خبر : لنقُل إن ايلي يشاي سيستقيل/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 7/12/2010

الأربعاء 08 ديسمبر 2010 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لنقُل إن ايلي يشاي سيستقيل/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 7/12/2010



ايلي يشاي وزير داخلية فظيع. فرؤساء السلطات يشهدون بأنهم لا يجدون عنده أي استجابة لمشكلاتهم، وتصعب الاشارة الى اجراء مهم واحد قاده، لا يتعلق قبل كل شيء بالمصلحة الضيقة لوسطه هو. لا لأنه من شاس: فقد كان زميله في الحزب اريئيل اتياس، وزير اتصالات نشيطا ويحاول أن يكون كذلك ايضا في وزارة البناء والاسكان. بل ذلك لأن يشاي وزير سيء تولى وزارة حيوية.بعد أن قلنا هذا، ليس ايلي يشاي مذنبا لوضع جهاز الاطفاء. صحيح أن الكارثة وقعت في ولايته ويجب عليه أن يمضي الى البيت. لكن هذا لن يأتي بالخلاص ولا بالتحويل في الحال لاموال لتعزيز هذا الجهاز الفاسد. سيأتي الخلاص عندما ندرك لماذا تم اهمال اجهزة الاطفاء: قبل كل شيء فُصمت في اسرائيل منذ زمن العلاقة بين تصور الواقع والفعل اليومي، وبين الخشية على الأمن وبين العمل في تحسينه.في السنين الاخيرة يُكثر قادة جهاز الأمن تحذيرنا من توجه الحرب المقبلة. سمعنا في المدة الاخيرة ذلك من رئيس "أمان" السابق عاموس يادلين: في الحرب التالية ستتلقى الجبهة الداخلية الضرب بمقادير لم نعرفها. لن تكون ثمة جبهة متقدمة مميزة تقاتل فيها القوات العسكرية بعضها بعضا، بل ضربات متبادلة على أهداف مدنية. سيحاولون المس بمراكز المدن وسنُدمر أهداف بنى تحتية وأهداف حُكم.يخرج اولئك الربابين أنفسهم الى السوق مُسلحين بهذا التشخيص ومزودين بأكثر من 60 مليار شاقل في السنة ويشترون جيش هجوم متطورا مُحكما غير ذي صلة. وكما حاول ديوان رئيس الحكومة (بقدر غير قليل من النجاح) أن يعمي أعيننا بواسطة "السوبر تانكر" العجيبة، وهي طائرة ضخمة باهظة الكلفة جاءت هنا بعد أن انتهى أكثر كل شيء، كذلك يشتروننا بقصص عن طائرات شبح عجيبة، كل واحدة ثمنها مليار شاقل، تنقذنا من الشر، لكن لا توجد بضع عشرات من الملايين للاطفاء والسلالم، تكون حيوية للنصر في الحرب القادمة أكثر من طائرات الـ اف 35. لانه اذا كانت الجبهة الداخلية للتمكين من الانتصار في حرب الضربات المتبادلة يجب أن تصمد، فان المعدات التي تحتاجها هذه الجبهة – اجهزة التخليص والانقاذ، واطفاء الحرائق والتحصين – لا تقل أهمية عن معدات الهجوم. إن الفائدة الهامشية لوحدات اطفاء اخرى أكبر كثيرا من فائدة الطائرة الاخرى. الجميع يعلم هذا. لقد ورد هذا في التصور الأمني للجنة مريدور وفي تقرير "الجبهة المدنية" الذي كُتب من قبل اللجنة الوزارية برئاسة أيلون. ولكن هؤلاء الاشخاص يجيزون كل سنة ميزانية لا ذكر فيها لاقوالهم. لماذا؟ لان قولنا هذا مع النظرة الضيقة للأمن يعني اننا لا نحب الجيش الاسرائيلي. ولا أحد يريد، ما عدا عدد من الصحفيين الذين يكرهون اسرائيل، ان يبدو وكأنه يكفر بأن الجيش الاسرائيلي هو الافضل في العالم ويسأل بدل ذلك هل هو الجيش الذي نحتاجه.يحاول الجميع اليوم توقع الكارثة القادمة، عن افتراض أننا نعلم الآن الاستعداد للحرب السابقة، التي كلفت حياة العشرات والمحمية الطبيعية الكبيرة في الكرمل. لكن الحرب السابقة كانت قبل ذلك: ففي 2006 اشتعلت غابات الشمال في حرب لبنان الثانية، في مساحة أكبر. والفرق الوحيد هو الواقعة المأساوية لحافلة مصلحة السجون وضباط الشرطة الكبار: فمن غير الضحايا، ولنعترف بالحقيقة، كانت الضجة الاعلامية أقل كثيرا. بعد 2006 ايضا استمر الاهمال المتعمد لاجهزة الاطفاء؛ وما لم نبدأ النظر الى الدولة والأمن بمفاهيم مدنية، وماذا يفعلان من اجلنا وكم يلائمان عملهما، ستكون الحال نفس الحال – مع ايلي يشاي أو بغيره.