خبر : بصراحة لا مصالحة في عهد الرئيس عباس؟ .. عماد الحديدي

السبت 04 ديسمبر 2010 10:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
بصراحة لا مصالحة في عهد الرئيس عباس؟ .. عماد الحديدي



.لم يعد عندي أدنى شك بأن المصالحة في عهد الرئيس محمود عباس لم ولن تتحقق ، ليس لأن لدى الرئيس أجندة سياسية تختلف 180 درجة عن أجندة حماس السياسية وليس لأن المصالحة ستفقد الرئيس الكثير من الدعم السياسي الذي يتمتع به بين رؤساء العالم، وليس لأن الدعم المالي قد يوجه له ضربة ليست بأقل من الضربة الاقتصادية التي تجتاح العالميين الأوروبي والأمريكي وليس لأن الأصوات الرافضة للمصالحة داخل فتح تزداد وأصبحت تهدد عرش الرئيس، ليس كل ما سبق من أسباب وحدها قد تعيق تحقيق المصالحة ولكن يبقى ان الرئيس نفسه ليس لديه قناعة بالمصالحة أو بالأحرى بالشراكة مع حركة حماس وليس لديه الاستعداد النفسي أو الحركي أو السلطوي المضي في المصالحة.فالمتتبع لخطابات الرئيس الرسمية منذ يوم الانقسام 15/6/2007 إلى يومنا هذا والتي أحصيت منها (20) خطابا موزعة (ذكريات استشهاد الرئيس أبو عمار، الأمم المتحدة، البيت الأبيض، المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية،انابوليس، السلام والأمن في دولة الإمارات المتحدة، الخطابات المتلفزة، القمم العربية(دمشق، سرت)، الاتحاد الإفريقي، الجمعية الوطنية الفنزويلية، جولدستون، المؤتمر السادس لحركة فتح، القدس عاصمة الثقافة، دافوس الاقتصادي، البرلمان التركي،الدول المانحة، مهرجانات فتح،..) يخلص إلى النتيجة التي توصلت إليها وهو ان أبو مازن ومشروعه لا يقبل القسمة على 2 بل لا يقبل الحذف أو الإضافة أو حتى التعديل وما هذه الجولات التصالحية إلا من أجل تحقيق عدة أهداف منها إرضاء دعاة الوحدة سواء من حركة فتح أو تلك الأصوات الوطنية المنتشرة داخل وخارج الوطن، أو رضوخا للضغوطات العربية المتزايدة والمطالبة بضرورة إنهاء الانقسام ، أو كسبا للوقت لعل حماس تقع بشر إعمالها كما يحلم ويتمنى فتفلس ولا تستطيع القيام بحملها اتجاه أهالي القطاع وخاصة التركة المالية التي يتفنن في تحميلها المزيد (قطع الرواتب، الاستئثار بأموال الضرائب ، الكهرباء، الأموال التشغيلية الحكومية للوزارات، ..) وبالتالي تفشل ويفشل مشروعها، أو ان تنجح بعض المخططات الأمنية والعسكرية التي تحاك بليل ضد غزة سواء بمعرفة الرئيس أو بدون معرفته وما اتهامه لغزة باحتضانها للتنظيم القاعدة ببعيد حتى يسهل ضرب غزة من قبل العالم الغربي المهووس بالإرهاب المزعوم، أو ان تقدم إسرائيل على خطوة جنونية  فتبيد غزة عن بكرة أبيها كما فعلت هي و عملائها في صبرا وشاتيلا عام 1982م وبالتالي تحقق حلم رابين فتصبح هي البحر الذي سيبتلع غزة وتتحقق كلمة ليبرمان بان عباس شخصيا هو من طلب استمرارية الحرب على غزة للقضاء على حماس وحكمها.يقولون ان قرار عباس مرهون بأجندة خارجية وخاصة الأمريكية و الإسرائيلية  نقول نعم ولكن عباس لديه من القدرة على المراوغة واللعب بالأوراق كيفما يشاء وخاصة ورقتي المصالحة والمقاومة لصالح موقفه التفاوضي مع إسرائيل ولكن عدم قناعته وعدم إيمانه بهما جعلهما في ذيل أولوياته، وإلا بماذا تفسر قوله " قبل أن نجري الانتخابات التشريعية يوم 25-1 كانت هناك اعتراضات شرسة أن لا تشارك حماس في الانتخابات، وكنا نرد بشراسة أن حماس يجب أن تشارك في الانتخابات لأنها جزء من الشعب الفلسطيني ومن حقها أن تشارك في هذه الانتخابات" وكذلك قوله "، وفي نفس الوقت كانت الأموال تأتي للجامعة العربية من بلاد عربية ولكن الجامعة العربية لا تستطيع وأقول لا تستطيع أن ترسل هذه الأموال إلى