1- شيء ما مقلق: ثمة شيء ما مقلق، وإن لم يكن جديدا، في قضايا التعيينات في الجيش الاسرائيلي والشرطة: فمنذ سنين يحمل الناس في قلوبهم وأدمغتهم معلومات عن ذوي مناصب رفيعة في أهم المنظمات في الدولة، ولا يفتحون فما ولا يستهزئون. يُرفع أصحاب هذه المناصب من رتبة الى رتبة، وينتقلون من وظيفة الى وظيفة، ويعرقون عرقا كثيرا ودماء في احيان كثيرة ايضا، يسعون الى أعلى هرم الوظائف والرتب – وآنذاك وفي صوت دوّي! ينهض فجأة شخص في الصباح، معتقدا انه على مبعدة لمسة من الوظيفة الرفيعة – فيتذكر رجل أو امرأة فجأة، أو فرد أو جماعة شيئا ما حدث ذات مرة قبل سنين وتكون النهاية. لا ينبغي ألبتة أن يُفهم مما كتبت حتى الآن أن أفعال اللواء بار ليف غير صعبة الهضم الى درجة التقيؤ، ولا أكتب مُدافعا عن حقه أو للتنديد به، لكنه اذا كان المذكور أعلاه أهلا لرئاسة منطقة، وقيادة آلاف رجال الشرطة، فما الذي يلغيه الآن بالضبط؟ أكان رجل اخلاق وقيم إذ كان لواءا وفاسدا عندما أصبح فريقا؟. يُقال الشيء نفسه عن "وثيقة هرباز"، الذي تحاول فعلته المعقدة أن تُبين نفسها في هذه الايام. ماذا يحدث هنا؟ هل المعارك هناك في القمة تخرج الناس عن عقولهم؟. 2- شيء مقلق آخر: هذا زمن ان نرهق الذهن وأن نفكر – من في قيادة الدولة ومؤسساتها المهمة بلغ وظيفته الرفيعة لان الناس سكتوا فقط؟ 3- وشيء آخر: يصعب على رئيس الحكومة كما يبدو أن يختار من بين المرشحين لرئاسة الموساد. فكلهم جيدون وكلهم أهل. لكنه اذا كان ينوي هذه المرة ايضا أن ينتخب رئيسا يأتي من خارج صفوف "المكتب"، فان في ذلك شيئا ما مقلقا: فلماذا لا تستطيع هذه المنظمة أن تُخرج منها، منذ سنين وأجيال، رئيسا منها، وتُنبت شخصا ما يفهم أناسه؟. وُجد أناس موساد بلغوا القمة – ناحوم أدموني، وشفتاي شبيط، وافرايم هليفي – لكنه كان هناك استيراد من الخارج في أكثر الحالات. وثمة في التعيين الخارجي رسالة مشكلة للعمال المخلصين والممتازين: تستطيعون أن تبلغوا، في الحد الاقصى فقط سقف اللوح الزجاجي. أما من فوقه فستنظر اليكم وجوه أناس ممتازين آخرين أُهبطوا عليكم. 4- وشيء آخر مقلق قبل الأخير: في اماكن مختلفة في البلاد يجلس في هذه اللحظة أناس كبار السن، ولن نقول شيوخ، ويضحكون ثم يضحكون ثم يضحكون. كان لفريق كبير من قادة هذه الأمة، في الجانب السياسي والعسكري، علاقات غرامية جانبية، وتاريخ الصهيونية والاستيطان مبطن بعشرات ومئات الاشخاص ذوي الأهمية الكبيرة حُكم عليهم بالسرير. لو نشرت آنذاك فانني أشك مبالغا في الأمر في أنه كانت تكون لنا زعامة بل دولة. لماذا لم تنشر القصص؟ لن تصدقوا أنها نشرت في أكثر الحالات بصفتها قصصا هامشية في السير الذاتية لكبار الشعب. نشرت ذات مرة في هذه الصحيفة عن وزير دفاع سجلته زانية ابتزته الكثير من المال والمتاع كي تسكت. وكما أذكر تلقيت آنذاك ردا واحدا فقط. هاتفا من شخص ما تفضل بأن يصحح المبلغ. نسيت أن أشكر له آنذاك فبهذه الفرصة أقول شكرا. 5- وشيء ما يجب أن يُقلق الساسة: في الخارج، لا في مؤسسات رسمية ما، يجلس اليوم عدة يهود من الجيل الشاب، نسبيا يشحذون السكاكين. سيكونون نجوم السياسة في السنين القادمة. وهم كما قلنا آنفا شبان نسبيا، وأقوياء الحضور، وبراقون ومختصون لا مثيل لهم في استعمال وسائل الاعلام في القرن الواحد والعشرين وهم في الأساس جائعون للسلطة. يقصد الكاتب أرييه درعي، وحاييم رامون وتساحي هنغبي وربما آخرين. لهم قاسم مشترك بطبيعة الامر ألا وهو التأثيم في المحاكم، لكن خبرتهم سيتم التعبير عنها ايضا عندما يعرضونهم على أنهم ضحايا النهج القضائي في المعركة الانتخابية. وقد نجحوا الآن وبقدر كبير في فعل هذا.