خبر : السلالم قصيرة جدا/بقلم: يوسي سريد/هآرتس 26/11/2010

الجمعة 26 نوفمبر 2010 02:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
السلالم قصيرة جدا/بقلم: يوسي سريد/هآرتس  26/11/2010



 تبيّن في الايام الاخيرة لماذا يصعب على ناس كثيرين جدا النزول عن الأسطح والاشجار التي تسلقوها، ويصعب على ناس ذوي خطر أكثر من ذلك: وذلك لان كل شيء هنا مرتفع جدا – الكلام الفصيح والادعاءات – والعيون والقلوب تعاني من المرتفعات، والسلالم قصيرة جدا. ليست هذه استعارة بلاغية لسياسة مرتفعة، انها معرفة مجددة بواقع منخفض: فهنا نشب في المدة الاخيرة حريق "في برج السلام". لكن ما يشبه جريمة فصل بين حادثة صغيرة وكارثة كبيرة. إن حاجتنا الى المعجزات هي حاجة دائمة معروفة سلفا: فقد امتلأت تقارير مراقب الدولة انتقادا للعجز، وأنابيب وسلالم جهاز الاطفاء والانقاذ، لكنهم يدفعون التقارير ايضا الى الرفوف العليا المغبرة. لا يحث المسؤول، أي وزير الداخلية، أي شيء عندما يكون الامر حرجا. فعنده إله يتوكل عليه، يُشغَّل من بعيد بدعوات وشتائم من فم عابد مجتهد. إن ايلي يشاي مستعد في كل لحظة لاشعال القدس ايضا اشعالا لا يستطيع سوى الله إخماده، لولا أنه احترق بالنار المقدسة ايضا. ارتفاع "برج السلام" 142 مترا، والابراج الجديدة في المدينة أعلى منه. لا يوجد لرجال الاطفاء في تل ابيب سلالم عالية كهذه رؤوسها في السماء. ما عاد السكن في العليّات يجب أن يتم تفسيره على أنه تعالٍ. بل العكس يجب أن يكون قدوة تُُحتذى للشجاعة المدنية. اذا نشبت حرب وأصبحت الجبهة الداخلية في تل ابيب جبهة متقدمة كما حذّر هذا الاسبوع رئيس "أمان" المودّع، فان الأبراج ستحترق أولا وسيصبح سكانها قدوة شخصية. لم يقع حريق فقط بل وقع ضباب في الوقت نفسه، وأشل مطار الدولة تماما. يتحدثون منذ أكثر من عشرين سنة هنا عن الحاجة المُلحة الى مطار بديل. لكن في هذه الاثناء – في السنين الاربع القادمة – سيعمل في مطار بن غوريون مسار وحيد فقط، دون المعدات التي تلائم حالة جوية صعبة. يُخيل الينا احيانا أن ربابين محليين يفضلون ظروف الضباب. قبل سنتين خفضت سلطة الطيران الامريكية اسرائيل الى أدنى مستوى للأمن، ومنذ ذلك الحين ونحن في صحبة واحدة مع زامبيا وزمبابوي. إن دولة تقنيتها في أعلى المستويات، وهي عضو في منظمة الدول الصناعية المتقدمة، التي ترفع قيمة الحياة الى الأعالي، هي في الحقيقة دولة متخلفة من العالم الثالث. ربما يُبيّنون لنا، كي نفهم في نهاية الامر، لماذا من المعقد جدا الثبات لمعايير العالم السليم. فالبُعد القصير بين حادثة و"ما يشبه حادثة" سيتضاءل في نهاية الامر، وسينتهي الحظ الذي يلعب الى التعب. إلامَ سنعتمد على رحمة السماء. لقد شكا المدير العام لمنظمة الطيران الدولية الذي زارنا في الاسبوع الماضي هو ايضا التنظيم المتعب الواهن قائلا كم سيستغرق هذا من الوقت عندكم. ربما يتطوع موفاز للتفسير، لانه كان وزير النقل العام مدة طويلة نسبيا، ولأننا أصبحنا في عهده دولة مُقصاة من جهة الطيران، ولانه يفسر على نحو جميل أمورا تقوم في أعلى العالم. وسنسمع من فمه لماذا يعيش سكان الداخل والخارج هنا زمنا مستعارا. وسنقف كذلك على العلاقة بين نجاح شخص بكونه وزيرا وبين ادعائه استحقاق رئاسة الحكومة. وربما يُبين فؤاد – كيف نشأت "قنبلة ذرية" كالفطر في خليج حيفا تحت أنف حكومات كثيرة عمل فيها كلها واستعملها. الى أين تتقدم هذه الدولة المتقدمة، الواحدة الوحيدة في العالم كله، التي حاولت أن تحفر نفقا لقطار ارضي ولم تنجح. كان ليعقوب ذات مرة أعلى سلّم صعدوا ونزلوا فيه. لكن هذا كان منذ زمن قبل أن نُسميه اسماً آخر.