الحكومة، فجمدت الجامعة فوجدت الحل المناسب حولوا هذه الأموال لي وأنا أسلمها بطريقتي وكان حلاً معقولاً " وقوله " نائب الرئيس الأمريكي قال لا تذهبوا لقمة دمشق ونحن قلنا القمة إخواننا ومصيرنا وقالوا قد تتحملون ثمنا غاليا ونحن قبلنا" إذن يستطيع الرئيس ان يخطو خطوة جريئة نحو المصالحة ويتحمل ثمنها ولكن الرئيس غير مهيأ نفسيا ولا يريد المصالحة، وهذا ما فطنت به إسرائيل عند تحليلها النفسي لشخصية الرئيس عباس فاستغلت غضبه وحقده اثر أحداث غزة وأبرمت معه اتفاقيات أمنية سرية يعيش الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية فصولها بكل وقاحة تحت غطاء ما يسمى بالقانون حسب قول الرئيس في الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس أبو عمار 11/11/2010"وهنا لا بد أن أشيد أيضاً بأداء أجهزتنا الأمنية التي تطبق وتُنفِذُ سيادة القانون وتواجه العبث والفساد وتهيئ المناخ المناسب لاستكمال بناء لبنات دولتنا العتيدة والذي يلاقي تأييد شعبنا ويشارك في صنعه بكل الثقة والأمل" (لنترك لأهل الضفة الإجابة؟؟) كما ان القادة الإسرائيليين هم أول من توقعوا فشل جولة المصالحة الأخيرة في دمشق؟ولكي ندلل إلى ما ذهبنا إليه سابقا نضع بين يدي القارئ العزيز الحقائق التالية:• جميع خطابات الرئيس التي وقفنا عليها لم تخلو من مفردات أو مرادفات كلمات الانقلاب، الظلام، الأسود، الميليشيات،..منذ خطابه الأول أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير في 21/6/2007 والذي صب فيه حمم براكينه وغضبه على حماس في (3217) كلمة والتي خرجت كلماته على العرف الدبلوماسي لرئيس دولة ثم تلاه خطابه أمام المجلس ذاته في 18/7/2007 والذي جاء في (2044)كلمة والتي خصصت أيضا كلها للوضع الفلسطيني الداخلي وعلى نفس سياق الخطاب السابق إلى آخرها في الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس أبو عمار11/11/2010 " أما شعبنا الحبيب في غزة فلم يعد يطيق القهر والقمع وفتاوي التكفير ولن يقبل بهذا العبث وهذه المغامرة الحمقاء غير المسبوقة بمصيره وبمستقبل قضيته الوطنية المقدسة تحت ذرائع واهية تتساقط الواحدة تلو الأخرى".• التحريض السافر على حماس في كل المحافل الفلسطينية والعربية والدولية والتي كان أخطرها في خطابه لمؤتمر الدول المانحة في باريس في 17/12/2007 " إن قطاع غزة اليوم يعاني من حصار ظالم، لا يلحق الضرر بالانقلابيين الذين تتوفر لهم أشكال الدعم المختلفة، وإنما يصيب هذا الحصار بأضراره المواطن الفلسطيني البسيط ..وقد طرحت حكومتنا استعدادها لاستلام المعابر وإدارتها في قطاع غزة من أجل إنهاء هذا الحصار، ولكن الجهات المختلفة وخاصة الانقلابيين لا يفعلوا شيئاً لإنهاء الحصار سوى محاولة استثماره سياسياً، لأن مصلحة الانقلاب والجماعات التي تستفيد منه تعلو عندهم على مصالح الشعب الجائع والمعذب،إن الكارثة تقترب من قطاع غزة، ولكن الذي منع القطاع من الانهيار حتى اليوم ليس فقط المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالات دولية متخصصة والتي نتقدم لها جميعاً بالشكر والتقدير، ولكن الذي منع الانهيار هو استمرار قيام حكومتنا برئاسة الدكتور سلام فياض في دفع الرواتب لما يقارب سبعة وسبعين ألف موظف يعملون في مختلف القطاعات بما فيها قطاعات الأمن والصحة والتعليم وسائر الحقول الأخرى،وذلك إضافة إلى المساعدات الاجتماعية التي تقدم لصالح الفئات والعائلات الفقيرة، والتي تشكل بمجموعها ما يزيد عن نصف موازنة الحكومة الفلسطينية. ليس هذا فقط بل إن حكومتنا ومن اجل تخفيف الضائقة الاقتصادية وآثار الحصار الظالم تقوم بسداد فاتورة الماء والكهرباء عن