خبر : المتسللون من افريقيا متى "هم" سيكونون "نحن"/بقلم: يرون لندن/يديعوت 29/11/2010

الإثنين 29 نوفمبر 2010 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
المتسللون من افريقيا متى "هم" سيكونون "نحن"/بقلم: يرون لندن/يديعوت 29/11/2010



 الحكومة ستنتظر البرابرة. وستسكنهم في النقب، في بلدة من الاكواخ والخيام. وسيوفرون نواقصهم على ضيق، كي يبثوا الشائعة بشدة قبضة الاسرائيليين. الردع مطلوب، وذلك لاننا اذا لم نسد النهر – فسيغرقنا. بداية سيواصل السود التزاحم في احياء الفقر للمدن الكبرى، والخروج لجمع النفايات المجدية قبل أول نور الفجر، والسير كالقطط في ظل المنازل والخوف من طغيان أرباب عملهم، ولكن عندما سيكثر عددهم سيتواقحون، وسينسون من هم أسياد البيت، وسيحرمون عمالا يهود من عملهم، وسيصطادون فتيات يهوديات يغريهن سحر الذكر الافريقي. وستمر سنوات قليلة الى أن يتحدث المثقفون اليهود باسمهم ويدعون بان اسرائيل، من ناحية جغرافية وتاريخية وثقافية، ليست فقط هامش اوروبا بل وآسيا وافريقيا ايضا، وعليه فان هؤلاء البرابرة هم اسرائيليون كباقي الاسرائيليين. وها هو سيناريو عن نهاية الامبراطورية اليهودية.  عبرت آنفا عن المخاوف التي تقض مضاجع معظم الاسرائيليين وبودي أن افحص اذا كان فيها ما هو حقيقي.  في البداية يجب أن نطلع على الالية التي تفصل بين "نحن" وبين "هم". واضح أن البرابرة ليسوا مواطني اسرائيل وليسوا يهودا. هم يأتون من حضارة أقل تطورا من حضارتنا. "نحن" مواطنون اسرائيليون ويهود، ولكن، احيانا، عندما يجدينا الامر، نضم في دفعة واحدة ايضا العرب مواطني اسرائيل الذين هم خُمس السكان. ويتعقد التحليل عندما يفحص اليهود بعناية: نحو 400 الف مهاجر من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق ليسوا يهودا، بل أقرباء ليهود. واحيانا يكونون بعيدين عنهم جدا. اسرائيل استوعبتهم كي تحسن فرصها في السباق الديمغرافي مع العرب وانطلاقا من الفرضية بان بوسعها ان تمتصهم في النسيج الاجتماعي اليهودي. تحدي الهجرة من اثيوبيا اصعب من ذلك. فما بالك المساعي لان نستوعب في داخلنا الالاف من ابناء الفلاشا ممن حتى الكثير من اليهود الاثيوبيين يرون فيهم مشكلة جسيمة. هل أنا، المولود في البلاد ولغته الام العبرية وأبواه يهود منذ خمسة اجيال على الاقل، تنتمي لذات المجموعة، لذات الـ "نحن" التي ينتمي اليها ايغور، ابن الفلاحين من اوكرانيا، ومنغيستو، الذي يضع صليب الكنيسة الاثيوبية على رقبته. جوابي هو اني لم ارسم بعد حولهم دائرة الهوية التي اتواجد فيها، ولكني اقدر بانه في غضون جيل او جيلين سينضمون هم ايضا الى الـ "نحن" خاصتي.  مشكلتي هي أنه يوجد في المجتمع الاسرائيلي يهود خالصون، ينتمون الى مجموعات سكانية بعيدة عن قلبي. وهم بعيدون أكثر مما هم بعيدون عن قلبي المتسللون الافارقة. الاوائل بعيدون، لاني أمقت اراءهم عن صيغة التعاون بيننا، والتي هي تعاون بين الراكب وحماره. الاخيرون، اللاجئون الافارقة، بعيدون عني لانني لم أتعرف عليهم بعد، ولكن العطف الذي اشعر به تجاههم اكبر من ذاك الذي اشعر به تجاه الاوائل. أعتقد أنه مع مرور سنوات عديدة فان احتمال أن اشعر باني أنا وهم ننتمي الى ذات الـ "نحن"، اكبر من الاحتمال في أن اشعر بذلك تجاه أبناء اوساط واسعة من الاسرائيليين المخولين والموثقين. المتسللون من افريقيا يبلغ عددهم نحو 30 الف نسمة، اقل من نصف في المائة من عدد سكان اسرائيل. حركة الهجرة، كل حركة هجرة، ترشح عبر مرشح ذي ثقوب صغيرة. فما بالك صغيرة ثقوب المرشح الذي عبره يصل الافارقة. من ينجح في الانتقال من بلادهم واستراق الحدود واجتياز الابحار والصحارى، هم تقريبا فقط الشباب، الجريئون، الحصينون والمبادرون. من مثلنا يفترض بهم أن يعرفوا بان الدول الاكثر نجاحا بنيت على ظهر أناس كهؤلاء. نحن قادرون على أن نستوعب هجرة ذات حجم غير محدود، والخير فقط سيأتي لنا اذا ما استقبلنا عدة عشرات الاف آخرين سيتحولون مع الزمن ليصبحوا "نحن".