النبأ عن أنه في غضون خمس سنوات سيتضاعف عدد الاصوليين المتجندين للجيش الاسرائيلي سار ومشجع. وليس هذا لانه يسمى عندنا "اصلاح الظلم التاريخي"، وليس لان الجيش الاسرائيلي سيصبح، حقا، جيش الشعب. النبأ سار لانه في اللحظة التي يتجند فيها الاصوليون ستنقضي الحجة الاكثر انتشارا ضد الاصوليين من الخطاب الجماهيري. في النقاش على مستقبل المجتمع الاسرائيلي بشكل عام ومستقبل المجتمع الاصولي بشكل خاص لن تكون الحجة العسكرية بعد اليوم الاساس والعنصر المركزي. الجيش الاسرائيلي هو البطن الطرية للمجتمع العلماني والديني – الوطني. احد الهيئات الوحيدة التي لا يزال المجتمع الاسرائيلي يقدرها ويحترمها هو جيش الدفاع الاسرائيلي. نحن، لا نزال، نشعر بان الجيش هو جزءا هاما ولا يتجزأ من كوننا شعب واحد. من ناحيتنا الجيش الاسرائيلي هو المسؤول المباشر عن استمرار وجودنا كشعب وكدولة. التجنيد للجيش الاسرائيلي هو لحظة هامة في حياة كل فتى وفتاة. العائلة باسرها تعيش وتتنفس الخدمة العسكرية، ولا سيما حين يدور الحديث عن الخدمة القتالية. خدمة الاحتياط هي جزء لا يتجزأ من التجربة الاجتماعية لاجيال. الحروب، لاسفنا، هي التي تخلق دوما وحدة حقيقية في شعب اسرائيل. الاصوليون، الذين لا تتجند اغلبيتهم الساحقة للجيش الاسرائيلي، ليسوا جزءا من ذات الفكرة الصهيونية. الاصوليون هم مجموعة انعزالية اولا وقبل كل شيء لانهم لا يتجندون. في كل لقاء او تفاعل بين الاصوليين والعلمانيين ومعتمري القبعات المحبوكة مسألة الخدمة العسكرية ستكون دوما هي الاولى. الجمهور الغفير غاضب من الاصوليين بسبب المخصصات وبسبب كثرة الاولاد وبسبب الفصل بين الغربيين والشرقيين في المدارس ولكن الغضب الاعمق، الاساس، شبه المسيطر هو نتاج الاحساس بان الاصوليين يرون في بنائهم اكثر احمرارا من دم الاخرين. في الداخل، حقا، نحن نشعر باننا شعب واحد. ولكن كيف يمكن تسوية التناقض بين حقيقة كوننا شعبا واحدا وبين حقيقة أن قسما من الشعب "يتملص"؟ نحن نعيش في دولة يعيش فيها الجيش ويتنفس في كل بيت وفي كل حديث وفي كل مرحلة ومرحلة من حياتنا تقريبا. الطعام الاكثر اجتماعية يأتي من ذات القائمة. وعندما تتعلق مسألة التملص بمجموعات اخرى من السكان من الصعب توجيه اصبع اتهام. فـ "المتملصون الاخرون" هم افراد يظهرون بالضبط مثل اولئك الذين يتجندون بالفعل ولكن من الصعب وصفهم كمجموعة. اما الاصوليون فلهم مؤشرات تشخيص واضحة تجعلهم في نظر العلمانيين مجموعة منسجمة. كل من يلبس السروال إما يتملص أو هو متملص بالقوة. وعليه لا يغير في الامر من شيء كم توجد حاجة لاولئك الاصوليين في الجيش. كما ان هذا ليس موضوعا يتعلق بالكلفة وبالميزانية وكم يحتاج الجيش الى المرونة كي يقبل في صفوفه اولئك الاصوليين. كمجتمع من الواجب الاخلاقي محاولة خلق الخيار كي يتمكن المجتمع الاصولي من الانخراط في المجتمع الاسرائيلي. كمجتمع علينا أن نرحب بان تحاول أي مجموعة انعزالية التسلل للخروج من طبقة الغرابة والعداء بالضبط في المكان الاكثر حساس عندنا. أمام المجتمع الاصولي تنفتح اليوم كوة لعالم المجتمع الاخر. عليه أن يستغل هذه الكوة قدر استطاعته كي يصبح متساويا. التجند للجيش والمشاركة في العبء سيحسنان مكانة المجتمع الاصولي ويحاولان النقاش من وجداني الى عقلاني. في اللحظة التي لا يكون فيها بوسع أحد أن يتهم الاصوليين بانهم لا يخدمون في الجيش، سيكون بوسعنا اجراء حوار مثمر واكثر عمقا في كل ما يتعلق بمستقبلنا المشترك كشعب.