خبر : في نوفمبر تسقط الأسماء والمسميات وينتصر الشهداء.. نشأت الوحيدي

الجمعة 12 نوفمبر 2010 05:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
في نوفمبر تسقط الأسماء والمسميات وينتصر الشهداء.. نشأت الوحيدي



صاغ الشهداء وصية خالدة في القلوب والعقول وفي الذاكرة وتحمل الوصية عنوانا لا يختلف عليه إثنان " إما فلسطين أو النار جيلا بعد جيل " وما أعظم الوفاء للأرض والهوية والعلم خاصة عندما يكتب الشهداء وفائهم بنضالاتهم ودمائهم الطاهرة التي تسقي الأرض برغم الجفاف والحروق التي تصيبها بفعل آليات الإحتلال الإسرائيلي الحربية . ينتصر الشهداء الفلسطينيون في نوفمبر دائما وإن كان قد صدر في نوفمبر ذاك الوعد المشؤوم باسم " آرثر بلفور " في الثاني من نوفمبر من العام 1917م ... فإن نوفمبر وهنا أقتبس كلمات لأحد الأخوة الكتاب بأنه ليس أول الأشرار ولا آخرهم .. لقد هزم الشهداء بتضحياتهم وفدائهم شؤم بلفور على طريق الحرية والإستقلال ... في 5 / نوفمبر 1948م كان احتلال المجدل من قبل الإحتلال الإسرائيلي وفي تاريخ 22 نوفمبر من العام 1958م بدأت اسرائيل بحفر أساسات الفرن الذري معلنة للعالم بأنها احتلال فوق القانون .... وبالرغم من قسوة المناخات التي ألمت وأوجعت شعبنا الفلسطيني على مدار سنوات الصمود والإرادة والمقاومة الثورية إلا أن دماء الشهداء ودائما وأبدا كانت تنتصر للقضية العادلة والمقدسة وأعلن الرئيس والزعم الخالد الشهيد ياسر عرفات الإستقلال بالمنفى في الجزائر في 15 /11 / 1988م  .... لم تصل الثورة الفلسطينية بقيادتها التاريخية وعلى رأسها الزعيم ياسر عرفات لإعلان الإستقلال في المنفى والذي سطر حروفه وكلماته التي هزمت كل الكلمات والمصطلحات في حينها الشاعر الكبير محمود درويش إلا بعد التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني وثورته الباسلة ... في 24 / 11 / 1993م كان استشهاد القائد عماد عقل ، وفي 2 نوفمبر من العام 1995م كان استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وفي 8 / 11 / 2000م كان جنرال الحجر والتحدي " ذاك الشبل المارد " فارس عودة " على موعد مع الشهادة ولقد استطاع فارس أن يكتب بحجره الصغير وبطفولته البريئة التي ولدت قبل الولادة وكبرت قبل الكبار أغنية " لن تمروا " والتي عجزت عن كتابتها ثلة الزعماء ولقد تغنى باسمه الرئيس الشهيد أبو عمار " الشبل فارس عودة على موعد مع الشهادة ، وفي تاريخ 9 / 11 / 2000م كان البطل والقائد حسين عبيات " بيت ساحور " على موعد مع الشهادة ، وكانت مدينة خانيونس على موعد مع الشهادة في أوائل نوفمبر من العام 1956م . وفي 22 نوفمبر من العام 2000م أيضا كانت هناك مجموعة من أبطال الشهادة على ميعاد مع الشهادة والذين استشهدوا بقصف مدفعي اسرائيلي غادر " عند حاجز احتلالي قرب مغتصبة ميراج في رفح " لسيارتهم وهم في طريقهم لجامعة القدس المفتوحة بخانيونس والشهداء هم : " جمال عبد الرازق ، وعوني ظهير ، ونائل اللداوي ، وسامي لبد "  . وبمناسبة نوفمبر الشهداء فإني أستميحكم عذرا وأقول للبهاء : كان الفجر يرافقك يا بهاء في يوم 18 / 11 / 2000م .. وكانت تقريبا قد أصبحت الساعة التاسعة حين أعلن نبأ استشهادك يا بهاء .. كانت ولادتك من جديد  ميلاد فشهادة ثم ولادة ... ما أروعكم أيها الشهداء ... وما أجملكم وأنتم على الأكتاف محمولين .. نجوم وكواكب وملوكا للحقيقة ... لا تلبسون عباءة السوء ، والإنقسام ، وأخالكم تبغضون الإنقسام سيء الصيت ، والصورة . جهرتم دائما .. في السر ، والعلن وفي البوادي ، والفيافي ، والوديان وعلى رؤوس الجبال بحبكم لله أولا ، وللوطن ، ولشعبكم المخلص لتضحياتكم  وسيرتكم الندية ، فهل من حب يساوي حبكم ... ما أجمل اسمك يا بهاء .. وما أروع كلامك ، وإبداعك حين أطلقت نشيدك في وجه من اغتصبوا الوطن ، و سماء الوطن ، وبحر الوطن .. ما أجملك يا من كنت المقتحم الأول لمستوطنات الإحتلال في قطاع غزة ... ويا من سجلت صفحات المجد برصاص البندقية والكلمات عندما صرخت في وجههم وفي عقر وكرهم بنشيدك الوطني الخالد " أنا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل ، وحملت رشاشي ، لتحمل من بعدي الأجيال منجل .. وجعلت من جرحي والدما ، للسهل والوديان جدول .. دين عليك دماءنا والدين حق لا يؤجل ...  " لقد صدقت عهدك... فأنت البهاء .. و أنت السناء .. أنت الكبرياء والشموخ  أنت الطهارة والحقيقة لأنك استطعت أن تعيش أجمل قصة حب وعشق مع فلسطين .. أنت الذي وقفت أمام المرآة ثم حاورت الإحتلال باللغة التي يفهم ... بلغة النار والنوّار وبلغة الثوّار والحقول والبساتين والجبال ، والوديان حاورتهم بلغة المنكوبين  ....حاورتهم بلغة ياسر عرفات " أبوعمار "  وبلغة الشيخ أحمد ياسين ، وأبو علي مصطفى ، وفتحي الشقاقي ، وأبو العباس ودلال المغربي ، وأبو جهاد الوزير ، وصلاح شحادة ، وأبو إياد خلف ، والكمالين وأبو يوسف النجار ، وعمر القاسم ، وبلغة حسين عبيات  وفارس عودة وبلغة نجم الشعراء الشهداء الذين أعلنوا قيام الدولة محمود درويش . لقد حاور الشهداء الإحتلال والعالم بلغة الثالث عشر من من نوفمبر 1974م حيث وقف الرئيس الشهيد ياسر عرفات أمام منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاطب العالم بأسره " جئتكم بغصن الزيتون في يد وبالبندقية في اليد الأخرى فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي " ... وكنت يا سيدي كما كنت .. كما شئت .. كما أنت .. ياسر عرفات الرقم الصعب حيث خاطبت العالم والإحتلال في حصارك بالمقاطعة في رام الله وانتصرت حين بلّغت " يريدوني إما أسيرا ، أو طريدا ، أو قتيلا " فكنت كما أنت .. ياسر عرفات .. شهيدا .. شهيدا .. شهيدا ... ولم تسقط يا سيدي من يدك البندقية كما ولم يسقط من يدك الأخرى غصن الزيتون حتى اللحظة الأخيرة في 11 / نوفمبر 2004م والتي أعلن فيها نبأ استشهادك من مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا ...... ولقد انتصرت يا سيدي حين قلت : " عالقدس رايحين .. شهداء بالملايين وانتصرت حين فرضت شروطك على حكومة الإحتلال الإسرائيلي برئاسة جولدا مائير آنذاك في 28 / 2 / 1971م والتي استقالت مباشرة بعد صفقة التبادل والتي أطلق فيها سراح الأخ المناضل محمود بكر حجازي أول أسير للثورة الفلسطينية وحركة فتح ، وكانت جولدا مائير قد قالت حينها " لن أجلس على كرسي يفرض عليه ياسر عرفات شروطه " . وانتصرت يا سيدي دائما بأن كنت توظف الخلاف والإختلاف من أجل صنع قنبلة تحت أقدام الإحتلال ، وانتصرت حين قلت بأن الوحدة الوطنية هي أغلى ما نملك فلنحافظ عليها ..... وانتصرت يا أبا عمار حين استطعت أن تمر من خرم الإبرة في معركة الكرامة ، وفي حصار بيروت وحين استطعت أن تكون أنت الشعب ، والشعب لا يموت ....... لقد حاصرك الإحتلال في الجغرافيا يا سيدي ، ولكنك حاصرت الإحتلال في التاريخ فأي كلمات تلك التي توفيك ، وأي الأسماء ، وأي الصفات والألقاب وأي تكريم ذاك الذي يليق بفارس الحرب وسلام الشجعان . لقد ظن الإحتلال يا سيدي بأنك عودا إذا اشتد عليه الضغط يكسر ، وما كنت عودا ، ولكنك أقسمت بأرق الأعواد الملقاة على صدر حقول فلسطين بأن تكون أمة في رجل ورصاص يتفجر بالضغط ولا يتكسر .    وفي الختام نقول للإحتلال الإسرائيلي الغاشم بأنه آن الأوان بأن يشفى من مرض الإحتلال وأن يعي تلك الكلمات التي خاطب بها الجنرال الفرنسي ديجول قادة حربه وأركانه في العام 1958م إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر حيث قال : " إننا نمتلك الكثير من العدة والعتاد العسكري ، ولدينا قرابة خمسمائة ألف جندي فرنسي ، ونستطيع أن نسجن وأن نقمع وأن نقتل من الجزائريين ما نشاء ، ولكنه من الجنون أن نتصور بأننا نستطيع السيطرة على الجزائريين للأبد ، لأن خوف وقلق الفرنسيين أكبر من خوف وقلق الجزائريين " ... وعلى الإحتلال أن يستوعب الدرس والصرخة التي ألقت بها تلك المرأة والأم الماجدة من مخيم جباليا في وجه الجنرال الإسرائيلي إبان انتفاضة شعبنا المجيدة عام 1987م حين قالت : " قتلتم ابني وشردتم شعبي واعتقلتم زوجي ، ولكني حامل وسألد طفلا يطاردكم بحجر حتى ترحلوا عن بلادنا " . إنه نوفمبر وشعب الشهداء .. شهر الشهداء العظماء .. حيث تتوحد الشهادة والفكرة والصمود والإرادة والذكرى والوصية والوفاء ... فماذا لو عادت قوافل الشهداء ، فهل من مكان أو ملاذ للقسمة أو الإنقسام ؟؟!!!! يا وطن الشهداء تكامل ........ منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية مسؤول الإعلام للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداءوالكشف عن مصير المفقودين – قطاع غزة