خبر : التفويت سيرك فلسطين/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 24/11/2010

الأربعاء 24 نوفمبر 2010 12:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
التفويت سيرك فلسطين/بقلم: ايتان هابر/يديعوت 24/11/2010



 في سيرك، كل سيرك، يفتح المشاهدون افواههم وعيونهم لرؤيتهم اللاعب يلقي في آن واحد بكرة، ثلاثة، خمسة، سبعة الى الهواء، فيما ان احدى قدميه مربوطة وفمه يصدر كرات دائرية ملونة. بعض الجمهور ينفعل من الكرات في الهواء واستيعابها بيد واحدة. قسم آخر يترقب بنفاد صبر سقوط كرة واحدة، كرتين، على الارضية. قسما الجمهور يهتفان "اوي" عندما يفوت اللاعب الفرصة وتسقط الكرات على الارضية. الاغلبية الساحقة تشمت باللاعب: ها هو، اللاعب، هو ايضا مثل كل انسان آخر.  بيبي نتنياهو يوجد، في هذه اللحظات، في مرحلة ارتفاع الكرات الى الهواء الواحدة تلو الاخرى. والجمهور؟ يقبض أنفاسه. هل ستسقط؟ لن تسقط؟ الجمهور، في الحالة التي أمامنا، هو رئيس الولايات المتحدة وكل ما يمثله، الاتحاد الاوروبي، الفلسطينيون وبالطبع نحن، الاسرائيليين. نحن، بالمناسبة، ننقسم الى معسكرين، مثل ذاك الجمهور في السيرك: واحد ينفعل من حركة الكرات الى الاعلى وآخر يترقب متى ستصل الكرات الى الارضية. وحتى اللاعب الاشطر لا يمكنه أن يبقي الكرات في الهواء دون قيد زمني. الموقع أعلاه يعتقد بانه شاء أم أبى، فان بيبي نتنياهو قد اجتاز الروبيكون. في اللحظة التي أعلن فيها عن دولتين للشعبين – فليس له طريق عودة. فهو سيسير في طريق "كورالز" ذاك الاصطفاف في المسلخ الذي يسير فيه البقر في اتجاه واحد فقط. اريك شارون أحب جدا هذا التشبيه في الاستعارة لسياسات حكومات اسرائيل، وعند لحظة الاختبار أدار ظهر المجن لكل ما ومن آمن ظاهرا به على مدى عقود. وقد القى بنظريته الى الجحيم. بيبي يؤمن، وثمة أساس متين لايمانه، بانه يعرف الامريكيين افضل من أي سياسي اسرائيلي آخر. وهو يقول: "انا سأعالجهم". نتنياهو بالفعل يعرف جيدا طول وعرض رجال الادارة هناك، بعد أن تعلم منهم وعلمهم في الوجبات الصباحية في غرفة الطعام في فندق ريجنسي في نيويورك. هناك، على العجة الاسبانية، ثبت "الوضع" مع كل العالم.  غير أنه على مدى السنين ليس هو وحده تعلم. فالامريكيون تعلموه ايضا. فهم باتوا يعرفون بانه يبيع لكل طرف في النزاع، بما في ذلك رفاقه في الحزب، ما يريد ذاك الطرف أن يسمعه. وهكذا، لشدة الاسف، فانه آخذ في التورط: لدى عودته من المحادثات في الولايات المتحدة فانه يتباهى بسلسلة انجازات استثنائية، ومع مرور الوقت يتبين ان هذه لا اساس لها من الصحة. وردا على أقواله هنا الامريكيون هناك "يقشرون" اقواله مثلما تقشر طبقات البصل، وان كان ايضا، في هذه المرحلة دون دموع. وهم يسخرون من خلف ظهره حين يكرر القول هناك لمحادثيه: "انا لا بد سأفاجئكم".  وفي هذه الاثناء، فقط في هذه الاثناء، الامريكيون يتجلدون. غير أن بيبي، الخبير في أمريكا، لا يفهم بان "المحيط" تغير تماما وان كان يعتقد بانه سيواصل خداع الامريكيين بعد فشل اوباما وصعود الجمهوريين في الانتخابات الاخيرة، بانتظاره – وبانتظارنا – مفاجأة: اوباما ورفاقه ينتظرونه في الزاوية، وعلى طريقة الامريكيين – ان لم يكونوا غيروا جلدتهم وطرائقهم – فانهم سيوقفونه ولسانه في الخارج، بسعر نهاية الموسم. نحن لسنا جمهورية موز؟ صحيح. نحن لسنا "إمعات" لامريكا، كما قال مناحيم بيغن؟ صحيح. نحن دولة مستقلة، حرة، سيادية؟ صحيح. هذا ما سيقال على لسان رئيس الولايات المتحدة او احد ما من الناطقين بلسانه، في المقدمة، في التوطئة، في بداية الاقوال حين ستزأر الولايات المتحدة – وقد سبق أن قيل في مصادرنا: اذا ما زأرت الولايات المتحدة، فمن ذا الذي لن يرتعب؟  أتذكر الفيلم الجميل لايال حلفون "سيرك فلسطين". وأنا أعرف بان كل لاعب يعود الى الظلام خلف الكواليس حين يسقط عدد اكبر مما ينبغي من الكرات من يده على الارضية. ولا يوجد مشهد أكثر شدة وحزنا من لاعب يفوت كراته – وساعته.