السجن ليس تعذيبا بل هو المطرقة التي تُقوي الثوري. سيحتفظون عندهم بشليط ويوافقون على الاستبدال به اذا وُجدوا في وضع يائس فقط. لم يتحرك الجانبان عن مواقفهما مدة شهور طويلة، ولا أجد سببا لاعتقاد أن يتحركا من غير أن تتغير الظروف تماما. في خلال ذلك يقعد أبناء عائلة شليط في خيمتهم القريبة من منزل رئيس الحكومة. وقد اعتادت السابلة وجودهم في المكان كما تعتاد تمثالا في ميدان المدينة. في البدء يقفون للنظر اليه وبعد ذلك لا يلاحظون وجوده. تحررت الحكومة من الألم الذي يصاحب التفكير في الفتى المكبّل في الظلام. وقد أصبح الألم عدم ارتياح. مبلغه كمبلغ الحكَّة التي يُسببها ثؤلول قديم. يجب عدم التسليم لهذا الاتجاه. ولان المساومة جمدت بعد ان لم تُثمر النتائج التي نقبلها، ولانه عُدم الأمل في تخليص شليط بقوة الذراع، فاننا حسنا نفعل اذا خلّصنا شليط من مكانة رهينة وجعلناه ضمانا. سيضمن رؤوس قادة حماس، في الذراع العسكرية والذراع السياسية، من محمد ضيف واحمد الجعبري الى محمود الزهار واسماعيل هنية. فما لم يُحرر من سجنه ستكون حياتهم معلقة بشعرة. تزورهم الصواريخ في مكاتبهم وبيوتهم وتحل الشحنات الناسفة ضيفا على سياراتهم. لن يستطيعوا حتى فتح كتاب دون أن يحسبوا لحظات حياتهم الباقية. تُضاءل بلا انقطاع قيادة المنظمة ويُحسم كل يوم عدة أسرى فلسطينيين من قائمة الأسرى الذين نحن مستعدون للافراج عنهم. ينبغي افتراض أن تُهاجَم بلدات غلاف غزة على أثر عمليات الاغتيال لكنها تُهاجَم الآن ايضا. يُخيل الينا أن حماس تسمح للمنظمات العاصية بأن تفعل كما تشاء أو انها ضعفت وهي غير مستعدة للتورط في مصادمات معها. مهما تكن الحال، الحفاظ على الهدوء هو من مسؤولية الحاكم ويجب ايقاع العقوبة عليه للامتناع عن الحفاظ عليه. إن القاء المسؤولية على القادة هو الطريقة للخلاص من شرك ارهاب الصواريخ ايضا. إن المبادرة لتأجيج التوتر في غزة أو تسكينه في يد حماس. فهي التي تقرر متى تكثر ومتى تقلل اطلاق الصواريخ، ونحن نفسر اسباب قراراتها ونقرر هل نرد في ليونة أو في شدة. دفعتنا هذه الطريقة الى مكانة رهائن. وهي تضطر سكان غلاف غزة الى أن يُكيفوا حياتهم كالمناجذ، وهي تضطر الدولة الى انفاق مال كثير على تحصين مبانٍ وانفاق مبالغ عظيمة وعشرات آلاف ساعات عمل أذهان خلاّقة على تطوير القبب الحديدية على اختلاف أنواعها. لن تستطيع كل هذه الجهود تخليصنا من الارهاب الذي يستعمل وسائل رخيصة جدا. إن طريقة ردنا ليست منطقية. الطريقة المنطقية هي قتل أناس مثل ضيف والجعبري يعلنون على الملأ بأنهم سيبادرون الى اختطافات اخرى وإن على اليهود أن يختاروا بين الموت وبين الطرد من ارضهم. عندما يُسمع همس مَلَك الموت الذي يُجمد الدم مرة بعد اخرى في آذان الارهابيين فانهم يميلون الى جعل مواقفهم مرنة.