خبر : ابا عمار: هذا البحر لك وهذا الهواء الرطب لك ..د.احمد الطيبي

الخميس 11 نوفمبر 2010 12:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ابا عمار: هذا البحر لك وهذا الهواء الرطب لك ..د.احمد الطيبي



انها الذكرى السادسة وكأنها الاولى.. سنوات ست ازاحك فيها الموت ولم يغيبك..لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات.. ولا أتجاوز الجراح .. لم تبكك عيوننا بل قلوبنا.. كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض.. وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال.. ودّعك الشجر والحجر.. كنت غضباً .. مسيرة وحلماً.أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً.. بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس.. كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثرت على الظلم وتحديت الخوف..إنك عاصفة.. واشتقت منك العاصفة.كوفيتك وسام للثوار.. شعار لكل الأحرار..كم انحنى الموت أمامك.. والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر. ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك. أبا عمارما أحوجنا إليك في ظل الانقسام والتشرذم واليأس والاقتتالالساحة امتلأت بالحراب.. والشارع غادره الناس .. حتى الشارع الخلفي ما عاد شارعاً للوطن.يا صانع الديمقراطية في غابة البنادق.. أخبرك اليوم أن لا غابة ولا ديمقراطية بنادق.. وطنك ممزق.. وقلب حلمك مذبوح ودام.في الضفة المحتلة الابارتهايد يتنامى، وعندنا في الداخل تنمو العنصرية ويرتفع رأسها. طال ارتفاع الجدار وتوحشت حواجزهم بل زادت فاشيتهم.قضية شعبنا تمر في اسوأ حالاتها، بل ان فكرة الدولتين تترنح انها آيلة للسقوط.وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه.ابا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا..يا أبا عمارمن دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك، تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة، تبدأ البسملة فيها بالأقصى المبارك وينتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة ’انا فتحنا لك فتحاً مبينا’.لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا، ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله، بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب.لن تسقط راية الفارس التي حملتها..ناديتك قبل 3 أعوام .. قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت.. قم معي يا طائر الفينيق.. ألا تسمعني.. أم أنك غاضب منا..اتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض.. تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك، حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا.. ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى.. كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت واحتراب.. قم لنطرد الجراد عن المكان.. هنا وهناك.. اخرج معي إلى هذا الليل الطويل.. فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء.. حياة هنا كما قال محمود..ايها الناس يا ابناء شعبنا العظيم:نحن شعب الجبارينونحن المستضعفون بالأرض.. قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ’أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير’.. صدق الله العظيمما زلت أحبك رغماً عن غيابك.. أو قل أكثر بعد غيابك..ما زلت اليوم حلماً.. وما زلت الحاضر غداً..يا سيد الرجال.. يا سيد الوفاء.. أيها الفارس الذي ترجليا أيها الريح التي حركت الجبل.هذا البحر لك..هذا الهواء الرطب لك.. والى لقاء في السنة السابعة..