أبناء قطاع غزة. ووصل الأمر إلى حد إعفاء القطاع وحده دون سائر الأراضي الفلسطينية من أية التزامات ضريبية لتقليل المعاناة عن شعبنا الصامد. وأنا أعرف أن الانقلابيين ينشرون الأكاذيب في كل مكان، بالرغم من أنهم لا ينفقون شيئاً من الأموال التي تصلهم بوسائل غير مشروعة، إلا لتمويل القوة العسكرية الانقلابية التابعة لهم ولضمان ولاء بعض الأفراد الذين نصبهم الانقلابين خارج القانون في مواقع القرار، وخاصة بعد استيلائهم على القضاء والبلديات والمؤسسات الحكومية. وفوق هذا فإنهم يلجئون إلى كل الوسائل لسلب ما يمكن سلبه من أموال المواطنين عبر المتاجرة في السوق السوداء وسواها من الأساليب. وجميعكم سمعتم عن أعمال الاغتيال والخطف والاعتقالات الكيفية المستمرة والتي تحدث يومياً على يد تلك الجماعات".إنني مضطر أن أعرض هذه التفاصيل عليكم اليوم حتى نعرف جميعاً الى أين نحن سائرون، وما هو نوع الخطر المحدق بشعبنا في قطاع غزة في حال استمرار هذا الانقلاب الظلامي.وجاء أيضا في خطابه يوم 11/11/2007في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس عرفات"إن هذه المؤامرة الانقلابية على وحدة وطننا ومستقبل شعبنا لن يكون مصيرها غير الفشل، ولن نسمح بتجويع أهلنا وتدمير اقتصادنا في القطاع وتحويله إلى سجن جماعي في ظل الحصار الإسرائيلي وبطش الزمرة الانقلابية، والتي لا يمكن السكوت عليها من قبل الأسرة الدولية وكل محب للعدل والسلام في العالم"• الاستئصال والتطهير العرقي الحمساوي في الضفة الغربية تحت ذريعة الأمن والقضاء على الفلتان الأمني وان الأمن خطا احمر للرئيس لينفذ من خلاله ما يريد على خصومه والا بماذا نفسر اصطدام التفاهمات التصالحية بين فتح وحماس بالأجهزة الأمنية وأفعالها على الأرض وخاصة مع قرب التوقيع على المصالحة وليس بجولة دمشق الأخيرة عنا ببعيد حين مست الاعتقالات النواب وأبنائهم والنساء في حملة مسعورة أعادت للأذهان الأيام الشيطانية الأولى للاعتقالات قبل سنتين ، كما يعزز توجهاتنا نحو عدم جدية عباس بالمصالحة تأكيده في أكثر من محفل أو مناسبة بعدم وجود معتقلين سياسيين في سجون السلطة والتي كان أخرها في 24/11/2010 أمام المجلس الثوري لحركة فتح"’لقد قلت لكم أكثر من مرة إننا لا يمكن أن نعتقل أي شخص لأسباب سياسية مهما كان الانتماء، ولكن الاعتقالات سببها مخالفات أمنية أو مخالفات جنائية، وجميعها تتم وفق القانون" فلم تمهله المئات المعتقلة في سجونه الوقت فأعلنت الإضراب المفتوح عن الطعام تحت اسم " إضراب حتى الموت" والذي بدأ اليوم السبت 27/11/2010 من سجن أريحا. • وسأختم وبدون تعليق بكلام الرئيس أمام مؤتمر الدول المانحة في باريس 17/12/2007 "وأود أن أكون في غاية الصراحة، فأنا لن أقبل الحوار على أساس التسليم بالأمر الواقع،إن الانقلاب يجب أن ينتهي أولاً وقبل كل شيء وأن لا يبقى سيف الانقلاب مسلطاً على رقاب شعبنا، ولابد من العودة بعدها فوراً إلى الشعب عبر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف دولي فعال،وبالإضافة إلى ذلك فإن الالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبجميع المواثيق والاتفاقيات التي وقعتها هو أمر لا يمكن طرحه للمساومة أو التعديل والتغيير، فأنا لن أغامر بمصير شعبي وسلطته الوطنية ومؤسساته ولقمة عيشه، ولن أقبل تعريض شعبي للحصار الدولي مرة أخرى، كما لن أرضى أن نبدو نحن الشعب الخاضع للاحتلال وللظلم التاريخي، وكأننا خارجون على الشرعية الدولية والعربية ورافضون لمبادرة السلام العربية التي تشكل صمام الأمان للوصول إلى إنجاز حقوق شعبنا والشعوب العربية الأخرى التي تريد تحرير أراضيها من الاحتلال كذلك".